بقلم أ/ خالد مطهر العدواني
مقدمة:
لا شك أن تنمية التفكير هدف من أهم أهداف التربية العلمية، وأوسعها انتشاراً وتأييداً لدى الأوساط التربوية والتعليمية على المستويين العالمي والمحلي، وتأتي أهمية هذا الهدف من كون عمليات التفكير أساساً ترتكز عليه كافة العلوم الطبيعية والإنسانية التي يدرسها المتعلم خلال تعلمه في المراحل التعليمية المختلفة، كما أن هذه العمليات تضم أكثر القدرات العقلية قابلية للتطبيق إزاء مشكلات الحياة التي تواجه المتعلم في حاضره ومستقبله.
وتهتم المناهج المعاصرة بالعمليات العقلية للمتعلمين، من خلال تقديم المبادئ والمفاهيم الأساسية للمجالات المعرفية، وتحاول – في الوقت نفسه – أن تنمي لديهم الاستراتيجيات المعرفية المختلفة، التي تفيدهم في التعامل مع المشكلات، وعلى هذا يمكن النظر إلى الهدف الأساسي للتربية العلمية المعاصرة على أنه تنمية لنمطين من المفاهيم، وهذين النمطين هما:
المفاهيم الأساسية التي يتركب منها المجال المعرفي.
المفاهيم الخاصة بالعمليات والإجراءات التي يتعلم من خلالها الطالب كيف يتعلم.
ومنذ "الستينات من القرن الماضي تقريبًا، أخذت أصوات المهتمين بالتعليم في عدد من البلدان المتقدمة وبخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ترتفع منادية بضرورة إعادة النظر في التعليم المدرسي وتوجيهه نحو تنمية مهارات التفكير والقدرة على التفكير عند طلبة المدارس، وقد اشتدت هذه الدعوة طيلة العشرين عامًا الماضية وصارت تعرف بحركة تعليم التفكير أو التعليم من أجل التفكير، ووضعت العديد من النماذج التي يسعى بعضها إلى تعليم التفكير بمعزل عن المحتوى، والبعض الآخر يعلم التفكير عن طريق دمجه في المحتوى بحيث لا ينفصل التفكير عن تعليم محتوى المنهج".
ويؤكد الباحثون وخبراء التربية بأن التفكير يجب أن يدُرس، فهو ليس ناتجاً عرضياً من نواتج الخبرة أو ناتجاً فوريا لدراسة أية مادة بالذات، فمهارات التفكير لا يمكن تطويرها ما لم يبذل مجهود مباشر لتدريسها.
تنويه:
يفترض كثير من المدرسين والأهل أن الطلاب يتعلمون مهارات التفكير تلقائياً – دون تدريس – ويطالب أغلب الناس المعلمين تدريس الطلاب ماذا يفكرون، وليس كيف يفكرون به!
وبالتالي غالباً ما يجد الطلاب صعوبة في التفكير بطرق معينة لأنهم ببساطة لا يتعلمون الأسئلة الهامة التي تعالج معلومات تلك الطرق في التفكير.
هل أنت مفكر؟
نشاط: قم بحل النشاط الذي في الصورة
تعقيب على النشاط:
إن أكثر ما يعيق تفكيرنا الحالي هو أننا استسلمنا لمبادئ وتقاليد قديمة، واستمر السير عليها ، مما أفقدنا فرصة الإبداع والخروج عن المألوف، وفي الرسم أعلاه قد يتبادر إلى ذهن الأغلبية ممن لا يعرفون الطريقة لحل السؤال السابق أن الهدف أن نصل المستقيمات بطريقة دقيقة جدًا، وفي الحدود المحددة لهذه النقاط، والواقع أن التفكير يكره القيود، ويؤمن بالحرية، أطلق عنان تفكيرك وابدأ الانطلاق لحل هذا السؤال، كرر المحاولة، بالتأكيد أنك مفكر ، ولذلك قد تجد صعوبة في البداية ، لكن سرعان ما تصل إلى هدفك بعد الممارسة.
إضاءة:
ما من شيء أهم من مساعدة الأطفال لكي يفكروا بأنفسهم بدلاً من أن نفكر عنهم.
حقيقة:
أن جميع الطلبة يمكنهم تعلم كيفية تطوير واستخدام مهارات التفكير، وبالطبع فإن بعض الطلبة سوف يطور هذه المهارات بصورة أسرع وبمستوى أعلى من غيره، إلا أن الطلبة جميعهم على افتراض كونهم أسوياء يمكنهم تعلم كيفية التفكير.
تنويه:
لقد أصبح من وظيفة التربية ومؤسساتها أن تعنى بتعليم الناس كيف يفكرون وأن تحذرهم من مزالق التفكير وتدريبهم على أساليبه السديدة حتى يستطيعوا النجاح في حياتهم وتدعيم حضارتهم وقد يتساءل البعض اوليس الإنسان مفكراً بطبيعته فلماذا نعلمه التفكير؟ والإجابة على ذلك ان تعليم التفكير أصبح علماً وفكراً له أسسه وقواعده ولا بد من تعليم الإنسان كيف يفكر وكيف ينمي مهارات التفكير.
للتأكيد:
إن التغيرات المتسارعة التي تفرضها تقنيات عصر المعلومات والاتصالات، والعولمة، والتجارة الحرة وغيرها من المستجدات، يحتم علينا التعامل مع التربية والتعليم كعملية لا يقيدها زمان أو مكان، وتستمر مع الإنسان كحاجة وضرورة لتسهيل تكيفه مع المستجدات في بيئته.
كما إن التكيف مع المستجدات يستدعي تعليم وتعلم مهارات جديدة واستخدام المعرفة في مواقف جديدة، ومن هنا تكتسب شعارات "علمني كيف أتعلم"، و"علمني كيف أفكر" أهمية خاصة لأنها تحمل مدلولات مستقبلية في غاية الأهمية.
وعلى ذلك نرى أننا بحاجة لتعليم مهارات التفكير من أجل:
- تمكين الطالب من اكتشاف بدائع خلق الله مما يعمق إيمانه.
- التفوق الدراسي ورفع مستوى التحصيل.
- تعليم الطالب كيفية الحصول على المعلومة من مصادر متنوعة.
- يتعلم الطالب كيفية توظيف المعلومات بدلاً من الاقتصار على حفظها.
- تمكين الطالب من حل المشكلات مما يسهم في تقدمه وتقدم مجتمعه ووطنه وأمته.
- الإسهام في تخريج طلاب مفكرين ومنتجين وذوي مهارات تمكنهم من التفاعل مع حاجات سوق العمل وتلبيتها.
- تمكن الطالب من التكيف الإيجابي مع بيئته.
- تنمي قدرة الطالب على التعامل مع مواقف الحياة بشكل أفضل.
إن امتلاك المتعلم لمهارات التفكير يُنمي وعيه الفكري، ويُمكنه من التعامل مع المتناقضات الفكرية والعلمية والأخلاقية في المجتمع، بشكل إيجابي وفعال، دون أن يتأثر بالآراء السلبية التي تُقال أو تثار حولها، ذلك لأنه بامتلاكها يكون قادراً على مزج قدراته التفكير الناقد والإبداعي ليصل لأفضل أداء.
تنويه:
طريقة البحث عن الأفكار تزود أولادنا بالقوة وتجعل منهم مفكرين لامعين بحيث تشحذ فضولهم وقدراتهم على الملاحظة والوعي، فيركزون ويصغون ويفكرون عن أنفسهم ويعبرون عن آرائهم بوضوح، مما يساعدهم على فهم الأمور وحل المشاكل واتخاذ قرارات واعية ذكية.
إضاءة
يحتاج المتعلمين أن يفكروا ليتعلمو وأن يتعلموا ليفكروا، وعلينا نحن المعلمون والآباء أن نقيم تفكيرهم وفضولهم ونثَّمن جهودهم الرامية للفهم.
والسؤال الآن:
هل يمكن تعليم مهارات التفكير؟
لتتعرف على ذلك نفذ النشاط الآتي:
نشاط:
شاهد الصورة الآتية ثم أجب عن الأسئلة التي تليها:
1) ماذا تلاحظ على الصورة؟
2) لو كان المهندس الذي خطط الشارع في الصورة هو نفسه من يخطط شوارع مدينتك؟ كيف ستكون؟
3) ما الشيء الذي من خلاله تستطيع توصيل فكرة للآخرين؟
4) ما الأخطاء الموجودة في الصورة؟
5) ماذا نستنتج من الصورة؟
6) بماذا تفسر الخلل الموجود في الصورة؟
المراجع التي تم الرجوع إليها:
جون لانغريهر(2002). تعليم مهارات التفكير ،ط1 ، دار الكتاب الجامعي، العين، الإمارات العربية المتحدة.
رشيد بن النوري البكر(1423هـ ). تنمية التفكير من خلال المنهج المدرسي، ط1، مكتبة الرشد، الرياض.
صالح أبو جادو وآخرون(2006). تعليم التفكير بين النظرية والتطبيق،ط1،عمان .
عمر الشريوفي، فهد الرحيلي، محمد شيخ(1426هـ). حقيبة دليل المعلم لتنمية مهارات التفكير ، الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمدينة المنورة.
محمود محمد علي (1423هـ) تنمية مهارات التفكير من خلال المناهج التعليمية، ط1، دار المجتمع، جدة.
وزارة التربية والتعليم "التطوير التربوي"(2004). دليل المعلم لتنمية مهارات التفكير، المملكة العربية السعودية.
بورك فيكم وفي بحوثكم ياغالي.
ردحذفوفيك بارك
ردحذفواشكر مرورك وتعليقك
من خلال متابعتي لك انت مبدع ومعطاء وكريم ربنا يتفع بك اابلاد والعباد
ردحذفتسلم دكتور محمد
ردحذفاشكر لك مرورك وكلامك الجميل
بورك فيك وزاد الرجال امثالك.