الأربعاء، 6 مايو 2020

مفهوم التدريس الفعال

بقلم أ/ خالد مطهر العدواني

التدريس.. تلك المهنة المقدسة، مهنة الأنبياء والرسل، التي كان ينظر إليها بإكبار واحترام على مر العصور، ولا تخلوا منها حضارة بشرية مهما كان مستواها، كيف لا وهي المهنة التي تتولى التعامل مع عقل الإنسان، وهو أشرف ما فيه، وهي التي تنمي في الإنسان أعظم ميزه ميزه الله بها وهي ميزة العلم. فالإنسان الحق عقل في جسد.

بعث الأنبياء ـ عليهم السلام ـ معلمين يعلمون الناس الكتاب والحكمة ويزكونهم، وجعل الله العلماء ورثة الأنبياء. فنعم الإرث ونعم المورث.

التدريس مهنة "ربانية" فالله علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم.. وعلم آدم الأسماء كلها، وبعث الرسل معلمين، والمعلم يتعامل مع أشرف ما في الإنسان: عقله، ويعطيه من نتاج فكره .. فالتعليم هي المهنة التي لا يمكن أن يستغني عنها الإنسان. 

ويعتبر التدريس اليوم أحد مجالات المعرفة التابعة لعلم التربية وهو ينتمي إلى مجالات المعرفة العملية والإبداعية ويبحث التدريس في مجالات أربعة هي  المعلم والمتعلم, والمادة الدراسية, وبيئة التعلم حيث يهدف إلى وضع صيغة مناسبة تربط بين إعداد المعلم, ومحتوى المادة وخصائص المتعلم والبيئة التي يعيش فيها.

يعتبر التدريس نشاطاً متواصلاً يهدف إلى إثارة التعلُّم وتسهيل مهمة تحقيقه، ويتضمن سلوك التدريس مجموعة الأفعال التواصلية والقرارات التي يتم استغلالها وتوظيفها بكيفية مقصودة من المدرس الذي يعمل كوسيط في إطار موقف تربوي تعليمي.

كما أن التدريس عملية متعمدة لتشكيل بيئة المتعلم بصورة تمكنه من تعلم ممارسة سلوك معين أو الاشتراك في سلوك معين وذلك وفق شروط محددة (يُقصد بالشروط متطلبات حدوث التعلُّم: شروط خاصة بالمتعلم، وأخرى خاصة بالموقف التدريس، وثالثة خاصة بالمعلم... إلخ متطلبات التعلُّم الجيد).

ولا بد من النظر إلى الموقف التدريسي على نحو كلي، حيث أنه يضم عوامل عديدة تتمثل في: المعلم، والمتعلم، والأهداف التي يرجى تحقيقها من الدرس، والمادة الدراسية، والزمن المتاح، والمكان المخصص للدرس، وما يستخدمه المعلم من استراتيجيات للتدريس، إلى جانب العلاقة، التي ينبغي أن تكون وثيقة بين المدرسة والبيت، والمحيط الاجتماعي الذي ينتمي له المتعلم.

 فالتدريس عملية تعليم مقصودة ومخططة، تتكون من مجموعة عناصر ديناميكية تتفاعل مع بعضها البعض بهدف إحداث تعلم جيد لدى المتعلمين، والشكل الآتي يوضح مكونات وعناصر عملية التدريس.

فالتدريس هو كل ما يقوم به المعلم من إجراءات وعمليات مع المتعلمين ليحقق الأهداف المرجوة، وهو عملية تفاعل حيوية بين الأفراد تتمثل في التفاعل بين المعلمين بعضهم البعض من ناحية، والمتعلمين والمعلمين من ناحية ثانية، والمتعلمين بعضهم البعض من ناحية ثالثة.


المراجع:
العدواني، خالد مطهر العدواني(2014). مهارات التدريس القائمة على التعلم النشط وفق معايير الجودة، ط(1)، محافظة المحويت، الجمهورية اليمنية.
المذحجي، أحمد علوان ، ومهدي هجرس (2003م): قراءات في المناهج وطرق التدريس ، مقرر طلاب الدراسات العليا، كلية التربية صنعاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق