السبت، 9 مايو 2020

تنمية مهارات التفكير ما وراء المعرفي

بقلم أ/ خالد مطهر العدواني

ماذا نعني بالتفكير ما وراء المعرفي؟

مفهوم التفكير ما وراء المعرفي
التفكير ما وراء المعرفي:  هو وعي الفرد بالعمليات المعرفية التي يقوم بها أثناء التفكير والتحكم فيها وكيفية معالجته للمعلومات للاستفادة منها في مواقف الحياة المختلفة، فهو يهتم بعمليات المعرفة بدلاً عن المعرفة.

التفكير ما وراء المعرفي: هو المعرفة بالأنشطة والعمليات الذهنية وأساليب التعلم والتحكم الذاتي التي تستخدم قبل وأثناء وبعد التعلم للتذكر والفهم والتخطيط والإدارة وحل المشكلات وباقي العمليات المعرفية الأخرى. 

التفكير ما وراء المعرفي: هو تفكير الأفراد في تفكيرهم وقدراتهم على استخدام استراتيجيات معينة على نحو مناسب.

خلاصة القول إن التفكير ما وراء المعرفي: يمثل قدرتنا على صياغة خطة عمل ومراجعتها ومراقبة تقدمنا نحو تنفيذ هذه الخطة، وتحديد أخطاء العمل والقيام على معالجتها والتأمل في تفكيرنا قبل إنجاز العمل وفي اثنائه وبعده، ومن ثم تقييم تفكيرنا من اوله لآخرة.

إن الوعي بالتفكير أو التفكير في التفكير أو توجيه التفكير هو ما يسمى: التفكير ما وراء المعرفي.

فعندما نتحدث عما يتم في عقولنا قبل عمليات التفكير وإثنائها وبعدها، فإننا نكون منخرطين في عمليات التفكير ما وراء المعرفي.

تنويه:
تقوم مهارات التفكير ما وراء المعرفي بمهمة السيطرة على جميع نشاطات التفكير العامة الموجهة لحل المشكلة واستخدام القدرات المعرفية للفرد بشكل فاعل في مواجهة متطلبات مهمة التفكير.

إذن:
ما هو الفرق بين التفكير المعرفي 
والتفكير ما وراء المعرفي؟

الفرق بين التفكير المعرفي والتفكير ما وراء المعرفي:

يختلف التفكير المعرفي عن التفكير ما وراء المعرفي:
التفكير المعرفي يهدف إلى فهم ما يصل إلى الدماغ عن طريق الحواس من مدخلات، ووضع معنى لها.

بينما التفكير ما وراء المعرفي يهدف إلى التحكم في هذا المعنى، وحفظه في الذاكرة.

ويمكن التمييز بين المفهومين من خلال تحديد كيفية استعمال المعلومات، فالتفكير المعرفي يستعمل المعلومات للوصول إلى هدف معين، بينما التفكير ما وراء المعرفي هو الكيفية التي نستخدم بها تلك المعلومات للوصول إلى الهدف.

تنويه:
إن مهارات التفكير ما وراء المعرفة هي مهارات عقلية معقدة تعتبر من أهم مكونات السلوك الذكي في معالجة المعلومات وتنمو مع التقدم في العمر والخبرة.

ما الفائدة من التفكير ما وراء المعرفي؟

أهمية تنمية مهارات التفكير ما وراء المعرفي:
  • تساعد على نقل الخبرات والأنشطة المعرفية من مرحلة الحفظ قصير المدى، إلى الفهم العميق والذاكرة طويلة المدى، وبالتالي القدرة على نقل هذه الخبرات إلى مرحلة التوظيف في حل مشكلات أخرى، ومواقف جديدة.
  • تدريب الفرد على مهارات التفكير ما وراء المعرفي حتى تصبح عمليات آلية يوديها بسهولة وسرعة (عادة عقلية) يسهل من استخدامها أثناء مواجهة المشكلات في مواقف الحياة المختلفة.
  • تنظم مهارات التفكير ما وراء المعرفي عملية الإدراك الداخلي للمعلومات، ويساعد ذلك على إبعاد الفرد عن العشوائية والتشعب إلى جوانب غير مرتبطة بموضوع التفكير، وينمي لديه القدرة على شرح كيفية حله للمشكلات التي يواجهها.
  • تنمي لدى الفرد القدرة على تقييم قدراته، وتحديد نقاط القوة وتنميتها، ونقاط الضعف وتعديلها ومن شأن ذلك أن يرفع من مستوى تحصيله، كما أنها تساعده على تجنب تكوين تصورات بديلة خاطئة لما يكتسبه من مفاهيم وذلك باستمرار مراقبة عمليات الفهم وتقييمها.
  • تسهم في زيادة الثقة في القدرات، كاتخاذ القرارات، إصدار الأحكام، وتقويم الأعمال، وهذه الثقة والاستقلالية في العمل تؤثر تأثير إيجابي على قدرة الفرد في التعامل مع المشكلات.
  • اكتساب الفرد لمهارات التفكير فوق المعرفي يرفع مستوى العمليات المعرفية لديه، وينمي القدرة على التطوير الذاتي الذي يعتبر أحد مهارات القرن الواحد والعشرين، ويشمل ذلك تنمية القدرة على إصدار الأحكام الذاتية على عمله، واتخاذ قرارات التحسين.
  • قدرة الفرد على الحديث الداخلي عن أفكاره ينمي لديه القدرة على الحديث الخارجي، والتعبير عن آرائه وأفكاره بشكل واضح وصحيح.
  • الحديث الداخلي والأسئلة الذاتية التي يطرحها الفرد على نفسه أثناء حل المشكلة، وعملية إصدار الأحكام تساعد الفرد على الإمساك بزمام عمليات التفكير وجعله أكثر مرونة، الأمر الذي يسهل توليد الأفكار والإبداع، وينمي القدرة على التفكير الناقد.

تنويه:
ترتبط مهارات التفكير ما وراء المعرفية بنظريات الذكاء والتعلم، واستراتيجيات حل المشكلة واتخاذ القرار.

ما هي مهارات التفكير ما وراء المعرفي؟

مهارات التفكير ما وراء المعرفي: 
مهارات التفكير ما وراء المعرفي هي مهارات تنفيذية تعتبر عمليات تحكم يتم من خلالها التخطيط والمراقبة والتقويم لما يجري في ذهن الفرد من عمليات تفكير أثناء حل المشكلة، وتتضمن هذه المهارات المعرفة بكل أنواعها من حقائق، مفاهيم، مبادئ، ونظريات.

اتفاق أغلب الباحثين على ثلاث مهارات رئيسية هي التخطيط والمراقبة والتقويم، ويندرج تحت كلاً منها عدد من المهارات الفرعية.

التخطيط:
مهارات التخطيط هي القدرة على إعداد خطة لإنجاز مهمة معينة، بحيث يقوم الفرد بأداء المهمة بشكل منظم وذلك من خلال تحديد الهدف منها، استراتيجية تنفيذها، ترتيب خطواتها، الصعوبات المحتمل مواجهتها، وخطط التغلب عليها، وتتضمن المهارات الفرعية التالية:
  • تحديد الهدف من المهمة.
  • تحديد استراتيجية تنفيذ المهمة.
  • تحديد نقطة البدء في تنفيذ المهمة.
  • تحديد الصعوبات التي قد تظهر أثناء تنفيذ المهمة.
  • تحديد أساليب مواجهة الصعوبات.
المراقبة:
مهارات المراقبة هي عمليات ضبط وإدارة ذاتية لما يجري في ذهن الفرد من عمليات تفكير أثناء تنفيذ المهمة، وتتطلب وعي الفرد وتركيزه على توجيه تفكيره لاتباع خطوات الخطة التي وضعها سابقاً، وتتضمن المهارات الفرعية التالية:
  • التركيز على الهدف أثناء تنفيذ المهمة.
  • الحفاظ على تسلسل الخطوات.
  • اكتشاف الأخطاء والصعوبات التي قد تظهر أثناء تنفيذ المهمة.
  • القدرة على مواجهة الصعوبات.

التقويم:
مهارات التقويم هي عمليات مقارنة ما تم التوصل إليه من نتائج بما كان متوقع من نتائج موضحة في الخطة المُعدة سابقاً، وإصدار الحكم على فاعلية الاستراتيجية المستخدمة، وأساليب مواجهة الصعوبات، وما تم تحديده في الخطة، ثم وضع المعالجة اللازمة لاستخدامها في المستقبل، وتُزامن مهارات التقويم مهاراتي التخطيط والمراقبة، وتتضمن المهارات الفرعية التالية:
  • تقويم النتائج النهائية للتأكد من تحقق الهدف أو الأهداف من المهمة.
  • تقويم فاعلية الاستراتيجية المستخدمة لتحقيق الهدف من المهمة.
  • تقويم فاعلية طرق مواجهة الصعوبات.
  • تقويم فاعلية خطة تنفيذ المهمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق