‏إظهار الرسائل ذات التسميات التنمية المهنية المستدامة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات التنمية المهنية المستدامة. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 8 مايو 2020

إعداد وتدريب المعلمين وتأهيلهم قبل وأثناء الخدمة

بقلم أ/ خالد مطهر العدواني

تولي الأنظمة التربوية في شتى البلدان اهتماماً خاصاً بمهنة التعليم وعمليات إعداد المعلمين وتدريبهم ورعايتهم مع اختلاف المستوى والفاعلية لرفع مستوى أداء العاملين بالقطاع التربوي، وزيادة فاعليتهم وتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، وذلك كاستراتيجية لإصلاح الأنظمة التعليمية(عيسى شويطر، 2009: 39).

فأصبح دور المعلم اليوم ليس فقط نقل المعرفة من الكتب الدراسية المقررة إلى أذهان المتعلمين، وإنما أصبح المعلم مسئولاً عن العديد من الأدوار التي يجب أن يقوم بها في سبيل إتاحة خدمات تعليمية ثرية لهؤلاء المتعلمين في أي مستوى دراسي . 

ومن أكثر هذه الأدوار وضوحاً وتميزاً دوره كمصدر رئيسي للثقافة العامة والعملية وبناء على ذلك يجب على المعلم أن يمتلك حداً مناسباً من المعرفة والوعي بأمور علية عامة تتعلق بشتى مجالات الحياة وجوانبها، والتي كثيراً ما تشغل فكر أي إنسان يمتلك قدرا من التفتح والتنوير العقلي، بل والتي كثيراً ما تفرض نفسها على عقول الأبناء، ويستشعرون حاجاتهم إلى إجابات وافية شافية ومقنعة سواء من خلال معلم قادر على إشباع حاجاتهم إلى هذه الإجابات، أو قادر على توجيههم إلى مصادر المعرفة اللازمة، على الأقل إعطاء بدايات للتفكير تعمل للوصول إلى الإجابات المطلوبة، لذا فإن على كليات التربية وإعداد المعلمين الاهتمام بالإعداد الثقافي للطالب المعلم سواء عن طريق وجود بعض المقررات الدراسية الثقافية، أو عن طريق الأنشطة الطلابية المختلفة(علي راشد، 2001: 8).

وتتمثل عملية إعداد وتأهيل المعلمين في جانبين هما: إعداد وتأهيل المعلم قبل الخدمة، وإعداده وتأهيله أثناء الخدمة، وذلك على النحو الآتي:

مفهوم إعداد المعلمين قبل الخدمة:

أوردت (الشميري) عددا من التعريفات لمفهوم إعداد المعلمين قبل الخدمة منها(إصباح الشميري، 2009: 61): 
يعرف بأنه مجموعة المعارف والمفهومات والخبرات المتنوعة التي تقدمها مؤسسة ما لمجموعة من المعلمين بقصد احتكاكهم بها وتفاعلهم معها بشكل يؤدي تعلمهم، أي تعديل سلوكهم، وتحقيق الأهداف التربوية التي ينشدونها من وراء ذلك بطريقة شاملة متكاملة.

أنها ذلك النسق النظم من الخبرات الثقافية والأكاديمية والمهنية التي تقدمها الكليات إلى طلابهم بقصد إعدادهم لمهنة التعليم.

كما عرف بأنها مجموع الخبرات المعرفية والمهارية والوجدانية المتنوعة التي توفرها الكليات لطلبتها خلال المقررات المتخصصة والتربوية ومقررات الثقافة العامة، وفعاليات الجانب التطبيقي، بما يمكنهم من القيام بتدريس في مراحل التعليم العام.

أهمية إعداد المعلمين قبل الخدمة:
تعد عملية إعداد المعلمين إحدى الموضوعات التي تشغل المتخصصين المهتمين بشؤون التربية والتعليم، حيث يعتبر المعلم من أهم العوامل المساهمة في تحقيق أهداف التعليم، وقد استثمرت أموال كثيرة في العديد من البلدان في محاولة للكشف عن خصائص وأنشطة المعلم الفعال، وأصبح المربون أكثر اقتناعاً أن التحسين الجذري لنوعية تربوية يتوقف إلى حد كبير على نوعية التعليم الذي يوفره المعلمون وعلى فاعليتهم، ومهاراتهم في خلق المناخ المناسب لنجاح عمليتي التعلم والتعليم الفعالتين(عبد السلام، 2006: 417). 

ويحتل المعلم مكانه في النظام التعليمي، ويعد عنصراً فاعلاً في تحقيق أهداف التربية، وحجر الزاوية في إصلاح أو تطوير تربوي، ولهذا فقد أصبح من الضروري إعادة النظر في أعمال المعلمين ووظائفهم باستمرار، والعمل على  جعلهم واعين لتطور أدوارهم، ومستعدين للقيام بأدوارهم ووظائفهم باستمرار، وتتضح أهمية إعداد المعلم من خلال الجهود التي بذلت في الماضي ولا زالت تلقي الاهتمام حتى هذه الأيام، فعقدت العديد من المؤتمرات الدولية والمحلية بخصوص إعداد المعلمين، ويمكن إيجاز أهم ما توصلت إليه نتائج هذه المؤتمرات وتوصياتها فيما يلي(عيسى شويطر، 2009: 59):
  • ضرورة إعداد النظر في برامج إعداد المعلم بوجه عام.
  • ضرورة تخطيط وبناء برامج إعداد المعلمين على أساس الكفايات، أو الأدوار.
  • التركيز على جوانب التعلم الثلاثة المعرفية، و المهارية، والوجدانية.
  • اتخاذ التعليم الذاتي أسلوباً رئيسياً للتعلم. 
  • تدريب معلمي المستقبل والمعلمين في الثناء الخدمة على أساليب ومداخل التعليم والتعلم الحديثة.
  • التأكيد على التعلم المستمر وتدريب المعلمين في أثناء الخدمة.
  • ضرورة وأهمية البدء في تعديل نظم إعداد المعلمين، وإعداد معلم متخصص وذات نوعية خاصة. 

مفهوم التأهيل أثناء الخدمة في ضوء الكفاية:
يشير مصطلح "أثناء الخدمة" إلى وجود شبكة شاملة تكمل العنصر التربوي المهني وذلك بتقديم البدائل لتحقيق النمو والتطوير في الجوانب المهنية والمعرفية والشخصية، وتمثل هذه البدائل الطرق والأساليب المتوفرة أمام الأطر المهنية المدرسية لتوسيع وتنمية المهارات الفردية المتعلقة بالمهنة ولإعدادهم لأدوارهم ومهماتهم المهنية الجديدة بعد فترة الإعداد الأولية، فالنشاطات المهنية أثناء الخدمة تعتبر ضرورية لبقاء المهنة والاستمرار فيها. 

ويعرف الـتأهيل أثناء الخدمة عموماً بأنه أي نوع من النشاط الذي يقدم للمشترك فيه أفكاراً جديدة ونمواً وفهماً وتأهيلاً وتحسناً أثناء العمل. 

وتعرف عملية التأهيل التربوي أثناء الخدمة بأنها: ذلك النمو الذي يحدث أثناء العمل، فهو استمرار للتطور المهني الذي ابتدأ قبل الخدمة خلال فترة الإعداد، فالتأهيل التربوي أثناء الخدمة عملية موجودة في داخل أي برنامج مخطط ومصمم لجعل المعلم أكثر فعالية. 

وهذا النوع من التعليم يجب أن يكون جزءاً أساسياً من أي برنامج دراسي(محمد فالوقي، 2001: 180-181). 

وظائف التأهيل التربوي أثناء الخدمة: 

للتأهيل التربوي أثناء الخدمة وظائف وأنواع عديدة، فبرامجه وأنشطته تساعد المعلم والمهتم بالعملية التعليمية على التنمية الشاملة في جميع الجوانب الشخصية والمهنية والمعرفية.

 ولقد تحددت هذه الوظيفة وهذا التعدد والتنوع في العناصر التالية(محمد المقرحي، 1983): 
  •  الانتقال من الأعداد قبل الخدمة إلى مرحلة الخدمة. 
  •  تطوير المحتوى والمهارات الخاصة.
  •  النمو الشخصي. 
  •  استمرارية التربية على المستوى العالي. 
  •   التنمية المهنية العامة. 
  •  التقدم في الوظيفة. 

أهمية التأهيل في أثناء الخدمة: 

تهتم مختلف الدول في الوقت الحاضر بتربية المعلمين أثناء الخدمة من الناحيتين: الأكاديمية، والتخصصية. 

فقد لوحظ أن المعلمين الذين ينتهي إعدادهم بالتخرج من كليات ومعاهد المعلمين مهما ارتفع مستوى هذا الإعداد ولا يزودون بدراسات جديدة تتفق والتغيير المستمر الذي يطرأ على العلوم المختلفة الأكاديمية والتربوية في مهنتهم، يؤدون عملهم بصورة آلية وروتينية مملة. 

ولهذا السبب تقوم السلطات التعليمية، ومعاهد التربية، ومدارسها، وهيئات المعلمين، وروابطهم المختلفة بتقديم برامج منوعة تجعل المعلمين أكثر اتصالاً وتعرفاً بالتطورات الحديثة في تلك العلوم(نبيل عامر، 1979: 115). 

الأسس العامة لبرامج التأهيل التربوي أثناء الخدمة:

أ – الغرضية: أن يكون التأهيل التربوي أثناء الخدمة هادفاً وملبياً للاحتياجات التدريبية وتحديد الاحتياجات ينطلق ويعتمد على تحديد احتياجات المتدربين. 

ب _ الاستمرارية: أن يكون التأهيل التربوي أثناء الخدمة مستمراً باستمرار المعلم في مهنة التعليم وبداية من التحاقه بالخدمة الوظيفية.

جـ - الواقعية: أن يكون التأهيل التربوي أثناء الخدمة مستهدفاً إكساب المعلمين المهارات والخبرات اللازمة التي تساعد على حل المشكلات الفعلية التي تواجه المعلمين في الصف وخلال عملهم اليومي.

د – الشمولية: أن يكون التأهيل التربوي أثناء الخدمة مهتماً بتطوير وتنمية كافة جوانب شخصية المعلم ومناحيها المتعددة من ذاتية ومهنية وتخصصية، كما يجب أن يكون التدريب شاملاً لجميع فئات العاملين بحقل التعليم ومن له علاقة بالعملية التعليمية.

هـ - الملائمة: أن يكون التأهيل التربوي أثناء الخدمة ملبياً لاحتياجات المعلمين ومناسباً لقدراتهم وميولهم وموازناً بين حاجات المعلمين الفردية واحتياجات المجتمع الفعلية(محمد فالوقي، 2001: 199-200). 

المرجع:
عیسى محمد نزال شویطر(2009). إعداد وتدريب المعلمین ، دار ابن الجوزي، عمان.

علي راشد(٢٠٠١). اختیار المعلم وإعداده ودلیل التربیة العملیة ، دار الفكر العربي، القاھرة.

إصباح عبدالقوي الشميري(2009م). تقويم برنامج الاعداد المهني للمعلم في الكلية العليا للقران الكريم بالجمهورية اليمنية، كلية التربية، جامعة صنعاء، رسالة ماجستير غير منشورة .

عبدالسلام مصطفى عبدالسلام(2006م). أساسيات التدريس والتطوير المهني للمعلم، دار الجامعة الجديدة، الاسكندرية.

 محمد هاشم فالوقي(2001) اتجاهات حديثة في التربية ، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان.   

محمد المقرحي(1983م). المعلم إعداده وتدريبه، طرابلس، ليبيا، جريدة المعلم.  
  
نبيل عامر(1979م). بناء وظيفي جديد لمهنة التعليم، قدمت إلى حلقة (متطلبات استراتيجية التربية العربية في إعداد المعلم العربي) المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم . مسقط 24/2-1/1/3/1979م ، ص ص111- 190.    

الأربعاء، 6 مايو 2020

الاتجاهات الحديثة في برامج إعداد معلم المستقبل

بقلم أ/ خالد مطهر العدواني

ما دام التعليم لازمة من لوازم الحياة الإنسانية فلا شك أنه يتطور ويزداد تعقيداً وتحديثاً تبعاً لتعقد الحياة وتطورها ونظراً لما حصل ويحصل من تطور هائل في المعلومات وتقنيات المعلوماتية فقد أثر هذا التطور في التعليم والتعلم وظهرت أساليب تدريب حديثة في مجال إعداد معلم المستقبل منها ما يشدد على الصفات والخصائص التي يجب توفيرها في المعلم الجيد، ومنها ما يشدد على السلوك التدريسي الذي يؤديه المعلم في التعليم، ومنها ما يشدد على التفاعل اللفظي بين المعلم والمتعلم، ومنها ما يشدد على الكفايات التدريسية التي يجب أن يتمكن منها المعلم وغير ذلك.

 وعلى هذا الأساس ظهرت مناهج إعداد مختلفة الاتجاهات منها:

برنامج إعداد المعلم القائم على مفهوم الكفايات:
يعد هذا الاتجاه من بين الاتجاهات الحديثة في إعداد معلم المستقبل ويقوم هذا الاتجاه على تحليل المهام التي يجب أن يقوم بها معلم المستقبل واشتقاق الكفايات الأدائية والمعرفية اللازمة لتنفيذها في ضوء نتائج التحليل، ثم وضع برنامج متكامل يؤدي بالنهاية إلى تمكين المعلم من أداء المهام بكفاية.

ويتصف البرنامج القائم على الكفايات بمجموعة من الصفات والمميزات أهمها ما يلي:
  • تحديد الأهداف بشكل سلوكي وتوضع تحت تصرف المتدرب في بداية البرنامج. 
  • تحديد مستويات التمكن المطلوبة وطرق التقويم . 
  • تصميم النشاطات القائمة على المعارف والمهارات لتحقيق أهداف البرنامج .
  • اعتماد تقدم البرنامج على تحقيق الكفايات وتنوع معدلات التحصيل . 
  •  استخدام أسلوب التقويم الذاتي الذي يجعل المتدرب مسئولا عن تقدمه.
  • يقوم البرنامج على وجود تغذية راجعة تزود المتدرب بمعلومات منظمة ومستمرة خلال البرنامج.
  • أنها تقرب المتدرب من متطلبات عمله الميداني من حيث المستوى الأكاديمي ومهارة الأداء.
  • استفادة هذا البرنامج من استراتيجيات التقويم المتطورة.

ونظراً لدخول التكنولوجيا الحديثة في مجال التعليم؛ فإن برنامج الإعداد القائم على مفهوم الكفايات يتطلب ما يلي: 
  • تحديد الكفايات التي يراد من المعلم التمكن منها. 
  • وضع معيار محدد لقياس الكفايات الأدائية والمعرفية التي يكتسبها المعلم. 
  • تمكين المعلم من تلك الكفايات معرفة وأداءً عن طريق الإحاطة المعرفية والممارسة العملية.
  •  تضمين برنامج الإعداد جميع الأنشطة والخبرات اللازمة لأداء المعلم أدواره بنجاح. 

برنامج الإعداد القائم على  مفهوم المهارات: 
ظهر هذا الاتجاه في إعداد المعلمين في ضوء النظر إلى عمل المدرس على أنه عمل يقتضي الحذق والمهارة والإتقان في الأداء وأن هذا الاتجاه يتأسس على أن عملية التدريس الفعّال يمكن تحليلها إلى مجموعة من المهارات التدريسية التي يجب تدريب الطالب المعلم على اكتسابها. وعندما يصل الطالب المعلم إلى مستوى الحذق في أدائها فإن ذلك سيضمن نجاحه في مجال التدريس، ويجعل منه معلماً ناجحاً، ولتوفير هذا النجاح لهذا البرنامج لابد من الآتي: 
  • تحديد المهارات اللازمة لعمل المعلم في ميدان العمل في ضوء أهداف المدارس والمؤسسات التعليمية . 
  • تضمين هذه المهارات في برنامج إعداد المعلم . 
  • الربط بين الإعداد، وبرامج التدريب في أثناء الخدمة التي يتعرض لها المعلم بعد تعيينه وممارسته المهنة . 
  • الربط بين برنامج الإعداد الذي تقوم به مؤسسة الإعداد وأهداف المدارس التي يعد المعلم للعمل فيها. 
  • الربط بين البرامج النظرية التي تقدمها مؤسسة الإعداد والتدريب العملي الميداني في المدارس. 
  • وضع معايير لتقويم مستوى أداء الطالب المعلم ومهاراته. 

المراجع:
عبد الرحمن عبد السلام جامل(2001م). الكفايات التعليمية في القياس والتقويم واكتسابها بالتعلُّم الذاتي، عمان، دار المناهج، ص 29.  
محسن علي عطيه، وعبدالرحمن الهاشمي(2007م). التربية العملية وتطبيقاتها في إعداد معلم المستقبل، عمان، دار المناهج، ص ص 196- 198.
محمد صبيح الرشايدة(2006م). الكفايات التعليمية، دار يافا العلمية للنشر والتوزيع، ص50.

واجبات المعلم في التربية المعاصرة والعوائق والتحديات


بقلم أ/ خالد مطهر العدواني

لقد انتهى العصر الذي كان ينظر فيه للمعلم على أنه مجرد ناقل للمعرفة إلى تلاميذه لحفظها واستظهارها، فقد أصبح المعلم مسؤولاً عن تحقيق النمو الشامل والمتكامل لشخصية تلاميذه، ولن يكون المعلم قادراً على تحقيق هذا الهدف إلا إذا امتلك قدرات ومهارات عالية تتمثل في الآتي:
  • تحديد خصائص التلاميذ والتعرف على حاجاتهم الفردية وميولهم وقدراتهم.
  • أن يكون على درجة كبيرة من المرونة، بحيث يستطيع الاستمرار في التعلم، فيكسب  المعارف والمهارات المختلفة، التي يحتاجها في ممارسته لعملية التدريس.
  • أن يدرك أن الموقف التدريسي عبارة عن موقف تربوي لابد أن يجري فيه التفاعل المثمر بينه وبين تلاميذه.

التمكن من مختلف المداخل المناسبة للتدريس، ومنها ممارسة التعلم المساند، مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ،  إجادة كتابة الخطة، إجادة تخطيط الموقف التعليمي، حُسن صياغة الأسئلة، عرض الدرس بشكل واضح،  تقديم الكثير من المعلومات، حسن إدارة الوقت، إجادة استخدام الوسائل والتقنيات التعليمية.
    
كما أن من واجبات المعلم، أن يسعى إلي مساعدة تلاميذه على التحول من السلبية إلي الإيجابية، ومن الجمود إلي الفعالية في مختلف المواقف التدريسية.

     وبهذا لم يعد المعلم ناقلاً للمعرفة وإنما أصبح مربياً مسؤولاً عن تربية التلاميذ، وتعديل سلوكهم في الاتجاه المرغوب فيه.

  وقد ظهرت مجموعة من المواصفات للمعلم الناجح، قامت بصياغتها بعض الهيئات والمؤسسات التربوية المتخصصة في إعداد المعلمين وتتمثل هذه المواصفات في:
  • ضرورة الإعداد المهني والأكاديمي والثقافي للمعلم .
  • ضرورة معرفة المعلم لطبيعة التلاميذ في مرحلة تعلمهم لإشباع ميولهم ورغباتهم.
  • ضرورة إدراك المعلم لطبيعة المادة التي يدرسها وكيف يدرسها.
  • مسؤولية المعلم المباشرة عن إدارة  وتوجيه عملية تعلم التلاميذ.
  • ممارسة المعلم للتفكير النظامي خلال عمله واستفادته من خبرته ومن خبرات الآخرين.
  • التعامل مع المعلم كعضو في المجتمع التعليمي.


العوائق والتحديات التي يواجهها المعلم في مجتمعنا المعاصر

يواجه المعلم في الوقت الحاضر تحديات عديدة منها:
  • التطور الكمي والكيفي للمعرفة الإنسانية، الذي يتسم بالسرعة والتعقيد، وهذه السمة تجعل المعلم مسؤولاً عن إعداد الفرد القادر على التعلم الذاتي، ومن ثم لم تعد مسؤولية المعلم نقل المعرفة إلى تلاميذه فحسب، بل الأهم من ذلك أن يدربهم على كيفية الحصول على المعرفة.
  • إحداث ظهور التكنولوجيا تغييراً في الدور الإنتاجي للعمل الإنساني ، فقلت الحاجة إلي العمل اليدوي، وظهرت الحاجة الشديدة إلي البحث العلمي وتوفير الطاقة الإنسانية المدربة تدريباً عالياً، وعليه فإن المعلم مطالب بتدريب تلاميذه على الخبرات التعليمية التي تطلق لديهم قوى الإبداع والابتكار مع الاستفادة من التكنلوجيا في حل مشكلات المجتمع.
  • إن التطور العلمي والتكنلوجي يزيد من قدرة الإنسان على تجاوز الموارد الطبيعية المباشرة عن طريق توفير المواد البديلة، وعلى المعلم أن ينتقل بتلاميذه من مرحلة الاعتماد على الطبيعة، وما خلق الله فيها من إمكانيات إلي التفكير والإبداع.
  • يزداد استخدام وسائل الإعلام والاتصال بشتى صورها (التلفاز والحاسوب والإنترنت) مما يؤثر على الأفراد تأثيراً خطيراً ، وعلى المعلم أن يستفيد من هذه الوسائل، ولا يعتبرها منافساً له، لذا عليه أن يدرب تلاميذه على التفكير الناقد الذي يمكنهم من مواجهة الجوانب السلبية في هذه الوسائل، وكشف الأفكار والقيم غير الصحيحة والضارة.

المراجع:
أحمد حسين اللقاني وفارعة حسن محمد(1995م). التدريس الفعال ، عالم الكتب ، القاهرة، صـ12.
سعيد بن فاتح المغامسي(1996م). أهم المسؤليات  التربوية لمعلم التربية الإسلامية في التعليم العام بالوطن العربي, مؤتمر تطوير مناهج التربية الإسلامية في التعليم العام بالوطن العربي, رابطة الجامعات الاسلامية, جامعة الأزهر 29- 31 مايو 1996م المحور الخامس, ص237.
السيد إسماعيل وهبي(2002م). اتجاهات معاصرة في تقويم أداء المعلم ، المؤتمر العلمي الرابع عشر، دار الضيافة، جامعة عين شمس، صـ 756.
محمد الحيلة(2002م). طرائق التدريس واستراتيجياته، ط2، العين، الإمارات العربية المتحدة، صـ435ـ 436.
محمد الحيلة(2002م). مهارات التدريس الصفي ، ط2 ، عمان ، الأردن ، دار المسيرة، صـ33.

الأدوار الحديثة للمعلم

بقلم أ/ خالد مطهر العدواني

يلعب المعلم أدوارا عدة متداخلة ومتشابكة فيما بينها ولكن العديد من نشاطات المعلم  التدريسية يمكن أن تقع ضمن ثلاث وظائف تصف ماذا يمكنك – بوصفك مدرسا – عمله لتحدث التعلم المرغوب فيه وتغير من سلوك الطلبة وتعزز تقدمهم وتطورهم, وتلك الوظائف هي:

خبير(متخصص) التعليم:
ان دور المدرس المهم والبارز يتمثل في كونه متخصصا أو خبيرا تعليميا أي هو الشخص الذي يخطط التعلم ويرشده ويقومه, وهذا الدور يعتبر دورا جوهريا له, كما يجب عليك كخبير أو متخصص تعليمي أن تضع قرارا مسبقا تحدد فيه:
  •  ماذا تعلم؟
  •  وما المواد التعليمية المستخدمة واللازمة لعملية التدريس؟ 
  • وما طريقة التدريس التي تناسب المحتوى المختار وكيف يمكنك تقويم مدخلات التعلم؟

هذه القرارت تعتمد على عدد من الحقائق, تشمل تحديد الاهداف ومعرفتك عن الموضوع وعن نظريات التعلم والدافعية وقدرات وحاجات الطلبة ومعرفة شخصيتك وسماتك الخاصة وحاجاتك واهدافك التدريبية بشكل مجمل. 

فالطالب ينتظر ملكيتك لكل الاجابات وليس فقط لتسأل عن الموضوع ولكن لتحشد المعلومات وتجمع المعارف وتوفرها.

القائد(الإداري – القيمي):
وهنا تظهر الوظيف الثانية للمعلم وهي انشاء بيئة التعلم وادارتها, حيث تقع على عاتق المعلم مسؤولية تنظيم حجرة الدراسة, من مقاعد واعلانات ولوحة بيانات ولوحات اقتراحات وكتب اضافية وخارجية وتشجيع الاطلاع, بل ربما يضطر المعلم ان يبني الاثاث ويهيئه في حجرة الدراسة.

في النهاية نلتمس من المعلمين أن يساعدوا في تحقيق تلك الغاية العظيمة عن طريق الاختبارات المستمرة والمتابعة وكتابة الملحوظات وتوفير وقت لما يعترض الطلاب من مشكلات.

المرشد( الناصح):
ينبغي ان يكون المعلم حساسا للسلوك الانساني, ويجب أن يعد للمسؤولية التشييديه وبناء العقول, وخاصة عندما تعترض المشكلات السلوكية طريق تعلم الطلاب ونموهم, فيدرك انه يتعامل مع بشر فينبغي أن يملك مهارات تكوين علاقات انسانية طيبة ومهيأه للعمل مع تلك المجموعات من البشر في كافة الظروف وهذا يتطلب منه فهما حقيقيا عن نفسه ودوافعه وآماله ورغباته من ناحية وفهما للآخرين من ناحية أخرى.

وبهذا يمكننا تحديد المسؤوليات الجديدة للمعلم كما يلي:
  • دور المرشد: يتعرف على طلبته, وحاجاتهم وميولهم.
  • دور الموجه للموقف التعليمي – التعلمي – فهو يخطط لتعريض الطلبة للخبرات والاهتمامات واستخدام الوسائل والمواد المتوفرة في المدرسة.
  • دور الثقافة: إن المعلم لايوصل الثقافة والمعلومات بل أمين على نقلها.
  • دور عضو المجتمع المدرسي: فهو ينتمي اليه ويدرك واقعه ويتكيف معه.
  • دور الوسيط بين المدرسة والمجتمع: يسهم في ايجاد همزة الوصل بين المدرسة والمجتمع ويوطد العلاقات الاجتماعية والإنسانية. 

بينما يحدد بعض التربويين أدوار المعلم في اختيار الأهداف التعليمية وتصميم النشاط التعليمي .واثارة دوافع الطلاب للتعلم و توفير البيئة المناسبة للتعلم. وتقويم عملية التعلم.

  المراجع:
فوزي أحمد حمدان سمارة(2004م). التدريس, مبادئ, مفاهيم, طرائق, الطريق للتوزيع والنشر, الطبعة الأولى, ص51-52.
كمال عبد الحميد زيتون(2003م). التدريس نماذجه ومهاراته, عالم الكتاب, الطبعة الأولى, ص79.

التأمل المهني سر نجاح المعلم

بقلم أ/ خالد مطهر العدواني

ماذا نعني بالتأمل؟
التأمل: هو الاستقصاء الواعي والتفكير المتعمق والمنظم من قبل المعلم في ممارسته الواقعية من حيث معتقداته وقيمه وخبراته ومعارفه ومهاراته للتعرف على جوانب القوة وجوانب الضعف وفرص التحسين في أدائه، واظهار المشكلات التي تواجهها في منطقة الوعي؛ للتمكن من بناء تصور للممارسات المرغوب تحقيقها مستقبلاً بهدف تحسينها والوصول لأداء أكثر فاعلية في ضوء معايير الأداء المهني الجيد.

لماذا التأمل المهني للمعلم؟
يعد التأمل عنصراً أساسياً لعملية التنمية المهنية المستدامة للمعلم، وإحدى أدواته التي تجعل المعلم يقف أمام نفسه ليتأمل سلوكيات وممارسات قام بها، أو يقوم بها، أو سيقوم بها؛ متبعاً في ذلك منهجية علمية منظمة تمكنه من المقارنة الواعية لتحديد الفجوة بين أدائه والمعايير المتعلقة بمجال عمله؛ فيقوم بتطوير أدائه مستقبلاً في ضوء نتائج تأمله.

لذلك فالمعلم لا يتعلم من خبراته وإنما من التأمل في خبراته، واستخلاص الدروس منها للخروج بمعرفة جديدة، والتخطيط لممارسة مهنية أكثر نضجاً.

ولذا فإن فوائد التأمل المهني يكمن ملاحظتها على مختلف أعمال المعلم، خاصة في زيادة قدرته على تحديد أولويات احتياجاته، وزيادة وعيه بأساليب التدريس، وإعادة التفكير فيما يحاول تدريسه، وتجديد طرق التدريس، وابتكار نظريات تعليمية، وتأمل نجاح طلابه، ومراقبة مدى تطوره.

ويتميز التأمل في تنمية أداء المعلم بعدت أمور، منها:
  • يجعل المعلم مشاركاً فعالاً ومساعداً في تنفيذ برامج تنميته مهنياً.
  • يدفع المعلم إلى تغيير سلوكه، وليس فقط اكتساب المعلومات والنظريات.
  • يربط النظرية بالتطبيق ربطاً وثيقاً.
  • يرتكز على معايير مهنية محددة، ومتفق عليها، وتعد الأساس الذي يعتمد عليه المعلم في تأمله لممارسته المهنية.
  • يعتمد الأسلوبين الذاتي والتعاوني في إجراءات تنفيذه؛ مما يعزز قيم التعاون والمشاركة والشفافية والموضوعية، وغيرها من القيم والمبادئ التي يرتكز عليها مفهوم المجتمعات المهنية المتعلمة.