‏إظهار الرسائل ذات التسميات مناهج وطرق تدريس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مناهج وطرق تدريس. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 5 أبريل 2022

استراتيجية التعلم الإلكتروني التعاوني

 

استراتيجية التعلم الإلكتروني التعاوني

تعريف التعلم التعاوني الإلكتروني:

هو موقف تعليمي يتم فيه توزيع المتعلمين إلى مجموعات صغيرة أو كبيرة مكونة من مُتعلِمين أو أكثر يعملون معا من أجل تحقيق أهداف محددة ومشتركة وذلك من خلال تناولهم لموضوعات مصحوبة بأنشطة، واختبارات إلكترونية وذلك من خلال تفاعلهم معا عن طريق أحد المواقع التعليمية المصممة لذلك، وباستخدام أدوات الاتصال المتزامن وغير المتزامن المتاحة عبر شبكة الإنترنت ويتم ذلك وفقا لتعليمات وإجراءات محددة وتحت إشراف وتوجيه ومتابعة المعلم.

فبعد أن كان الطلاب يجلسون معا في الفصل الدراسي يستطيعون الآن أن يتعاونوا وهم جالسون في أمكان متفرقة حول العالم خلال شبكة الإنترنت، ويقوم كل متعلم بإنجاز المهام والأنشطة الموكلة إليه في أي زمان وأي مكان خلال أدوات التفاعل المتزامنة وغير المتزامنة المتاحة على الإنترنت، ومن خلال موقع تعليمي يتيح عديد من مواد ومصادر التعلم الإلكترونية ويشجع على التعاون ويقوم على استراتيجيات ومبادئ التعلم التعاوني.

ويكون التعاون عبر الويب بين الطلاب من خلال شبكة الإنترنت عن طريق الاتصال المتزامن باستخدام مؤتمرات النص والصوت والصورة والمناقشات عن بعد، أو الاتصال غير المتزامن باستخدام البريد الإلكتروني، اللوحات الإخبارية، المنتديات، نقل الملفات، صفحات الويب، وقوائم الخدمات.

فالتعلم الإلكتروني التعاوني عبر الويب هو استراتيجية تساعد المتعلمين على التعلم معاً والعمل معا.

أهمية التعلم التعاوني الإلكتروني:

يتيح للمتعلم الفرصة لكي يناقش ، يجادل ، يتفاوض ، ويشترك في بناء المعرفة من خلال عملية المناقشة والتفاعل مع الأقران والخبراء عن طريق المؤتمراتِ ، ومن خلال إتاحة الكتب والمجلات والمقالات أو مجموعات البحث .وهناك نظام لدعم للعمل التعاوني من خلال الويب يسمىBasic Support for Cooperative Work (BSCW)  يسمح بالتشارك في العمل Shared Workspace، وتحميل الملفات Document Upload على الويب، والإخطار بالأحداث Event Notification، وإدارة المجموعة Group Management.

الأهمية الأكاديمية للتعلم التعاوني  في تنمية مهارات التفكير الناقد لدى الطلاب خلال التدريب على مهارات التفكير العليا، ومساعدتهم على توضيح الأفكار من خلال المناقشة، وتعزيز بناء وممارسة المهارة وتطوير مهارات الاتصال وتحسين عملية استدعاء المحتوى النصي وذلك من خلال المناقشات التعاونية وتوفير بيئة تعليم وتعلم نشطة تشجع الطلاب على التعلم الاستكشافي وعلى إتقان المهارات وتحمل مسئولية التعلم  وعلى إدارة  المواقف بفاعلية  وتوفير استراتيجيات تدريس فعالة مع تحسين نتائج الفصول من خلال اتجاهات الطلاب الايجابية نحو موضوع التعلم والمنافسة الناجحة في أداء المهام وتزويد الطالب بمهارات إدارة الذات وتزويده بطرق حل المشكلات وذلك من خلال اشتراك الطالب ذي القدرات المنخفضة في مجموعة مع الطلاب ذوى الإنجاز الأعلى مما يساعدهم على تحسين الأداء.

الأهمية النفسية للتعلم التعاوني حيث يزيد من احترام ذات الطلاب ويساعد على انخفاض القلق ويحسن من الرضا النفسي للطالب عن خبرة التعلم ويشجع الطلاب على قبول المساعدة والإشراف من نظائرهم، ويكون اتجاهات إيجابية نحو المعلمين أو المدربين.

ويقدم التعاون على الإنترنت والمشاريع الجماعية خبرات تعليمية مهمة والاهتمام بالتعلم المتمركز حول الطالب من خلال إتاحة الفرصة له لاستخدام أساليب تعلم متعددة  والتدريب على مهارات الاتصال  وممارسة التفكير الناقد وكذلك تقسيم العمل والمشاركة في الأفكار  والمناقشات الشفوية التي تحدث أثناء عمل المشروع بين أعضاء المجموعة ذات فوائد معرفية للطلاب ويزيد من دافعية الطالب للبحث عن المعلومات واستكشاف العديد من المجالات الجديدة والصعبة بمساعدة المجموعة، وتحسين وتطوير مهارات الطالب مثل التحليل، الاتصال والتقييم.

مبادئ وأسس التعلم التعاوني الإلكتروني:

يقوم التعلم التعاوني باستراتيجياته المختلفة على مجموعة من الأسس والمبادئ التي يجب توافرها، حتى يتحقق التعلم بشكل أفضل، وهذه الأسس يمكن إيجازها فيما يلي:

1.     الاعتماد الإيجابي المتبادل:

والاعتماد الإيجابي المتبادل يعني إدراك كل عضو من أعضاء المجموعة للارتباط الوثيق بينهم، وأن نجاح أي منهم لا يتحقق إلا بنجاح الآخرين؛ إذ لابد وأن يتم العمل في صورة تحقق النفع للمجموعة كلها، وهذا من شأنه العمل على تآزر الجهود داخل المجموعة لتحقيق الأهداف، ويتحقق الاعتماد الإيجابي المتبادل من خلال مجموعة من الإجراءات هي المشاركة بالهدف، والمهمة، وأسلوب التعزيز، وفي المصادر والأدوار داخل كل مجموعة .

ويقصد بالمشاركة بالهدف اشتراك المجموعة في مهمة واحدة أو إنجاز عمل واحد ككتابة تقرير أو مقال، أو جمع معلومات حول ظاهرة من الظواهر، ويقصد بالمشاركة في التعزيز أن يحصل كل أفراد المجموعة على مكافأة مادية أو معنوية ويقصد بالمشاركة في المصادر حصول أفراد المجموعة على عدد من المصادر التي توفر المعلومات الضرورية للتعلم، والمشاركة في الدور يعني تبادل أفراد المجموعة لأدوارهم التي يقومون بها حتى يتحقق التعلم ومن الأدوار دور المشجع، والقائد، والملاحظ، والمسجل.

وتعني المشاركة في المهمة اشتراك جميع أفراد المجموعة في مهمة واحدة مهما جزئت، بحيث يحدث في النهاية تكامل لهذه المهمة.

2.     المحاسبة الفردية:

وهذا المبدأ يعني أن يتم محاسبة الأفراد داخل المجموعات بصورة فردية، فالاختبارات لا يسمح فيها بالتعاون وهذا شأنه أن يحقق عدم التكاسل من قبل بعض الأفراد اعتمادا على ما يقوم به زملاؤه، فإدراك الفرد بأن جهده الفردي يساعده على تحقيق هدفه وهدف مجموعته يدفعه إلى النشاط والعمل بشكل أفضل.

3.     التفاعل المباشر بين الطلاب:

وهو مبدأ يعمل على اشتراك أفراد المجموعة في العمل بشكل يضمن المساعدة والتشجيع لكل أفراد المجموعة، كما يعمل على توفير الأنماط والتأثيرات الاجتماعية للتفاعل مما يزيد من الدافعية للتعلم.

4.     المهارات الشخصية:

ويعني هذا المبدأ توظيف المهارات الخاصة أو الشخصية داخل المجموعة مهما كانت صغيرة، ومن المهارات الشخصية التي ينبغي امتلاكها القيادة، واتخاذ القرار، وبناء الثقة والاتصال وإدارة الصراع والنزاع.

5.     تشغيل الجماعة:

وهذا المبدأ يقوم على تحليل أعمال أعضاء الفريق لتحديد درجة استخدام أعضاء المجموعة للمهارات الاجتماعية اللازمة لتوثيق العلاقة الطبيعية بينهم، مما يسهل مهارات التواصل وعلاقات العمل السليمة التي تحقق الأهداف المنشودة.

متطلبات استخدام مدخل التعلم التعاوني الإلكتروني:

أولاً: التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات:

يعتمد العمل من خلال الويب على قدرة المتعلم على التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال الانترنت فالمتعلم يجب علية التمكن من العديد من المهارات مثل استخدام المواقع التعليمية والتجول من خلالها ـ والبحث في المواقع المختلفة واكتساب مهارات رفع وتنزيل الملفات (upload & Download) بالإضافة إلى قدرته على تفعيل أدوات التواصل من خلال الويب مثل(استخدام أدوات وبرامج الاجتماعات عبر الانترنت ـ واستخدام غرف الدردشة ـ وتوظيف تقنية الصوت والصورة في الاجتماعات الصوتية والمرئية واستخدام البريد الإلكتروني والقوائم البريدية).

ثانياً: الدافعية:

الخصائص النفسية والشخصية تعد عاملاً قويا قد يؤثر على الرغبة فى استخدام هذا النمط التعليمي وقد يمثل مشكلة كبيرة وخاصة لدى الطلاب الذين يمتلكون بعض الخصائص أو السمات مثل(الاعتزاز بالنفس وعدم قبول التوجيهات من الآخرين خاصة إذا كان "طالب مثله" ـ عدم توفر الحافز لدى البعض في العمل الجماعي ـ الميل إلى العزلة والانطواء ـ شعور الطالب بأنه يمكن أن ينجز بشكل أفضل في الحالة الفردية ـ الرغبة في الاعتماد على الذات في أداء الأعمال ـ عدم الاقتناع بعمل الغير حتى لو كان جيد ـ عدم القدرة على تحمل الخلاف في وجهات النظر مع الآخرين ـ التمركز حول الذات في التفكير والعمل ـ الأنانية والاستحواذ على جميع الأنشطة والمهام والآراء).

 

ثالثاً: إدارة العمل الجماعي عبر الويب:

إدارة العمل الجماعي من خلال الويب يعد من الأمور الهامة التي يجب مراعاتها عند استخدام نمط التعلم التعاوني القائم على الويب (القدرة على اختيار فريق العمل ـ السيطرة على انسحاب بعض أعضاء الفريق ـ عدم توفر حوافز للتعاون الجماعي عبر الويب ـ تبادل الآراء مع جميع أعضاء الفريق في وقت واحد وتقديم بعض المقترحات ـ محاولة تغطية جميع تفاصيل المحتوى ـتنمية مهارات القيادة والمبادرة لاتخاذ القرارـ تفعيل جميع أدوات الاتصال عن بعد لتحقيق التفاعل الايجابي والتواصل مع المعلم لتخطى العقبات).

رابعاً: إدارة الوقت:

يعتبر الوقت عامل هام ومؤثر في التعلم ويجب التمكن من إدارته بشكل فعال، فهناك بعض المشكلات التي تتعلق بالوقت وتؤثر سلباً على التعلم من خلال الويب مثل(عدم القدرة على إنجاز الأعمال في الوقت المطلوب وعدم توفر الوقت الكاف لأداء بعض المهارات والحاجة إلى وقت مخصص للاجتماعات وسوء تنظيم الوقت من بعض أفراد المجموعة وعدم قدرة البعض على تسليم المشاريع والمهام المطلوبة في الوقت المحدد.

خطوات استخدام التعلم التعاوني الإلكتروني:

هناك مجموعة متعددة ومتنوعة من الخطوات المتسلسلة والمترابطة والواجب اتباعها في استراتيجية التعلم التعاوني من قبل القائمين على عملية التدريس وتتمثل من خلال ما يلي:

1.   العمل على تعيين أهداف الدرس، يجب على المعلم القيام على تحديد الأهداف التعليمية الموجودة في الدرس.

2.   العمل على تعيين عدد المجموعة الواحدة، تكون المجموعة الواحدة غير متوافقة من حيث المستوى والقدرات التحصيلية للطلاب، ويكون عددها لا يتجاوز خمسة تلاميذ.

3.   العمل على تحديد المواد الضرورية والمهمة، من أجل تنفيذ أنشطة الدرس والعمل على تنظيمها بشكل يُرغّب في العمل التعاوني.

4.   العمل على توزيع الطلاب في المجموعة، وتعيين رئيس يقود المجموعة، وتحديد الدور الذي يقوم به مع معلم المادة وتلاميذه.

5.     العمل على توضيح وبيان الواجبات التعليمية، التي أوكلت إلى التلاميذ مهمة القيام على تنفيذها.

6.     العمل على تحديد المسوؤلية باتجاه المجموعة.

7.     القيام على توجيه بعض الأمور والأوامر المتعلقة بالعمل التعاوني، كالتكلم بصوت هادىء ومنخفض وغيرها.

8.     قيام المعلم بمتابعة عمل المجموعات، والعمل على تقديم العون والمساعدة لهم. 

9.     قيام معلم المادة التعليمية على تجهيز نموذج لجميع الوحد التعليمية مبين الأهداف المطلوبة من الدرس.

10.قيام المعلم بعرض الواجبات الرئيسية، مع رسوم توضيحية لها علاقة مرتبطة بهدف الدرس.

11.            قيام المعلم بعمل ملخص النتائج التي تم الوصول إليها، من خلال تقويم مستوى جميع أعضاء المجموعة وكل فرد لوحده.https://e3arabi.com/?p=387525

 

سلبيات التعلم الإلكتروني التعاوني:

1.   طريقة غير عادلة في التقييم حيث يأخذ كل عضو في المجموعة نفس علامة الآخرين دون الاعتبار لجهده ومقدرته وكفاءته.

2.     قد تحتاج إلى الوقت الطويل نوعاً ما.

3.     قد يعتمد أعضاء المجموعة على متعلم أو متعلمين اثنين ليؤديا العمل دون غيره.

4.     قد تكون مكلفة من حيث الوقت والإمكانيات.

5.     قد تتطلب وقتاً طويلاً دون تحقيق الأهداف المرجوة.

6.     بحاجة إلى الإشراف المستمر من قبل المعلم.

7.     قد تنشأ الصراعات والخلافات بين المجموعة الواحدة أو بين المجموعات تعرقل تحقيق النتائج المرجوة.

المراجع:

·       http://kenanaonline.com/users/tamer2011-com/posts/576430

·       https://sites.google.com/site/firstdegreeequationsasmaa/cognitivetripsteps

·       .https://e3arabi.com/?p=387525

 

 

الاثنين، 14 مارس 2022

استراتيجية الوسائط المتعددة

 

استخدام استراتيجية الوسائط المتعددة في التدريس الرقمي

أصبحت اليوم البرامج والتطبيقات التي تعتمد في عرضها للمعرفة والخبرات المتنوعة، دمج وتكامل اثنين أو أكثر من الوسائط الحسية في بيئة تعليمية تعتمد الكمبيوتر، هي أحد الاتجاهات الحديثة في تحقيق نتائج تعلمية متعددة, وغالباً ما تشتمل هذه الوسائط على نص مكتوب Text أو صوت sound أو صور ثابتة Still image أو رسوم توضيحية أو حركية وخرائط .. إلخ.

وقد أكد عدد من المربين على أهمية استخدام الوسائط المتعددة في التدريس, حيث يمكن من خلالها تسهيل عمليتي التعليم والتعلم وبناء قاعدة بيانات معلوماتية Computer Data Base تمكن المتعلم من التفاعل والتجول Navigation بحرية داخل البرنامج التعليمي والوصول إلى المعرفة في أشكال وصيغ متعددة, ويرجع البعض سبب ذلك إلى عملية الاستخدام والتوظيف الصحيح للروابط Links والعقد Nodes الخاصة بالمعلومات المتداخلة عند المتعلم. الأمر الذي يساعد المتعلم أيضا على اكتساب عدد من المهارات العملية عند توظيف هذه المعارف في مواقف تعلمية جديدة (بسيوني, غانم, 2000, ص22).

لا شك أن التدريس باستخدام الوسائط المتعددة , يتيح الفرصة للمتعلم لمواجهة قضايا وظواهر ومواقف تعليمية غير مألوفة , الأمر الذي تطلب تفسيراً من المتعلم في ضوء خبراته السابقة وخلق ما يسمى بالتعلم النشط Active Learning والذي بدوره يمكن المتعلم من اكتساب المعلومات التي تقدم عبر شاشات الكمبيوتر في شكل نصوص, وأصوات, ورسوم, وصور بأنواعها, ولقطات فيديو, وبالتالي قد يؤثر التدريس بالوسائط المتعددة في التحصيل والفهم لدى المتعلم، بل واكتساب المهارات العملية التي تمكنه من الاستمرارية في عملية التعلم.

أشار "قنديل" إلى دور التدريس بالوسائط المتعددة في التحصيل الدراسي للمتعلم, باعتبار أن التدريس في هذه الحالة يساعد على تكوين ثلاث روابط هي: رابطة الترميز اللفظي Verbal Encoding ورابطة الترميز البصري Visual Encoding ثم الروابط المرجعية، الأمر الذي يكون خريطة للعلاقات التركيبية لنظام المعلومات بين الترميزات المختلفة، وبالتالي يساعد على اكتساب الطلاب المعلومات وتوظيفها في حل المشكلات (قنديل, 2001م, ص23) .

ويمكن النظر إلى تكنولوجيا الوسائط المتعددة من ثلاث زوايا أساسية هي:

1.   الوسائط الناقلة: الموجهة نحو عرض وتقديم المساحة التعليمية باستخدام اثنين أو أكثر من وسائل نقل المعرفة، والتركيز هنا على الأدوات المستخدمة في نقل المعلومات.

2.   نماذج العرض: وينظر البعض هنا على أن "تكنولوجيا الوسائط المتعددة هي طريقة لعرض المادة التعليمية التي تتطلب تكامل ودمج اثنين أو أكثر من الوسائط التي يتم التحكم فيها عن طريق الكمبيوتر لحدوث مرونة في استدعاء المعلومات، وهكذا تستثمر الوسائط التعليمية بطريقة منظمة في الموقف التعليمي وفي إطار نص معلوماتي يساعد على اكتساب الخبرات عن طريق جهاز الكمبيوتر.

3.   الوسائط الحسية: أن تكنولوجيا الوسائط المتعددة هي تكنولوجيا حديثة تستند إلى طبيعة المتعلم كإنسان متعدد الحواس وتبرز قدرتها نقل وعرض المعلومات في أشكال وصيغ متنوعة, الأمر الذي يسهل من عمليتي التعليم والتعلم، وفي هذا الصدد أشار "عبد المنعم " إلى أن تكنولوجيا الوسائط المتعددة هي ترميز المحتوى التعليمي ترميزاً عقليًّا عن طريق اللفظ أو البصر مما يسهل عملية التعلم لدي المتعلم (عبد المنعم, 1998, ص175).


الوسائط المتعددة التي تحقق النتائج التعليمية:

عند تصميم البرامج التعليمية بالوسائط المتعددة يجب التركيز على الوسائط التي تحقق النتائج التعليمية المحددة, وهي:

1- الوسيط الصوتي:

الصوت كما يرى (رونتري, 1984, ص181) أنه سهل في تسجيله وتضخيمه وتقليل سرعته متى شئنا, والأصوات المقصودة في برامج تكنولوجيا الوسائط المتعددة. قد تكون أصواتا طبيعية من مخلوقات الله أو صناعية أو تركيبية كالموسيقا، كما في الأصوات التعليمية التي تتضمن أصواتًا متعددة لتوضيح مفهوم معين .

 هذا وقد أشار "عزمي" إلى أن الصوت من أهم العناصر الحسية في برامج تكنولوجيا الوسائط المتعددة، ويمكن أن يوجد عدد من الصيغ الصوتية مثل الكلمات المنطوقة, والموسيقا والمؤشرات الصوتية المصاحبة, وكل ذلك يساعد المتعلم على فهم المحتوى التعليمي البصري من خلال الصوت, وزيادة إدراكه بالواقعية واستثارة انتباهه للتدعيم والتعزيز واكتسابه لأسس نظرية مرتبطة بمهارات عملية متنوعة.

2- الوسيط النصي:

رغم أهمية الصوت لتوجيه المتعلم نحو التعلم الصحيح إلا أن المتعلم يحتاج دائما إلى التواصل اللفظي المكتوب، وهنا تبرز أهمية استخدام النصوص في برامج تكنولوجيا الوسائل المتعددة سواء أكانت عناوين أم خطوط رئيسة, أم قوائم أم تعليمات لشرح محتوى تعليمي محدد .

وهناك عدد من الأشكال التي يمكن أن يعرض بها النص في مثل هذه البرامج مثل: الكلمات أو العبارات أو الجمل أو الفقرات للتعريف بالبرنامج وأهدافه وأهم موضوعاته والتوصيات المختلفة للمتعلم .كذلك مجموعة الأوامر التي تظهر على شاشة الكمبيوتر وأزرار التفاعل كالأزرار النصية مثل المساعدة أو الغلق أو الخروج .

3- وسائط الرسوم والصور الثابتة:

وهي وسائط مرتبة ذات بعدين (طول وعرض ) لتمثيل الواقع دون حركة ومن أهم أشكالها في برامج تكنولوجيا الوسائط المتعددة الصور المطبوعة , والصور الفوتوغرافية والشخصية, والصور الزيتية , والرسوم الثابتة مثل: الكاريكاتير , والرسوم المسلسلة والتخطيطية والخرائط , والرسوم البيانية جميعها تعد تمثيلاً حرًّا بالخطوط لفكرة أو للتعبير عن المعنى. وتبدأ أهمية هذه الوسائل في تلك البرامج في قدرتها على التسجيل والتعبير الدقيق للشيء وإتاحة الفرصة لاكتساب معارف ومهارات عملية وتقريب المعاني للمتكلم.

4- وسائط الرسوم المتحركة:

وهي وسائط في التأثيرات البصرية لبرامج التكنولوجيا مثل: المسح والظهور والاختفاء التدريجي Fade in-out)) والتقريب والابتعاد (zoom in-out) والإذابة Dissolve وهي بمثابة سلسلة من الصور والرسوم الثابتة والمعدة مسبقاً لعرضها على شاشة الكمبيوتر في تتالٍ وتتابع وسرعة منتظمة ينتج عنها إيحاء بالحركة (أبو الحسن, 1998, ص25) .

وتساعد الرسوم المتحركة في توضيح الحركات غير المرئية , والعلاقات والعمليات المجردة في المفاهيم العلمية وتوفير الخبرات البديلة للخبرات الواقعية, كما تعرض الحركة كاملة , كما يحدث في الواقع فعلاً الأمر الذي يجعلها تسهم في اكتساب المعرقة وتنمية المهارات العملية وتعلمها لدى الطلاب (النجدي، راشد، وعبد الهادي, 1999, ص35).


التدريس باستخدام تكنولوجيا الوسائط المتعددة:

اتفق العديد من التربويين على أن التدريس باستخدام الوسائط المتعددة يخلق التفاعل النشط الإيجابي والمتبادل بين المتعلم والبرنامج التعليمي من خلال الممارسة والتدريب والمحاكاة وحل المشكلات وحرية التعامل مع المحتوى التعليمي،  فما توفره الوسائط المتعددة من بيئة تعليمية فعالة تسمح للمتعلم بالاستعراض والبحث، والتعلم , فهي توفر له بيئة ثنائية الاتجاه على الأقل (عبد المنعم , 1998م , 161)، على الجانب الآخر يدعم التدريس باستخدام تكنولوجيا الوسائط المتعددة، مفهوم البنائية باعتبار أن التعلم يحدث عندما يكون المتعلم أكثر نشاطاً وقدرة على بناء هيكله المعرفي بنفسه , وبالتالي يتم بناء المعني لديه ى من خلال المشاهدة الهادفة والتفاعل مع العروض واللقطات والنصوص والأصوات والتصفح والبحث عن المعرفة بحرية داخل البرنامج.

هكذا يحقق التدريس بالوسائط المتعددة المبادئ التي تقوم عليها البنائية مثل الانتقال من التدريس إلى البناء أو من التدعيم إلى الميل أو من الطاعة إلى الاستقلالية ومن الإلزامية إلى التعاونية.


خطوات استخدام الوسائط المتعددة في التدريس:

·    وضع المخطط العام للبرنامج وتشمل كتابة النصوص ، وإعداد الصور الفوتوغرافية ، والرسوم، والرسوم المتحركة ، وتسجيل المواد الصوتية ، ولقطات الفيديو ، وغير ذلك من المواد التي تستخدم في بناء البرنامج .

·    تحويل هذه المواد من حالاتها الطبيعية إلى الصيغة الوحيدة التي يفهمها الحاسوب ، ألا وهي الصيغة الرقمية ، حيث تحول النصوص إلى ملفات في هيئة ASCII باستخدام معالج كلمات، وتحول الرسوم والصور الفوتوغرافية إلى ملفات رقمية باستخدام الماسحات scanner وكذلك الأمر فيما يتعلق بالرسوم المتحركة ، ما لم تكن قد أعدت في الأساس باستخدام الحاسوب .

·    بعد الانتهاء من تحويل سائر المواد المعلوماتية إلى الصيغة الرقمية ، يأتي دور تأليف البرنامج الذي سيضم كل هذه المعلومات على اختلاف الوسائط الحاملة لها .

·    يبدأ تأليف البرنامج بعملية استيراد الملفات كملفات النصوص والصور والصوت والرسوم المتحركة إلى بيئة برنامج التأليف وربط هذه العناصر مع بعضها بتحديد البقع الساخنة وفقا للسيناريو الخاص بالبرنامج ، وإضافة عناصر التحكم لتأمين التفاعل بين المستخدم والبرنامج .


سلبيات استخدام الوسائط المتعددة في التعليم:

1.        إن الحاسوب وما يرتبط به من وسائل ووسائط لا يجيب عن جميع الأسئلة التي يسألها المتعلم.

2.        يعتبر المدرس الناجح قدوة للمتعلمين، فهم يستشفون بعض صفاته الحميدة التي يحبونها ويقتدون به فيها.

3.        لا يمكن الاستغناء عن الدور الإرشادي التوجيهي للمدرس عند استخدام الحاسوب.

4.        يستطيع المدرس أن يساعد المتعلم في أي وقت خلاف الحاسوب.

5.    لا يوجد عنصر للمناقشة أو الحوار بين المتعلم والحاسوب، بعكس المدرس الذي يشجع ويحاور المتعلمين في موضوعات متعددة.

6.    عدم إلمام المدرس بالمادة العلمية الإلمام الكافي، ونقلها حرفيا كما هي، وصعوبة المواكبة لكل جديد نظرا للتطور السريع الذي يطبع هذه.

7.    يسبب الحاسوب أحيانا عدم الثقة بالنفس للمدرس لخوفه من الفشل وعدم النجاح مما يؤدي إلى سقوطه في نوع من الممانعة السلبية .

8.        يحتاج المدرس إلى وقت فراغ لدمج هذه الوسائط في المجال التربوي.

 

المراجع:

·    أبو الحسن، منال (1998): الرسوم المتحركة في التلفزيون وعلاقتها بالجوانب المعرفية للطفل, القاهرة: دار النشر للجامعات.

·       بسيوني، عبد الحميد, غانم، حسن (2000): بناء الوسائط المتعددة, القاهرة: مكتبة ابن سينا.

·    رونتري,  د .(1984): تكنولوجيا التربية في تطوير المنهج , ترجمة فتح الباب عبد الحليم سيد, المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم , تونس: المركز العربي للتقنيات التربوية.

·       عبد المنعم، علي(1998):المدخل إلى تكنولوجيا التعليم، الإسكندرية، :دار البشري.

·    قنديل،  أحمد (2001):" تأثير التدريس بالوسائط المتعددة في تحصيل العلوم والقدرات الابتكارية والوعي بتكنولوجيا المعلومات لدى تلاميذ الصف الثالث الإعدادي ", دراسات في المناهج وطرق التدريس, الجمعية المصرية للمناهج, ع72, ص ص 15-59.

·    النجدي, أحمد، و راشد, علي، و عبد الهادي، منى (1999): تدريس العلوم في العالم المعاصر, المدخل في تدريس العلوم, القاهرة: دار الفكر العربي .

·       http://arse-ta4.blogspot.com/2012/05/blog-post_307.html