تصنيف طرائق التدريس
بقلم أ/ خالد مطهر العدواني
صنفت طرائق التدريس إلى تصنيفات متعددة وقسمت إلى أنواع مختلفة اعتماداً على طبيعة المتعلم وقدراته، ومهمات التعليم والظروف المؤدية إليه، واستندت هذه التصنيفات إلى فلسفات تربوية ونظريات تعليمية، ومن أشهر هذه التصنيفات كما يشير الأدب التربوي المنشور ما يلي:
تصنيف طرائق التدريس حسب نوع التعلم الحاصل:
يقوم هذا التصنيف وفقاً لمجالات النمو الثلاثة: المجال المعرفي، المجال الانفعالي، المجال النفس حركي، وعلى ذلك يقسم طرائق التدريس إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
- طرائق خاصة بتدريس الحقائق والمفاهيم بالاستقراء أو الاستنتاج أو الاستقصاء أو الاستكشاف، وقد حث على هذه الطرائق كلاً من بياجيه وبرونر وأوزبل وغيرهم من أنصار مدرسة التعلم المعرفية.
- طرائق تدريس خاصة بتدريس وتعليم القيم والاتجاهات المرغوبة: ومن هذه الطرائق طريقة الاستجابة التوضيحية (المناقشة والحوار)، أوراق القيم.
- طرائق تدريس خاصة بتدريس وتعليم المهارات وتنمية القدرات.
ثانياً: تصنيف طرائق التدريس على أساس طبيعة المعرفة:
يرى أنصار هذا التصنيف أن لكل حقل من حقول المعرفة طبيعة خاصة تقتضي استخدام طرائق بحث وتفكير تختلف عن سواها، وفي ضوء هذا الفهم تقسم طرائق التدريس إلى ثلاث فئات رئيسية على النحو التالي:
أ) طرائق تدريس خاصة بالعلوم الطبيعية:
وتعد الطرائق العلمية كطريقة حل المشكلات، وطريقة الاستقصاء من أهم الطرائق المستخدمة في هذا الحقل.
ب) طرائق تدريس خاصة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية:
وهذه الطرائق تعني بالتركيز على العلاقات الإنسانية التي تسود بين الناس، ومن الأمثلة عليها طريقة المناقشة وطريقة لعب الأدوار (التمثيل).
ج) طرائق تدريس خاصة بالعلوم التطبيقية:
وتعني هذه الطرائق بالاهتمام بالجانب العملي والتطبيقي، ومن الأمثلة على هذه الطرائق طريقة المشروع.
ثالثاً: تصنيف يقسم طرائق التدريس إلى:
أ) مجموعة طرائق العرض:
وهي تسمى بالطرق التسلطية التي ترى أن الطالب سلبي غير قادر على البحث عن المعرفة بنفسه، لذا لابد من تزويده بالقدر الكافي من المعلومات والمعارف عن طريق المعلم، وعلى الطالب أن يستقبل هذه المعلومات أو المعارف التي يرسلها إليه المعلم دون البحث أو التفكير فيها. وتشمل هذه الطرائق: الطريقة الإلقائية، طريقة المناقشة، طريقة خريطة المفاهيم.
ب) مجموعة طرائق التعلم بالاكتشاف:
وتنتمي هذه الطرائق إلى الاتجاه الكشفي الذي ينبع من الفلسفة الحديثة للتربية التي ترى أن يكون المتعلم إيجابياً أثناء عملية التعلم، وأن يبحث عن المعرفة بنفسه ويكتشفها من مصادرها المتنوعة.
ويندرج تحت هذه المجموعة الأنواع الآتية: طريقة الاكتشاف الموجه، طريقة الاكتشاف شبه الموجه، طريقة دائرة التعلم، طريقة الرحلات الميدانية، طريقة الاستقصاء، حل المشكلات.
ج) مجموعة طرائق التعلم الذاتي:
ويقصد بالتعلم الذاتي ذلك النوع من التعلم الذي يقوم الطالب بنفسه بالمرور في المواقف التعليمية لاكتساب المعلومات والمهارات دون عون من المعلم ويندرج تحت هذا النوع من التعلم: طريقة الحقائب التعليمية، الرزم التعليمية، المجمعات التعليمية، التعليم المبرمج .
رابعاً: تصنيف طرائق التدريس على أساس دور المعلم والمتعلم:
يعتبر هذا التصنيف الأكثر شيوعاً في الكتابات التربوية الحديثة، ويقوم على أساس تقسيم جميع طرائق التدريس إلى قسمين رئيسيين:
ا) طرائق التدريس التقليدية:
وهي الطرائق التي يكون فيها الدور الرئيسي للمعلم، ويكون دور المتعلم سلبياً، أو ثانوياً وتمثل هذه الطرائق المدرسة القديمة في التدريس، والتي تنظر إلى اكتساب المعرفة كغاية في حد ذاتها على خلاف المدرسة الحديثة التي تعترف بضرورة اكتساب المعرفة ولكن لا لذاتها بل كوسيلة لتحقيق غاية معينة.
ومن الأمثلة على هذه الطرائق: طرائق العرض، الإلقاء ، التلقين.
ب) طرائق التدريس الحديثة:
وهي الطرائق التي يلعب فيها المتعلم الدور الرئيسي، ويقتصر دور المعلم على التوجيه والإرشاد، وقد أولت هذه الطرائق اهتماماً بطبيعة المتعلم وحاجاته واهتماماته، كما حرصت على مراعاة نظريات التعلم وقوانينه ومبادئه.
ومن الأمثلة على طرائق التدريس الحديثة التي يمكن توظيفها في التدريس:
طريقة المشروع، طريقة الاستقصاء، طريقة حل المشكلات، طريقة المناقشة، طريقة الوحدات، طريقة التعيينات، طريقة الاكتشاف، طريقة لعب الأدوار(التمثيل)، طريقة التعليم المبرمج، وغيرها من الطرق المختلفة والمتنوعة......
ولو ألقينا نظرة على هذه الطرائق وتفحصناها لوجدنا أنها تراعي العديد من المبادئ التربوية الحديثة التي تسهم في إعداد وصقل شخصية متوازنة ومتكاملة للمتعلم، ومن هذه المبادئ:
- مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين في القدرات والاهتمامات والخبرات السابقة.
- تنمية القدرات والمهارات العقلية والبدنية على حد سواء.
- تحقيق التوازن بين حرية المتعلم وتوجيه المعلم له.
- تشجيع المتعلم على التعبير عن راية وتعويده على الاستماع للرأي الآخر واحترامه.
- ربط المحتوى بحياة المتعلم وبيئته.
- استغلال اهتمامات المتعلمين الحالية والعمل على تطوير اهتمامات جديدة.
- إتاحة الفرص أمام المتعلمين لكي ينموا إلى أقصى حد تسمح لهم به قدراتهم واستعداداتهم الشخصية.
- المساهمة في إكساب المتعلم العادات والاتجاهات المرغوبة.
- تنمية القدرات على العمل الجماعي والتعلم الذاتي.
- إتاحة الفرص أمام المتعلمين لاتخاذ قراراتهم بأنفسهم وتحمل مسؤولية تلك القرارات.
- المساهمة في حل المشكلات الناجمة عن زيادة أعداد المتعلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق