بقلم أ/ خالد مطهر العدواني
يعد المعلم العامل الحاسم والمؤثر في مدى فاعلية عملية التدريس، وعلى الرغم من كل المستحدثات التربوية وما تقدمه التكنولوجيا المعاصرة من مبتكرات تستهدف تطوير العملية التعليمية، إلا أن المعلم لا يزال وسيظل العامل الرئيس في هذا المجال، إذ أنه هو الذي ينظم الخبرات التعليمية ويديرها وينفذها في اتجاه الأهداف المحددة .
وتشير نتائج عدد من البحوث التي تناولت قرارات المعلم التنفيذية وأدائه لمهام التدريس أن اختيار المعلم لطريقة التدريس وأدائه لها يعتمد على خبرته وكفاءته ومستواه العلمي، هذا بالإضافة إلى أن هناك نوعية أخرى من العوامل الشخصية المتعلقة بالمعلم مثل اتجاهاته نحو المهنة، ومدى إحساسه بالمسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقه، ونوع الفلسفة التربوية التي يستخدمها، فإذا ما كان المعلم يرى أن التعليم عملية ذاتية يقوم بها المتعلم فإن طريقته في التدريس سوف تنسجم مع هذه النظرة، أما إذا شعر بأن التعليم عملية تلقين فإنه سيختار طريقة تناسب ذلك.
كما أن قرارات المعلم المتصلة باختيار طريقة التدريس يستمدها من معرفته بالعوامل المؤثرة في العملية التعليمية، كالأهداف التربوية ومحتوى المنهج وبنيته الداخلية ومستويات التلاميذ وحاجاتهم، ومعرفته بخصائص بيئة التعلم.
كما أن أساسيات التدريس الناجح والصفات التي ينبغي أن تتوفر في المدرس، لا تعني مجموعة من الخطط والتعليمات التي يزود بها المعلم خلال إعداده الأكاديمي، ولا تعني أيضاً معرفته بطرائق التدريس ودروس علم النفس، بل يعني أعم من ذلك فهو يشمل الخبرات التربوية والمهنية، والقدرة على تحويل تلك الطرائق واستخدامها بشكل يتناسب والهدف التربوي والخصائص التربوية والنفسية للمتعلمين والإمكانات المتوفرة ومدى قدرته على استخدام الوسائل والمصادر المناسبة للمادة الدراسية.
ولذلك فالمعلم هو المقياس الرئيسي لنجاح التربية، ونجاحه في العملية التعليمية يعتمد بالدرجة الأولى على كيفية تناول مصادر التعلم واستراتيجيات التدريس، وكلما زادت خبرته في التدريس أو تنفيذ المنهج كلما كانت قراراته أكثر حكمة وواقعية وملائمة، وأنه مهما سعينا إلى إيجاد المناهج الفاعلة والطرائق التربوية الحديثة والوسائل التعليمية يبقى المعلم هو الأساس في ترجمة تلك الأمور إلى أساليب إجرائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق