بقلم أ/ خالد مطهر العدواني
لقد انتهى العصر الذي كان ينظر فيه للمعلم على أنه مجرد ناقل للمعرفة إلى تلاميذه لحفظها واستظهارها، فقد أصبح المعلم مسؤولاً عن تحقيق النمو الشامل والمتكامل لشخصية تلاميذه، ولن يكون المعلم قادراً على تحقيق هذا الهدف إلا إذا امتلك قدرات ومهارات عالية تتمثل في الآتي:
- تحديد خصائص التلاميذ والتعرف على حاجاتهم الفردية وميولهم وقدراتهم.
- أن يكون على درجة كبيرة من المرونة، بحيث يستطيع الاستمرار في التعلم، فيكسب المعارف والمهارات المختلفة، التي يحتاجها في ممارسته لعملية التدريس.
- أن يدرك أن الموقف التدريسي عبارة عن موقف تربوي لابد أن يجري فيه التفاعل المثمر بينه وبين تلاميذه.
التمكن من مختلف المداخل المناسبة للتدريس، ومنها ممارسة التعلم المساند، مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ، إجادة كتابة الخطة، إجادة تخطيط الموقف التعليمي، حُسن صياغة الأسئلة، عرض الدرس بشكل واضح، تقديم الكثير من المعلومات، حسن إدارة الوقت، إجادة استخدام الوسائل والتقنيات التعليمية.
كما أن من واجبات المعلم، أن يسعى إلي مساعدة تلاميذه على التحول من السلبية إلي الإيجابية، ومن الجمود إلي الفعالية في مختلف المواقف التدريسية.
وبهذا لم يعد المعلم ناقلاً للمعرفة وإنما أصبح مربياً مسؤولاً عن تربية التلاميذ، وتعديل سلوكهم في الاتجاه المرغوب فيه.
وقد ظهرت مجموعة من المواصفات للمعلم الناجح، قامت بصياغتها بعض الهيئات والمؤسسات التربوية المتخصصة في إعداد المعلمين وتتمثل هذه المواصفات في:
- ضرورة الإعداد المهني والأكاديمي والثقافي للمعلم .
- ضرورة معرفة المعلم لطبيعة التلاميذ في مرحلة تعلمهم لإشباع ميولهم ورغباتهم.
- ضرورة إدراك المعلم لطبيعة المادة التي يدرسها وكيف يدرسها.
- مسؤولية المعلم المباشرة عن إدارة وتوجيه عملية تعلم التلاميذ.
- ممارسة المعلم للتفكير النظامي خلال عمله واستفادته من خبرته ومن خبرات الآخرين.
- التعامل مع المعلم كعضو في المجتمع التعليمي.
العوائق والتحديات التي يواجهها المعلم في مجتمعنا المعاصر
يواجه المعلم في الوقت الحاضر تحديات عديدة منها:
- التطور الكمي والكيفي للمعرفة الإنسانية، الذي يتسم بالسرعة والتعقيد، وهذه السمة تجعل المعلم مسؤولاً عن إعداد الفرد القادر على التعلم الذاتي، ومن ثم لم تعد مسؤولية المعلم نقل المعرفة إلى تلاميذه فحسب، بل الأهم من ذلك أن يدربهم على كيفية الحصول على المعرفة.
- إحداث ظهور التكنولوجيا تغييراً في الدور الإنتاجي للعمل الإنساني ، فقلت الحاجة إلي العمل اليدوي، وظهرت الحاجة الشديدة إلي البحث العلمي وتوفير الطاقة الإنسانية المدربة تدريباً عالياً، وعليه فإن المعلم مطالب بتدريب تلاميذه على الخبرات التعليمية التي تطلق لديهم قوى الإبداع والابتكار مع الاستفادة من التكنلوجيا في حل مشكلات المجتمع.
- إن التطور العلمي والتكنلوجي يزيد من قدرة الإنسان على تجاوز الموارد الطبيعية المباشرة عن طريق توفير المواد البديلة، وعلى المعلم أن ينتقل بتلاميذه من مرحلة الاعتماد على الطبيعة، وما خلق الله فيها من إمكانيات إلي التفكير والإبداع.
- يزداد استخدام وسائل الإعلام والاتصال بشتى صورها (التلفاز والحاسوب والإنترنت) مما يؤثر على الأفراد تأثيراً خطيراً ، وعلى المعلم أن يستفيد من هذه الوسائل، ولا يعتبرها منافساً له، لذا عليه أن يدرب تلاميذه على التفكير الناقد الذي يمكنهم من مواجهة الجوانب السلبية في هذه الوسائل، وكشف الأفكار والقيم غير الصحيحة والضارة.
المراجع:
أحمد حسين اللقاني وفارعة حسن محمد(1995م). التدريس الفعال ، عالم الكتب ، القاهرة، صـ12.
سعيد بن فاتح المغامسي(1996م). أهم المسؤليات التربوية لمعلم التربية الإسلامية في التعليم العام بالوطن العربي, مؤتمر تطوير مناهج التربية الإسلامية في التعليم العام بالوطن العربي, رابطة الجامعات الاسلامية, جامعة الأزهر 29- 31 مايو 1996م المحور الخامس, ص237.
السيد إسماعيل وهبي(2002م). اتجاهات معاصرة في تقويم أداء المعلم ، المؤتمر العلمي الرابع عشر، دار الضيافة، جامعة عين شمس، صـ 756.
محمد الحيلة(2002م). طرائق التدريس واستراتيجياته، ط2، العين، الإمارات العربية المتحدة، صـ435ـ 436.
محمد الحيلة(2002م). مهارات التدريس الصفي ، ط2 ، عمان ، الأردن ، دار المسيرة، صـ33.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق