الأحد، 20 سبتمبر 2020

التحول من الحركات الإصلاح التربوية التقليدية إلى تطبيق المعايير التربوية في مدارس الجودة

 

بقلم أ/ خالد مطهر العدواني

يواجه المجتمع العربي العديد من التحديات التي أدت إلى زيادة الحاجة إلى تطوير التعليم، الذي يُمَكِن كل فرد من امتلاك المعارف والمهارات التي تساعده على تنمية ذاته، والقيام بدوره في المجتمع .

ومع ظهور بعض المتغيرات مثل :

  • التوجه إلى تعميق مبدأ المحاسبية والمساءلة في النظام التعليمي .
  • ربط الثواب والعقاب بالأداء في التعليم؛ نتيجة للتقلبات التي يمر بها الاقتصاد العالمي.
  • ظهور مفاهيم جديدة كالتربية المستمرة والتعليم مدى الحياة، والتنمية البشرية المستدامة والتربية المستقبلية.
  • حدوث طفرة في طرق التدريس وأساليبه، وتنوع مصادر التعليم والتعلم .
  • انتقال بؤرة الارتكاز في العملية التعليمية من التعليم إلى التعلم ومن المعلم إلى المتعلم .
  • التحول من قياس المدخلات إلى التركيز على النتائج .

ظهرت نداءات تنادى بضرورة وضع مستويات معيارية يتم في ضوئها تقويم وتطوير النظام التربوي ومكوناته المتعددة.

ومن ثم أصبح الإصلاح القائم على المعايير بمثابة القوة الدافعة لكثير من السياسات التربوية، التي تؤكد على ضرورة تطوير المناهج والارتفاع بمستوى أداء الطلاب، وتوفير الفرصة لكل طالب لتعلم المحتوى المناسب وصولاً إلى مستوى الأداء المطلوب .

 وانطلاقا من هذه الرؤية ظهرت حركة المعايير في التعليم، وانتشرت بقوة في الآونة الأخيرة، حتى إنه يكاد أن يطلق على هذا العقد، عقد المعايير .

حركة المعايير التربوية وحركات الإصلاح التربوي السابقة عليها :

        إن المتتبع لحركات الإصلاح التربوي يلمس ما يطرأ عليها من تغييرات من حقبة إلى أخرى، ويلاحظ أنها سريعة الاستجابة لما يثبت فعاليته في مجالات الحياة الأخرى ؛ فقد شهدت التربية منذ الخمسينات من القرن الماضي وحتى التسعينات منه عدداً من حركات الإصلاح التي وجهت أنظمتها، وأسهمت في تطوير وسائلها، ومن أبرز هذه الحركات: حركة الأهداف التعليمية، وحركة القياس محكي المرجع، وحركة التعلم من أجل التمكن، وحركة الكفايات التعليمية، وحركة نواتج التعلم .

حركة الأهداف التعليمية:

فمنذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي، والتربية تعتمد على الأهداف التعليمية ركنا أساسياً لتصميم العمليات التعليمية، وموجهاً دائماً لتنفيذها، ومحدداً لوسائل تقويمها.

 والأهداف التعليمية تأتى في مجالات ثلاثة: معرفية ووجدانية ومهارية، ولكل مجال مستويات، وهى على مستوى المراحل التعليمية والمواد الدراسية أهداف عامة أو غايات، وفى مستوى الوحدات الدراسية والدروس التعليمية أهداف تعليمية أو إجرائية، وينبغي أن تصاغ بصورة سلوكية بحيث يمكن ملاحظتها وقياسها .

حركة القياس محكي المرجع:

 ثم جاءت حركة القياس محكي المرجع لتشير إلى أن جوانب تعلم الطلاب: المعرفية والوجدانية والمهارية يمكن إظهارها ويمكن قياسها بتحديد مخرجات للأداء في صورة محكات لتقييم مدى إنجاز المتعلمين، مما يعد تمهيداً حقيقياً لفكرة تقويم الأداء .

حركة التعلم من أجل التمكن: 

وتقوم هذه الحركة على مبدأ هام، وهو أن 90 % من الطلاب يستطيعون أن يتعلموا ما يُدرس في المدرسة في أي مستوى إذا ما توفر الوقت الكافي والتعليم الملائم . 

والوقت الكافي يعنى الوقت المناسب للوصول إلى مستوى التمكن من الأهداف التعليمية، والتعليم الملائم يعنى تحديد الوحدات الدراسية للمقرر الدراسي، وتحديد أهداف تعليمية لكل وحدة، وضرورة تمكن الطالب من أهداف الوحدة قبل الانتقال لوحدة أخرى .

التربية القائمة على الكفايات:

        ظهرت حركة التربية القائمة على الكفايات كرد فعل لفشل التربية التقليدية في تحقيق أهدافها بشكل سلوكي إجرائي وسد النقص الذي يشعر به المتعلم في تدريبه على الأداء.

 ويري أتباع المدخل القائم على الكفايات أن المعرفة عبارة عن كفايات غير مترابطة يمكن تدريسها وتقويمها بصورة منفصلة، وكان الهدف الذي سعى إليه مؤيدو هذه الحركة هو تقنين المنهج وزيادة فاعليته من خلال تحديد مخرجات للتعلم في صورة كفايات وأنشطة أساسية ينبغي أن يتدرب المعلمون على إتقانها .

حركة مخرجات التعلم:

مع بداية العقد الأخير من القرن الماضي ظهرت حركة مخرجات التعلم، ونادت بضرورة تحديد نواتج تعلم، يستطيع المتعلمون إظهارها بجلاء في نهاية أية خبرات تعليمية يمرون بها، وأن تكون هذه المخرجات في صورة أداءات أو أفعال، وأكدت هذه الحركة أن جميع المتعلمين يمكنهم تحقيق نفس القدر من الإنجاز (ليس في نفس الوقت، ولا بنفس الطريقة) ، وأن نجاحهم في تعلم شيء يقودهم إلى تعلم أشياء، وأن المدارس يمكنها التحكم في شروط النجاح ومتطلباته .

وقد حاولت هذه الحركة تلافى سلبيات حركة الأهداف التقليدية، التي يتم تحديدها بتفصيل وشمول، مجزئة المادة التعليمية إلى معارف ومهارات واتجاهات، في حين أن المخرجات التعليمية عامة، تندرج تحت عدد محدود من العناوين، وتحافظ على الترابط والتكامل بين معارف ومهارات المادة التعليمية وجوانبها الوجدانية كذلك، وتمثل هذه المخرجات ما يتم إنجازه وتقييمه في نهاية الدراسة وليس توقعات ومقاصد واضعي المنهج، وبالتالي تشجع كل من المعلم والمتعلم على تحقيقها .

ومن خلال تحليل هذه الحركات الإصلاحية في التربية يتضح ما يلي :

  • تدرجها في التحول من الاهتمام بالمعارف إلى العناية باستخدام المعرفة.
  • تحولها من التعامل مع جزئيات المعارف، ومكونات المهارات إلى التركيز على التكامل بين أجزاء المعرفة، وبين مكونات المهارة الواحدة، وبين مهارات المادة الواحدة .
  • انتقالها من التسليم بوجود الفروق الفردية بين المتعلمين، وإلى حتمية وجود مستويات مختلفة لتحصيلهم الدراسي إلى العمل على تذويب هذه الفروق، والوصول بجميع التلاميذ إلى نفس الدرجة من التحصيل .
  • تغيير محور تركيزها من مدخلات العمليات التربوية والتعليمية إلى مخرجات هذه العمليات ونواتجها .
  • ارتقائها من مستوى التوقعات لما ينتظر من نتائجها إلى مستوى الإلزام بضرورة حدوثه؛ لضمان تحققه دون إهدار للوقت والجهد .
  • تطور إجراءات إصدار الأحكام والتقديرات، والاستجابة لها من الملاحظة والقياس ـ غالباً ـ من جانب طرف واحد إلى العلم بالمحكات، وتلمس المؤشرات من جميع الأطراف (الشفافية والمشاركة) .
  • التمهيد للانتقال من الاهتمام بالرصيد المعرفي وتطبيقاته في التعليم والتقويم إلى الاهتمام بما يستطيع المتعلم أداءه من هذه التطبيقات، ونتيجة هذه المعرفة في المواقف الحياتية الحقيقية أو المحاكية .


كان طبيعياً في ظل هذه المرونة أن تستجيب التربية لفكرة المعايير التي أخذت بها المجالات الحياتية الأخرى، وثبت فعاليتها في تطوير نواتجها؛ مما أدى إلى ظهور حركة المعايير التربوية؛ رغبة في تحسين المنتج التربوي والتعليمي سواء أكان: متعلماً أو معلماً أو كتاباً أو نشاطاً أو تدريساً أو تقويماً.

وعلى ذلك يمكن النظر إلى التربية القائمة على المعايير على أنها حركة إصلاح تربوي معاصر تبلورت ـ إلى حد كبير ـ أفكارها، وبدأ الأخذ بها يؤتى ثماره في الاهتمام بتطوير المناهج التعليمية، وبرامج إعداد المعلمين، وأدوات التقويم .

        أما عن علاقة المعايير التربوية بحركات الإصلاح التربوي السابقة عليها، فإن المتأمل لما قيل، ولما كتب عن هذه الحركة قد يرى أنها حركة حديثة في مسماها، وفى الآليات التي تفرضها لتطوير المناهج الدراسية والبرامج التعليمية وفى جهود الأخذ بها، واعتمادها أساساً للتطوير التربوي الحادث حالياً في كثير من الأنظمة التعليمية في بلدان متقدمة .

        ويمكن أن يقودنا التأمل لما كتب عن حركة المعايير التربوية إلى القول بأنها امتداد طبيعي لما سبقها من حركات، وأن كثيراً من مبادئها مألوفة، وسبق الإقرار وقت طرحها بجدوى الآخذ بها، وتأتى جوانب الآلفة بهذه الحركة، وأدلة علاقتها بما سبقها فيما يلي :

  1. تركيزها على مفهوم الأداء: يعكس الإفادة من التطور الذي طرأ على حركة الأهداف التعليمية بتركيزها على السلوك الذي يمكن ملاحظته وقياسه.
  2. حرصها على تحديد معايير لكل أداء: ترجمة لإفادتها من حركة القياس محكي المرجع التي استخدمت المحكات.
  3. مقصدها بأن المعايير إنجازات يلتزم المعلم بضمان تحقيقها، تدعيم لمفهوم المحاسبية الذي نادت بها حركة الكفايات التعليمية .
  4. تأكيدها على الأداءات التي يظهرها المتعلمون بجودة عالية في سياق واقعي، بعد مروهم بخبرات تعليمية؛ استفادة كبيرة من حركة نواتج التعلم.


وعلى هذا الأساس فإن الدعوة إلى تركيز التعليم على الأداء، وجعل التقويم مبنياً عليه، وضرورة وضع معايير لهذا الأداء، وتوفير الضمانات لتحقيقها، مبادئ مستمدة من جميع حركات الإصلاح السابقة، تبلورت واجتمعت في هذه الحركة المعاصرة. 

إن من يأخذ بأي حركة من حركات الإصلاح السابقة، ويرى أفضليتها على غيرها؛ يمكن أن يجد في حركة المعايير التربوية ما يتفق وتوجهه، ومن ثم فلا مبرر لرفض هذه الحركة أو عدم التجاوب مع متطلباتها، ولاسيما في ظل العولمة والنظام العالمي الحالي والتقدم التكنولوجي والمعلوماتي، والعالم الذي أصبح قرية واحدة، والحاجة إلى توفير مواصفات للمتعلم لا تقل عن مواصفات نظرائه في أي مكان في العالم، وحسب المعايير العالمية التي تقرها المنظمات المهنية والهيئات التعليمية المشهود لها بالتقدم والرقى. إن من المهم مسايرة التطورات، لا مواجهتها؛ بشرط التأكد من منابتها، وأثرها الإيجابي .


مراجع تم الرجوع إليها:

  1. أحمد محمد علي عطيفه. تصور مقترح لتطوير الأداء التدريس لمعلمي الرياضيات في ضوء معايير الجودة ومدى توافرها لديهم في مرحلة التعليم الأساسي بالجمهورية اليمنية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة صنعاء، 2014. 
  2. حسن البيلاوي، وآخرون. الجودة الشاملة بين مؤشرات التميز ومعايير الاعتماد الأسس والتطبيقات، دار المسيرة، عمان، الأردن، 2006. 
  3. خالد بن سعد الجضعني. إدارة الجودة الشاملة: تطبيقات تربوية, ط1, الرياض، دار الأصحاب للنشر والتوزيع، 2005.
  4. خالد مطهر العدواني، وآخرون. الجودة في التعليم العام، ملتقى الجودة، خلال الفترة 22-26 يناير 2017م.
  5. خالد مطهر العدواني. الجودة الشاملة في التعليم، بحث مقدم لإدارة الجودة والاعتماد، وزارة التربية والتعليم، الجمهورية اليمنية،2013.
  6. خالد مطهر العدواني. وآخرون. الدليل التثقيفي في الجودة والاعتماد والتطوير المدرسي، إدارة الجودة والاعتماد بمكتب التربية والتعليم بمحافظة المحويت، الجمهورية اليمنية، 2014.
  7. رافدة عمر الحريري. إعداد القيادات الإدارية لمدارس المستقبل في ضوء الجودة الشاملة، ط1، دار الفكر، عمان، الأردن، 2007. 
  8. سماح عبد المطلب إبراهيم، تطوير إدارة المدرسة الثانوية العامة بمصر في ضوء إدارة الجودة الشاملة، رسالة دكتوراه، غير منشورة، كلية التربية، جامعة المنوفية، مصر، 2002.
  9. عبد الرزاق الأشول، وعبد الله علي إسماعيل، مشروع الإطار المرجعي للتطوير المدرسي، المراجعة السنوية المشتركة الثامنة لتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية لتطوير التعليم العام (الملتقى التربوي)، 27-28 مايو 2013م.
  10. عبده نعمان الشريف، الفجوة بين ثقافة الجودة الشاملة وتحسين أداء النظام التعليمي في الجمهورية اليمنية، مجلة الأندلس للعلوم الاجتماعية والإنسانية، العدد (16)، المجلد (17)، أكتوبر- ديسمبر ، 2017م.
  11. محسن عبد الستار محمود عزب. تطوير الإدارة المدرسية في ضوء معايير الجودة الشاملة، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، 2008. 
  12. محمد هادي حسين القحطاني. تقويم الأداء التدريسي لمعلمي التربية الإسلامية في مادة التوحيد المرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية في ضوء معايير الجودة، رسالة ماجستير ، كلية التربية، جامعة أم القرى، 2012. 

الأحد، 2 أغسطس 2020

التحول من الإدارة التقليدية للمدرسة ... إلى إدارة الجودة الشاملة


بقلم أ/ خالد مطهر العدواني

مفهوم إدارة الجودة الشاملة في التعليم:

يعد مفهوم إدارة الجودة فلسفة إدارة عصرية، ترتكز على عدد من المفاهيم الإدارية الحديثة الموجهة، التي يستند إليها في المزج بين الوسائل الإدارية الأساسية والجهود الابتكارية، وبين المهارات الفنية المتخصصة من أجل الارتقاء بمستوى الأداء والتحسين والتطوير المستمرين. 

وتعرف إدارة الجودة في إطار المدرسة على أنها: فلسفة إدارية حديثة، تأخذ شكل نهج أو نظام إداري شامل قائم على أساس إحداث تغييرات إيجابية جذرية لكل شيء داخل المدرسة، بحيث تشمل هذه التغييرات الفكر، السلوك، القيم، المعتقدات التنظيمية، المفاهيم الإدارية، نمط القيادة الإدارية، نظم وإجراءات العمل المختلفة، وذلك من أجل تحسين وتطوير كل مكونات المدرسة للوصول إلى أعلى جودة في مخرجاتها. 

وفي  تعريف آخر: هي جملة الجهود المبذولة من قبل العاملين في مجال التعليم؛ لرفع وتحسين المنتج التعليمي بما يتناسب مع رغبات المستفيدين ومع قدراتهم وسماتهم المختلفة.

كما يمكن تعريفها بصفة عامة, بأنها "مدخل جديد في أداء العمل يتطلب تجديد الأساليب الإدارية التقليدية والعمل الجماعي ومشاركة جميع أفراد المدرسة", وهو أسلوب منهج العملية, ونعني به أي نشاط يتطلب مدخلات ويحولها إلى مخرجات, والتي عادة ما تكون بالتالي مدخلات لعملية لاحقة.

وانطلاقاً من هذه التعريفات نجد أن هناك تباين واضح بين الأسلوب الإداري التقليدي, والأسلوب الإداري بمفهوم الجودة الشاملة الذي يركز على النقاط التالية:

  • تعتمد أسلوب العمل الجماعي التعاوني الذي يقوم على خبرات العنصر البشري.
  • تحرص على استمرار التحسين المستمر في كافة المجالات، كالأهداف لتعليمية، وأساليب العمل والتحفيز والنظم والإجراءات.
  • تعمل على تقليل الأخطاء إلى أدنى حد، وفق مبدأ "أداء العمل الصحيح من أول مرة وبدون أخطاء".
  • إضافة إلى هذه المضامين فإن إدارة الجودة الشاملة، هي منهجية علم إستراتيجي، تتصف بالديمومة والاستمرار، وهي رحلة طويلة وليست محطة وصول تنقضي بانتهاء مدة زمنية لبرنامج بعينه.


تنويه:
ليس بالضرورة ربط مباني المدارس النموذجية بالجودة، فالتعليم الأكثر كلفة لا يعني تعليم أكثر جودة. فأي تجهيزات أو مواد أو مباني تتوفر في المدرسة و لا يتم اسـتخدامها بكفاءة فهي "هدر"، فالمبنى النموذجي للمدرسة وتجهيزاته جميعها ميزات وليس بالضرورة أن تحقق الجودة. وتتحول "الميزات" في المدرسة إلى "جودة " عندما تلبي هذه الميزات احتياجات وتطلعات المستفيدين. 

الفرق بين إدارة المدرسة بالأسلوب التقليدي وإدارتها في ضوء فلسفة إدارة الجودة:




ويمكن مقارنة الإدارة التقليدية بإدارة الجودة الشاملة في عدد من المجالات على النحو الآتي:



تنويه:
أن أزمة المدرسة التقليدية لا تتمثل في عدم قدرتها على حل المشكلات بل لأنها لا ترى هذه المشكلات أساساً، فقلة اهتمامها بالمستفيدين وتمركزها حول ذاتها يصيبها بالعمى الوظيفي الذي يحجب عنها رؤية منافع التحول نحو الجودة .               

العناصر التي تقوم عليها  إدارة الجودة الشاملة في المدرسة:

تقوم إدارة الجودة الشاملة على ستة أركان (عناصر) رئيسية، هي:

  • القيادة: قيادة إدارية فاعلة قادرة على توجيه هذا النهج الإداري، وتسيير المدخلات التربوية المدرسية للوصول على مخرجات محددة.
  • الهدف: إرضاء العميل(الطالب، ولي الأمر، رجال الأعمال، المجتمع،.. الخ).
  • الإستراتيجية: تحقيق التميز والتفوق على الآخرين.
  • العمليات والأنشطة: العمل الصحيح من دون أخطاء من المرة الأولى، و التحسين المستمر للعمليات بيئة تنظيمية ودية ومتعاونة.
  • النتيجة: الحصول على أفضل جودة، بأقل كلفة وأقصر وقت.
  • التغذية الراجعة: متابعة مستوى رضا العميل وتقييمه من أجل تعديل العمليات وتحسينها باستمرار.

تنويه:
من أهم متطلبات نجاح التحول نحو الجودة أن تقوم المدرسة بنشر فلسفة الجودة وتطبيقاتها ضمن الأنشطة المدرسية الاعتيادية وبشكل تدريجي لأن الجودة ليست برنامج أو قطعة أثاث ندخلها إلى المدرسة بل هي ثقافة تعلم وحياة تنشأ من داخل المدرسة .


إن تحول المدرسة نحو إدارة الجودة الشاملة ضرورة إستراتيجية تفرضها تحديات عصر المعلومات المتسم بالتغير السريع الذي يتطلب من المدرسة تحسين كفاءة وفاعلية عملياتها الإدارية والتعليمية، من أجل أن تكون أكثر قدرة للاستجابة مع هذه المتغيرات وردم الفجوة الأدائية والمعرفية لتحقيق احتياجات وتطلعات المستفيدين من خدمتها ونظامها التعليـمي.

وبلا شك أن تحول المدرسة التقليدية نحو الجودة سيواجه معوقات كثيرة، وهذا أمر طبيعي يواجه أي تحول نوعي وبالخصوص في مجال إصلاح التعليم المدرسي. لكن إذا أردنا لهذا التحول النجاح فعلينا أن نضع هذه المعوقات كجزء من إستراتيجية التحول من خلال تصميم العمليات والأنشطة التي تضمن جودة التحول حتى نوفر الوقت والجهد والمال ونحقق الجودة في مدارسنا بأقل تكلفة وفي الوقت المناسب.  

المراجع التي تم الرجوع إليها:
إبراهيم أحمد. معايير الإدارة التعليمية والمدرسية "ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر جودة التعليم في المدرسة المصرية التحديات- المعايير – الفرص، كلية التربية، جامعة طنطا، الفترة 28-29، أبريل2002. 
إبراهيم عباس الزهيري. الإدارة المدرسية منظومة الجودة الشاملة، ط1، دار الفكر العربي، القاهرة، 2008. 
خالد بن سعد الجضعني. إدارة الجودة الشاملة: تطبيقات تربوية, ط1, الرياض، دار الأصحاب للنشر والتوزيع، 2005.
خالد بن سعد عبد الله الجضعي. نظرية ديمينج في إدارة الجودة الشاملة وتطبيقاتها التربوية: نموذج مقترح، رسالة ماجستير ، قسم إدارة وتخطيط، 1424هـ.
خالد مطهر العدواني، وآخرون. الجودة في التعليم العام، ملتقى الجودة، خلال الفترة 22-26 يناير 2017م.
خالد مطهر العدواني. الجودة الشاملة في التعليم، بحث مقدم لإدارة الجودة والاعتماد، وزارة التربية والتعليم، الجمهورية اليمنية، 2013.
خالد مطهر العدواني. وآخرون. الدليل التثقيفي في الجودة والاعتماد والتطوير المدرسي، إدارة الجودة والاعتماد بمكتب التربية والتعليم بمحافظة المحويت، الجمهورية اليمنية، 2014.
رافدة عمر الحريري. إعداد القيادات الإدارية لمدارس المستقبل في ضوء الجودة الشاملة، ط1، دار الفكر، عمان، الأردن، 2007. 
سماح عبد المطلب إبراهيم، تطوير إدارة المدرسة الثانوية العامة بمصر في ضوء إدارة الجودة الشاملة، رسالة دكتوراه، غير منشورة، كلية التربية، جامعة المنوفية، مصر، 2002.
عبد الرزاق الأشول، وعبد الله علي إسماعيل، مشروع الإطار المرجعي للتطوير المدرسي، المراجعة السنوية المشتركة الثامنة لتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية لتطوير التعليم العام (الملتقى التربوي)، 27-28 مايو 2013م.
عبد الكريم سعيد عبده قاسم الدعيس، أنموذج مقترح لتطوير الإدارة المدرسية في ضوء إدارة الجودة الشاملة، رسالة ماجستير، قسم الإدارة والتخطيط التربوي، كلية التربية، جامعة صنعاء، 2010.
عبدالملك بن محمد عيسى سكتاوي. إدارة الجودة الشاملة وامكانية استخدامها في إدارة مدارس تعليم البنيين بمدينة مكة المكرمة، رسالة دكتوراه ، كلية التربية، جامعة أم القرى، 2003. 
عبده نعمان الشريف، الفجوة بين ثقافة الجودة الشاملة وتحسين أداء النظام التعليمي في الجمهورية اليمنية، مجلة الأندلس للعلوم الاجتماعية والإنسانية، العدد (16)، المجلد (17)، أكتوبر- ديسمبر ، 2017م.
محسن عبد الستار محمود عزب. تطوير الإدارة المدرسية في ضوء معايير الجودة الشاملة، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، 2008. 
محمد عبدالوهاب العزاوي. إدارة الجودة الشاملة، الطبعة العربية، دار اليازوري، عمان، الأردن، 2005.
محمود أسامة جلال، مدى تطبيق إدارة الجودة الشاملة في الإدارة المدرسية بمملكة البحرين، مجلة العلوم التربوية والنفسية، جامعة الكويت، المجلد (3)، العدد (3)، الكويت، 2002.
مريم محمد إبراهيم الشرقاوي. إدارة المدارس الثانوية بالجودة الشاملة "تصور مقترح"، مجلة التربية والتنمية، الجمعية المصرية للتربية المقارنة والإدارة التعليمية، العدد (23)، مصر، 2001.
نبيل الصالحي، تطوير الإدارة المدرسية بمدارس وكالة الغوث بمحافظات غزة في ضوء مفاهيم إدارة الجودة الشاملة، رسالة دكتوراه، القاهرة، جامعة عين شمس، 2003.

الأحد، 5 يوليو 2020

مدخل للجودة في التعليم العام


بقلم أ/ خالد مطهر العدواني

مفهوم الجودة في التعليم هي عملية توثيق للبرامج والاجراءات وتطبيق للأنظمة واللوائح والتوجيهات حيث تهدف الى تحقيق نقلة نوعية في عملية التربية والتعليم. والارتقاء بمستوى الطلاب في جميع الجوانب العقلية والنفسية والروحية والاجتماعية.

والجودة مبدأ اسلامي قبل كل شيء قال تعالى (وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون). 
وفي الوقت الحاضر اصبح نظام الجودة في التعليم سمة العصر الذي نعيشه ويحتضن جميع جوانب العملية التعليمية كالمنهج الدراسي والمعلم والطالب ومصادر التعليم والبيئة المدرسية والمجتمع المدرسي ولذلك يجب تكون اعمالنا كلها جودة خاصة الجانب التربوي  التعليمي الذي يعتبر ركيزة تطورنا وتقدمنا..

وتعرف الجودة في التعليم بانها: الاستخدام الفعال للموارد البشرية والمادية بالمؤسسة التعليمية سواء كانت متعلقة ‏بالمدخلات أو المخرجات التي تلبي احتياجات المجتمع ومتطلباته ورغبات المتعلمين وحاجاتهم في الحاضر والمستقبل.‏ 

وتعرف بأنها: الخصائص والمعايير التي ينبغي أن تتوافر في جميع عناصر العملية التعليمية سواء ما يتعلق منها ‏بالمدخلات أو بالعمليات أو بالمخرجات التي تلبي احتياجات المجتمع ومتطلباته ورغبات المتعلمين وحاجاتهم.‏

كما تعرف بأنها: جملة الجهود المبذولة من قبل العاملين في مجال التعليم لرفع وتحسين جودة المنتج التعليمي، ‏بما يتناسب مع رغبات المستفيد، ومع قدرات وسمات وخصائص وحدة المنتج التعليمي وهو المتعلم.‏ أو نظام شامل متكامل يهدف للتحسين المستمر لجوانب النظام التعليمي التي تشمل المتعلم، والمناهج وعمليات ‏التدريس، والبيئة التعليمية، والمرافق، والتجهيزات، ونواتج التعلم.

مبررات تطبيق الجودة في التعليم العام

شهد التعليم العام توسعا كميا وتزايد عدد الطلبة الملتحقين بالتعليم العام وتزايدت معه اعداد المدارس لذا ظهرت الحاجة الى اعتماد نظم الجودة التي تمثل مكانة بارزة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية بناء على عدد من المبررات منها. 

اولا : مبررات خارجية:
1) ظاهرة العولمة: فالعولمة ليست مجرد ظاهرة اقتصادية تتعلق بكسر الحواجز بين الدول لتبادل السلع والخدمات, بل امتدت العولمة لتصبح عملية معقدة وظاهرة اجتماعية وثقافية...الخ وقد فرضت العولمة تحديات عديدة يجب ان تتصدى لها المؤسسات التعليمية بفاعلية, ونظام الجودة هو الكفيل لتفعيل دور المدرسة لمواكبة هذه العولمة بما يساعد على الانفتاح الواعي  ويقلل من التأثيرات السلبية لها.

2) تقنيات الاتصالات والمعلومات ادى تسارع التطور في تقنيات الاتصالات والمعلومات الى كسر الحواجز بين الامم والثقافات المختلفة . وفي مجال التعليم أدت تقنيات الاتصال إلى ثورة في مجال التعليم والتعلم والبحث, واصبح بمقدور الطالب والمعلم الاطلاع على جديد العلم عبر الانترنت الامر الذي ادى إلى أن تأخذ المؤسسات التعليمية بنظام الجودة لتمكين الطالب والمعلم من الاستخدام الامثل لهذه التقنية وتوظيفها لتطوير قدرة المؤسسة التعليمية. 

3) الانفجار المعرفي , شهد العالم تزايدا في إنتاج المعرفة بل انواعها ولم يقتصر الامر على الانفجار المعرفي بل أصبح للمعرفة دور في احداث التنمية الشاملة والمستمرة وهذا يستدعي الأخذ بنظام الجودة لتطوير قدرات المؤسسة التعليمية من مؤسسة تعليمية ناقلة للمعرفة إلى مؤسسة منتجة للمعرفة.  

4) المنافسة العالمية, ففي ظل العولمة لم تعد اية دولة قادرة على ان تعيش بمعزل عن المنافسة العالمية .وظل هذه التحديات لا يكون لها خيار إلا ان تتطور وتتحسن جودتها , بما يقتضي إن تأخذ مؤسسات التعليم بنظام الجودة والاعتماد.

ثانيا: مبررات داخلية: 
1- تزايد الطلب الاجتماعي على التعليم وهذا التطور في الالتحاق رافقة مستوى متواضع لكفاءة نظام التعليم العام, الامر الذي يستدعي إحداث التحسين النوعي المطلوب لمخرجات التعليم ونظام الجودة سيحقق هذا التحسين.

2- ضعف القدرة المؤسسية والفاعلية الإدارية: يعتبر ضعف القدرة المؤسسية على التخطيط الاستراتيجي والتنفيذ والاشراف الفعال أحد المبررات للأخذ بنظام الاعتماد وضمان الجودة , ,فالحاجة ماسة لتعزيز القدرة المؤسسية للوزارة وفق رؤية مستقبلية قائمة على تشخيص واقع التعليم والإفادة من تجارب الغير إقليميا ودوليا.

3- الفجوة بين مخرجات التعليم العام والالتحاق بالجامعة: والتي تتمثل في ضعف مستوى الخريج من التعليم العام وفرص التحاقه بالتعليم الجامعي بالإضافة إلى نوع التخصص الذي يلتحق به خريج التعليم العام , حيث يقبل خريجو التعليم العام على التخصصات للإنسانية ويعزفون عن التخصصات العلمية والتطبيقية وهذا ناتج عن ضعف مخرجات التعليم العام.

أهمية تطبيق الجودة في التعليم العام:

للجودة أهمية كبيرة في النظام التعليمي وتكمن هذه الاهمية في الاتي: 
  • للتأكد من تحقيق رؤية ورسالة المؤسسة التعليمية.‏
  • للتأكد من الوصول إلى مخرجات التعلم المستهدفة.‏
  • لتعزيز المسؤولية والمساءلة.‏
  • لممارسة وتعزيز التقييم الذاتي.‏
  • للتطوير والتحسين المستمر.‏
  • لتوفير الشفافية والثقة بالمؤسسة التعليمية.‏
  • للحصول على الاعتماد.‏
  • للقدرة على المنافسة محلياً وإقليمياً ودولياً.‏
  • للتغلب على الفساد والتسيب.‏
  • للتركيز على المتعلم.‏
  • للتوظيف الأمثل للإمكانات المادية والبشرية.‏
  • لتوفير قواعد بيانات محدَّثة ودورية.‏
  • لتسديد القرارات التربوية بناءً على معلومات موضوعية.‏
  • للسعي نحو التميز.‏
  • لتعزيز روح الفريق الواحد في المؤسسة التعليمية.‏
  • للمساعدة في التشخيص لأداء المؤسسة بشكل دوري.‏
  • لتنفيذ الإجراءات التصحيحية.‏
  • لتوفير الوقت والجهد.‏
  • لتخفيض التكاليف.‏
  • لتحقيق رضا العملاء.‏
  • لإشراك العاملين في اتخاذ القرار.‏
  • لتحسين نوعية المخرجات.

للتذكير:
نجاح الجودة في التعليم يحتاج إلى مدرسة دائمة التعلم، مدرسة توفر بيئة ملائمة تدعم تنمية قدرات ومدارك طلابها ومعلميـها وجميع العاملين فيها، حتى تنمو أسـاليب التفكير الإبداعي والعمل الجمـاعي والحماس للإنجاز وفق مبدأ " دائماً نحو الأفضل"، وذلك لتحقيق مخرجات عالية الجودة تحقق رضا جميع المستفيدين من منتج التربية والتعليم.

أهداف الجودة في التعليم:
  • خفض التكاليف.
  • انجاز المهام في وقت أقل.
  • زيادة الكفاءة بزيادة التعاون بين  العاملين بالمدرسة وتشجيع العمل الجماعي
  • تقليل المهام عديمة الفائدة ومنها الأعمال المتكررة.
  • زيادة القدرة التنافسية محلياً وإقليمياً ودولياً.
  • زيادة الفاعلية التنظيمية للموارد البشرية العاملة في المؤسسات التعليمية.
  • تحقيق درجة أكبر من الرضا لدى المستفيدين.
  • البقاء والاستمرار والتميز على الآخرين.

 المبادئ التي تقوم عليها الجودة في التعليم: 
  • الرؤية المشتركة .. الجودة كثقافة لجميع مكونات المؤسسة التعليمية.
  • التركيز على العمل الجماعي باشراك جميع العاملين في كل العمليات ووضوح المسئوليات وتحديد الادوار.
  • التحسين المستمر.
  • التركيز على العميل داخل المؤسسة او خارجها.
  • استخدام منهج النظام المتكامل في الادارة .اي التركيز على جميع المكونات في المؤسسة التعليمية.
  • القيادة الملتزمة بالجودة.
  • التركيز على جودة العمليات وتعني السيطرة على عملية الاداء وليس على جودة المنتج لان جودة الاداء تؤدي بالطبيعي الى جودة المنتج.
  • التركيز على الوقاية اي تفادي الخطأ قبل وقوعه 
  • اتخاذ القرار بناء على الحقائق من خلال نظام معلوماتي دقيق .
  • علاقة الكسب المتبادل بين الاطراف .اي كل من له علاقة بالمؤسسة التعليمية يكون بينهم علاقة ثقة.

مجالات الجودة في التعليم العام:
  • مجال القيادة المدرسية .
  • مجال الموارد البشرية .
  • مجال الإرشاد المدرسي القيمي والإعداد للحياة .
  • مجال التعليم والتعلم 
  • مجال البيئة المدرسية .
  • مجال التقييم والتقويم .
  • مجال المشاركة المجتمعية .
  • مجال ضمان الجودة والتحسين المستمر .
  • مجال رياض الاطفال .

مراحل تطبيق الجودة في التعليم العام:
ان الجودة لا تعترف بحدود وقتية محدّدة، لأنها تتخذ من مبدأ الاستمرارية مرتكزاً أساسياً من مرتكزات مبادئها، لذلك فعملية تطبيق الجودة في المدرسة، تمر بعدة مراحل وخطوات على طول مسيرتها الاستراتيجية. ومن تلك المراحل ما يأتي:

اولاً: مرحلة الإعداد: 

وهي المرحلة التي يتم فيها اتخاذ القرار الحاسم في تطبيق الجودة، وتتم في هذه المرحلة العمليات الآتية: 
  • تلقي القيادات التربوية داخل المدرسة مجموعة من البرامج المتخصصة عن مفهوم الجودة، وأهميتها، والمبادئ التي يستند عليها، وتعريفهم بالأسس الفكرية؛ لتميز الأداء الإداري وإدارة الجودة. 
  • تشكيل مجلس للجودة داخل المدرسة برئاسة مدير المدرسة، وعضوية رئيس مجلس الآباء وممثلين عن مجلس الآباء وممثلين من المعلمين، إضافة إلى رئيس المجالس الطلابية. 
  • تعيين مختص للجودة يتولى عملية تسيير وتطبيق نظام الجودة في المدرسة. 
  • اختيار فريق الجودة، الذي يكون مسؤولاً عن ربط الأنشطة التعاونية، وتسهيل عملية فرق العمل، ويترأسه مختص الجودة. 
  • تعريف أفراد المدرسة بتطبيق الجودة (طلاب- وعاملين) وإقناعهم بمفاهيم الجودة. 
  • تدريب أعضاء فريق الجودة؛ على مبادئ ومتطلبات إدارة الجودة. 
  • إقامة ورش عمل لزيادة الوعي بإدارة الجودة: وذلك من خلال الاتصال مع المسؤولين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب وغيرهم، وعمل سلسلة من ورش العمل لهم، بشكل غير رسمي معتمدة على المناقشة؛ وذلك للإجابة عن كل الأسئلة الخاصة بالجودة، والتعريف بأفكارها وفوائدها وخطوات تطبيقها. 

ثانياً: مرحلة التخطيط: 

ويتم في هذه المرحلة ما يأتي: 
  • وضع خطة إستراتيجية شاملة، وتحديد الرؤية المستقبلية للمدرسة، والأهداف التفصيلية، والسياسات الضرورية لتنفيذها، إلى جانب توفير المواد اللازمة للتنفيذ. 
  • وضع الخطط التفصيلية لتنفيذ الجودة، وتحديد الهيكل التنظيمي للمدرسة، والموارد اللازمة لتطبيق النظام. 
  • وضع خطة لتدريب العاملين في المدرسة على كل ما من شئنه الوصول إلى الجودة. 

ثالثاً: مرحلة التنفيذ: 

في هذه المرحلة يتم التنفيذ الفعلي للخطط الموضوعة، حيث تقوم فرق العمل المختلفة بإحداث التغييرات اللازمة، من خلال أداء المهام الموكلة إليها للوصول إلى الأهداف المحددة، وهنا تبدأ عمليات تدريب العاملين في المدرسة على تنفيذ الخطة بدعم من المسؤولين عن الجودة.  

رابعاً: مرحلة التقويم: 
يقوم بهذه العملية فرد من المدرسة (مختص الجودة)، أو خبير بشؤون الجودة يتسم بالموضوعية، ويحدد بدقة كيف تؤثر هذه الثقافة في المدرسة، وما مدى قبولها عند العاملين في المدرسة. 
ويتم في هذه المرحلة أيضاً دعوة المدارس الأخرى التابعة لمكتب التربية لمناقشة التجربة، وتبادل الآراء حولها، ودعوة كبار العملاء؛ للتعرف على انطباعاتهم المبدئية للخدمة المقدمة لهم. 
الأخذ بمبدأ التقويم الذاتي للمدرسة بحيث تكون عملية التقويم لكل مرحلة من مراحل التطبيق، وذلك للاستفادة في ترشيد عمليات الجودة في المرات القادمة.
 
معوقات تطبيق الجودة في التعليم العام:
الجودة ليست مشروع له بداية ونهاية محددتين بل هي عبارة عن رحلة لها بداية وليس لها نهاية محددة لأنها عبارة عن جهود مكثفة للتحسين المستمر. كما أن الجودة لن تتحقق بقرار إداري او بتوجيه من القيادة الادارية العليا لتطبيق الجودة ,بل هي دعم ومساندة مستمرة من قبل الإدارة العليا لجهود  التطبيق .كما انها ليست مسئولية فرد في المؤسسة التربوية او إدارة لوحدها بل هي مسئولية الجميع بدءا بالقيادة الادارية العليا ولن تتحقق الا بتكاثف جهود كافة العاملين في المؤسسة التربوية ولن تتحقق الجودة من خلال اجتهادات فردية لتحسين الجودة بل يتطلب تحقيقها وجود منهج متكامل للتطبيق . كما انها لن تتحقق في ظل التمسك في اسس ومبادئ وقيم الادارة التقليدية, بل لابد من التخلص من مفاهيم واساليب الادارة التقليدية التي تتعارض مع متطلبات تطبيق الجودة.
من الواضح ان لتطبيق الجودة بشكل فعال وتحقيق النتائج التي تم تحقيقها من قبل الاجهزة التي طبقت الجودة متطلبات وشروط يجب الالتزام بها وتوفرها , الا ان هناك بعض المعوقات التي تحد من توفير البيئة الملائمة لتطبيق الجودة .. 

ومن هذه المعوقات:

معوقات متعلقة بالإدارة التعليمية :
1)عدم وجود رؤية واضحة للإدارة التعليمية .
2) عدم المام معظم مدراء مكاتب التربية ومدراء الادارات التعليمية بالمستجدات في علم الادارة وخاصة إدارة الجودة الشاملة .
3) غلبة الطابع الروتيني عند. إنجاز المعاملات الإدارية .
4) إلزام المدارس بالتقيد الحرفي بالنظم والتعليمات وعدم ترك المجال امامها للإبداع والتميز .
5) سوء استغلال الموارد المالية .
6) ضعف متابعة الابنية التعليمية وصيانة المدارس صيانة دورية .
7)قلة التزام الادارة التعليمية بتبني ثقافة الجودة .
8)عدم تفويض المسؤليات وتوزيع المهام على النحو الافضل .

معوقات متعلقة بالتوجية الفني :
  • ضعف الكفاءة الفنية والمهنية للموجهين وخاصة بما يتعلق بإدارة الجودة ومعاييرها.
  • الاشراف التقليدي والغير مسئول عند تنفيذ الزيارات الميدانية للمدارس .
  • عدم المام الموجهين بمفاهيم ومعايير الجودة الشاملة في التعليم. والسعي لتطبيقها في المدارس .
  • الزيارات التقليدية للمدارس وعدم فاعليتها في الارتقاء بالعملية التعليمية داخل المدرسة 

معوقات متعلقة بالبيئة المدرسية:
  • عدم كفاية المرافق التربوية بالمدرسة .
  • ارتفاع الكثافة الطلابية مما يؤثر سلبا على التحصيل الدراسي وجوده التعليم .
  • المباني المدرسية غير مؤهلة للمعايير .
  • عدم توفر معمل حاسب آلي مجهز او قاعة انترنت .
  • بعض المدارس تعمل بنظام الفترتين.
  • عدم توفر ميزانية خاصة للمدرسة .
  • عدم كفاية التجهيزات والوسائل التعليمية والمكتبة المدرسية .
 
معوقات متعلقة بالمنهج المدرسي:
  • كثافة المنهج والاهتمام بالكم على حساب الجودة والنوعية .
  • عدم قدرة المقررات على اكساب المتعلمين مهارة التعلم النشط.
  • قلة التطبيقات العملية والمهارية.
  • ضعف صلة المقررات بواقع الحياة .
  • عدم ملائمة المقررات الدراسية لسوق العمل .
  • لا تنمي المقررات الدراسية مهارات التفكير والابداع لدى الطلاب .

معوقات متعلقة بالإدارة المدرسية:
  • المركزية في اتخاذ القرارات فالجودة تتطلب المرونة.
  • عدم استقرار الادارة وتغيرها الدائم.
  • التركيز على الاهداف القصيرة المدى. 
  • ضعف النظام المعلوماتي للمدرسة.
  • يحتاج تطبيق نظام الجودة الشاملة الى ميزانية كافية.
  • عدم توفر الكوادر المدربة والمؤهلة في مجال ادارة الجودة الشاملة.
  • التركيز على تقييم الاداء وليس على القيادة الواعية التي تساعد على جودة اعلى.
  • عدم اتساق سلوكيات القادة مع اقوالهم.
  • قلة الصلاحيات الممنوحة لمدير المدرسة مقابل المسؤوليات الملقاة على عاتقه.
  • انعدام الاستقرار التنظيمي داخل المدرسة. وعدم العمل باللائحة المدرسية.
  • تسيب العاملين وعدم التزام بعضهم في اداء ادوارهم.

معوقات متعلقة بالمعلم:
  • ضعف مهارات المعلم في الاتصال الفعال مع المتعلمين .
  • ضعف المام المعلم بأدوات التقويم واساليبه.
  • تدني دافعية المعلمين للتدريس .
  • القاء المعلم للدرس بالطريقة التقليدية .
  • بعض المعلمين ليس لديهم وعي بأهمية التنمية المهنية المستدامة .
  • انشغال بعض المعلمين بمهن اخرى.
  • تخاذل بعض المعلمين ومحاربة الجودة.
  • عدم توفر معلمين ذو كفاءة لتغطية جميع المواد الدراسية .
  • مساعدة المتعلمين على الغش في الامتحانات .
  • لا يراعي المعلم في تدريسه معايير الجودة .
  • جهل بعض المعلمين باستخدام التقنيات. والاستراتيجيات الحديثة في التدريس 

معوقات متعلقة بالطالب:
  • تدني دافعية الطلاب للتعليم.
  • فقدان المتعلمين للثقة في انفسهم وفي المنظومة التعليمية وازدياد حالات الاحباط لديهم.
  • زيادة عدد الطلاب داخل القاعة الصفية.
  • ارتفاع معدلات  الرسوب والتسرب.
  • تدني رضا المتعلمين عن واقعهم التربوي والتعليمي.
  • عدم تفعيل دور المجالس الطلابية والانشطة اللاصفية بمعظم المدارس.

معوقات متعلقة بعلاقة المدرسة بالمجتمع:
  • ضعف مشاركة اولياء الامور في مجالس الآباء والامهات .
  • ضعف مشاركة اولياء الامور للبرامج والانشطة المدرسية .
  • ضعف التفاعل والتواصل بين المدرسة والاسرة .
  • شك المجتمع في برامج التطوير التي تتبناها الوزارة والجهات المعنية .
  • ضعف مشاركة القطاع الخاص في برامج المدرسة .
  • ضعف التواصل بين المجتمع المحلي ( الجمعيات الاهلية والمؤسسات الخدمية ) والمدارس .
  • ضعف مساهمة واقبال اولياء الامور والمجتمع المحلي في الانشطة التي تقيمها المدرسة .

تذكير:
لا يمكن الوصول إلى خدمة تتصف بالإبداع والتميز إلا من خلال العمل الجماعي، وتكوين فريق العمل في المدرسة.



المراجع التي تم الرجوع إليها:
إبراهيم أحمد أحمد. تطبيق الجودة والاعتماد في المدارس ، ط1، دار الفكر العربي، القاهرة، 2007. 
أحلام بنت عبدالله محمد حبتر. أسس ومتطلبات الجودة الشاملة في التعليم، مجلة الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية (جستن)، جامعة الملك سعود اللقاء السنوي الرابع عشر، 2007.
حسن البيلاوي، وآخرون. الجودة الشاملة بين مؤشرات التميز ومعايير الاعتماد الأسس والتطبيقات، دار المسيرة، عمان، الأردن، 2006. 
خالد بن سعد الجضعني. إدارة الجودة الشاملة: تطبيقات تربوية, ط1, الرياض، دار الأصحاب للنشر والتوزيع، 2005.
خالد بن سعد عبد الله الجضعي. نظرية ديمينج في إدارة الجودة الشاملة وتطبيقاتها التربوية: نموذج مقترح، رسالة ماجستير ، قسم إدارة وتخطيط، 1424هـ.
خالد مطهر العدوان، وآخرون. الجودة في التعليم العام، ملتقى الجودة، خلال الفترة 22-26 يناير 2017م.
خالد مطهر العدواني (2013). الجودة الشاملة في التعليم، بحث مقدم لإدارة الجودة والاعتماد، وزارة التربية والتعليم، الجمهورية اليمنية.
خالد مطهر العدواني. وآخرون. الدليل التثقيفي في الجودة والاعتماد والتطوير المدرسي، إدارة الجودة والاعتماد بمكتب التربية والتعليم بمحافظة المحويت، الجمهورية اليمنية، 2014.
زياد ثابت, الصعوبات التي تواجه تنفيذ إطار ضمان الجودة في مدارس وكالة الغوث الدولية بغزة وسبل التغلب وسبل التغلب عليها بحث مقدم إلى المؤتمر التربوي الثالث الجودة في التعليم الفلسطيني مدخل للتميز, 30-31 أكتوبر, غزة, الجامعة الإسلامية، 2007م.
سماح عبد المطلب إبراهيم، تطوير إدارة المدرسة الثانوية العامة بمصر في ضوء إدارة الجودة الشاملة، رسالة دكتوراه، غير منشورة، كلية التربية، جامعة المنوفية، مصر، 2002.
عبد الرزاق الأشول، وعبد الله علي إسماعيل، مشروع الإطار المرجعي للتطوير المدرسي، المراجعة السنوية المشتركة الثامنة لتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية لتطوير التعليم العام (الملتقى التربوي)، 27-28 مايو 2013م.
عبد الطيف عبدالله العارفة، وأحمد عبدالله قران. معوقات تطبيق الجودة في التعليم العام، مجلة الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية (جستن)، جامعة الملك سعود، اللقاء السنوي الرابع عشر، 2007.
عبد الكريم سعيد عبده قاسم الدعيس، أنموذج مقترح لتطوير الإدارة المدرسية في ضوء إدارة الجودة الشاملة، رسالة ماجستير، قسم الإدارة والتخطيط التربوي، كلية التربية، جامعة صنعاء، 2010.
عبداللطيف عبدالله العارفه، معوقات تطبيق الجودة في التعليم العام من وجهة نظر المسؤولين والمشرفين التربويين ومديري المدارس في منطقة الباحة التعليمية، دراسة مقدمة للمؤتمر الرابع  عشر (الجودة في التعليم) المنعقد في منطقة القصيم في الفترة من 28-29/4/1428هـ.
عبدالملك بن محمد عيسى سكتاوي. إدارة الجودة الشاملة وامكانية استخدامها في إدارة مدارس تعليم البنيين بمدينة مكة المكرمة، رسالة دكتوراه ، كلية التربية، جامعة أم القرى، 2003. 
عبده نعمان الشريف، الفجوة بين ثقافة الجودة الشاملة وتحسين أداء النظام التعليمي في الجمهورية اليمنية، مجلة الأندلس للعلوم الاجتماعية والإنسانية، العدد (16)، المجلد (17)، أكتوبر- ديسمبر ، 2017م.
فؤاد العاجز، وجميل نشوان, معوقات تطبيق الجودة في مدارس وكالة الغوث الدولية بغزة, بحث مقدم إلى المؤتمر التربوي الثالث الجودة في التعليم الفلسطيني مدخل للتميز,30-31 أكتوبر, غزة, الجامعة الإسلامية، 2007.
محسن عبد الستار محمود عزب. تطوير الإدارة المدرسية في ضوء معايير الجودة الشاملة، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، 2008. 
محسن علي عطية. الجودة الشاملة والجديد في التدريس، ط1، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان، 2009. 
محمد حسين العجمي. الاعتماد وضمان الجودة الشاملة لمدارس التعليم الثانوي، دار الجامعة الجديدة ، الإسكندرية، مصر، 2007. 
محمد عبدالوهاب العزاوي. إدارة الجودة الشاملة، الطبعة العربية، دار اليازوري، عمان، الأردن، 2005.
محمد يوسف أبو ملوح. الجودة الشاملة في التدريس، مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، غزة، 2004.
محمود أسامة جلال، مدى تطبيق إدارة الجودة الشاملة في الإدارة المدرسية بمملكة البحرين، مجلة العلوم التربوية والنفسية، جامعة الكويت، المجلد (3)، العدد (3)، الكويت، 2002.
مريم محمد إبراهيم الشرقاوي. إدارة المدارس الثانوية بالجودة الشاملة "تصور مقترح"، مجلة التربية والتنمية، الجمعية المصرية للتربية المقارنة والإدارة التعليمية، العدد (23)، مصر، 2001.
نبيل الصالحي، تطوير الإدارة المدرسية بمدارس وكالة الغوث بمحافظات غزة في ضوء مفاهيم إدارة الجودة الشاملة، رسالة دكتوراه، القاهرة، جامعة عين شمس، 2003.

الجمعة، 15 مايو 2020

الخرائط المفاهيمية لمظاهر الحضارات العربية القديمة


إعداد أ/ خالد مطهر العدواني

مجموعة من الخرائط المفاهيمية للمظاهر الحضارية لبعض الحضارات العربية القديمة.

هذه الخرائط قد تفيد المعلمين والطلبة في مادة تاريخ الحضارات القديمة.


الخريطة الأولى
 
مفاهيم فلسفية ودينية
 



الخريطة الثانية
 
 مكانة اليمن في الحضارات العربية القديمة
 



الخريطة الثالثة
 
 خريطة مفاهيمية لمظاهر إزدهار حضارة اليمن القديم

 


الخريطة الرابعة 
 
 خريطة مفاهيمية لمظاهر إزدهار حضارة بلاد الرافدين
 


الخريطة الثامنة
 
  خريطة مفاهيمية لمظاهر إزدهار حضارة بلاد الشام
 
 

 
الخريطة التاسعة

خريطة مفاهيمية لمظاهر إزدهار حضارة وادي النيل



أتمنا أن تكون قد نالت استحسانكم، ونرجو مشاركتها مع الأخرين ليستفيدوا منها...

الأربعاء، 13 مايو 2020

تعليم مهارات التفكير من خلال المناهج الدراسية

بقلم أ/ خالد مطهر العدواني

مقدمة:
لا شك أن تنمية التفكير هدف من أهم أهداف التربية العلمية، وأوسعها انتشاراً وتأييداً لدى الأوساط التربوية والتعليمية على المستويين العالمي والمحلي، وتأتي أهمية هذا الهدف من كون عمليات التفكير أساساً ترتكز عليه كافة العلوم الطبيعية والإنسانية التي يدرسها المتعلم خلال تعلمه في المراحل التعليمية المختلفة، كما أن هذه العمليات تضم أكثر القدرات العقلية قابلية للتطبيق إزاء مشكلات الحياة التي تواجه المتعلم في حاضره ومستقبله.

وتهتم المناهج المعاصرة بالعمليات العقلية للمتعلمين، من خلال تقديم المبادئ والمفاهيم الأساسية للمجالات المعرفية، وتحاول – في الوقت نفسه – أن تنمي لديهم الاستراتيجيات المعرفية المختلفة، التي تفيدهم في التعامل مع المشكلات، وعلى هذا يمكن النظر إلى الهدف الأساسي للتربية العلمية المعاصرة على أنه تنمية لنمطين من المفاهيم، وهذين النمطين هما:

المفاهيم الأساسية التي يتركب منها المجال المعرفي.
المفاهيم الخاصة بالعمليات والإجراءات التي يتعلم من خلالها الطالب كيف يتعلم.

ومنذ "الستينات من القرن الماضي تقريبًا، أخذت أصوات المهتمين بالتعليم في عدد من البلدان المتقدمة وبخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ترتفع منادية بضرورة إعادة النظر في التعليم المدرسي وتوجيهه نحو تنمية مهارات التفكير والقدرة على التفكير عند طلبة المدارس، وقد اشتدت هذه الدعوة طيلة العشرين عامًا الماضية وصارت تعرف بحركة تعليم التفكير أو التعليم من أجل التفكير، ووضعت العديد من النماذج التي يسعى بعضها إلى تعليم التفكير بمعزل عن المحتوى، والبعض الآخر يعلم التفكير عن طريق دمجه في المحتوى بحيث لا ينفصل التفكير عن تعليم محتوى المنهج".

ويؤكد الباحثون وخبراء التربية بأن التفكير يجب أن يدُرس، فهو ليس ناتجاً عرضياً من نواتج الخبرة أو ناتجاً فوريا لدراسة أية مادة بالذات، فمهارات التفكير لا يمكن تطويرها ما لم يبذل مجهود مباشر لتدريسها.

تنويه:
يفترض كثير من المدرسين والأهل أن الطلاب يتعلمون مهارات التفكير تلقائياً – دون تدريس – ويطالب أغلب الناس المعلمين تدريس الطلاب ماذا يفكرون، وليس كيف يفكرون به!
وبالتالي غالباً ما يجد الطلاب صعوبة في التفكير بطرق معينة لأنهم ببساطة لا يتعلمون الأسئلة الهامة التي تعالج معلومات تلك الطرق في التفكير.


هل أنت مفكر؟
نشاط: قم بحل النشاط الذي في الصورة


تعقيب على النشاط:
إن أكثر ما يعيق تفكيرنا الحالي هو أننا استسلمنا لمبادئ وتقاليد قديمة، واستمر السير عليها ، مما أفقدنا فرصة الإبداع والخروج عن المألوف، وفي الرسم أعلاه قد يتبادر إلى ذهن الأغلبية ممن لا يعرفون الطريقة لحل السؤال السابق أن الهدف أن نصل المستقيمات بطريقة دقيقة جدًا، وفي الحدود المحددة لهذه النقاط، والواقع أن التفكير يكره القيود، ويؤمن بالحرية، أطلق عنان تفكيرك وابدأ الانطلاق لحل هذا السؤال، كرر المحاولة، بالتأكيد أنك مفكر ، ولذلك قد تجد صعوبة في البداية ، لكن سرعان ما تصل إلى هدفك بعد الممارسة.

إضاءة:
ما من شيء أهم من مساعدة الأطفال لكي يفكروا بأنفسهم بدلاً من أن نفكر عنهم.

حقيقة:
أن جميع الطلبة يمكنهم تعلم كيفية تطوير واستخدام مهارات التفكير، وبالطبع فإن بعض الطلبة سوف يطور هذه المهارات بصورة أسرع وبمستوى أعلى من غيره، إلا أن الطلبة جميعهم على افتراض كونهم أسوياء يمكنهم تعلم كيفية التفكير.

تنويه:
لقد أصبح من وظيفة التربية ومؤسساتها أن تعنى بتعليم الناس كيف يفكرون وأن تحذرهم من مزالق التفكير وتدريبهم على أساليبه السديدة حتى يستطيعوا النجاح في حياتهم وتدعيم حضارتهم وقد يتساءل البعض اوليس الإنسان مفكراً بطبيعته فلماذا نعلمه التفكير؟ والإجابة على ذلك ان تعليم التفكير أصبح علماً وفكراً له أسسه وقواعده ولا بد من تعليم الإنسان كيف يفكر وكيف ينمي مهارات التفكير.

للتأكيد:
إن التغيرات المتسارعة التي تفرضها تقنيات عصر المعلومات والاتصالات، والعولمة، والتجارة الحرة وغيرها من المستجدات، يحتم علينا التعامل مع التربية والتعليم كعملية لا يقيدها زمان أو مكان، وتستمر مع الإنسان كحاجة وضرورة لتسهيل تكيفه مع المستجدات في بيئته.

كما إن التكيف مع المستجدات يستدعي تعليم وتعلم مهارات جديدة واستخدام المعرفة في مواقف جديدة، ومن هنا تكتسب شعارات "علمني كيف أتعلم"، و"علمني كيف أفكر" أهمية خاصة لأنها تحمل مدلولات مستقبلية في غاية الأهمية.

وعلى ذلك نرى أننا بحاجة لتعليم مهارات التفكير من أجل:
  • تمكين الطالب من اكتشاف بدائع خلق الله مما يعمق إيمانه.
  • التفوق الدراسي ورفع مستوى التحصيل.
  • تعليم الطالب كيفية الحصول على المعلومة من مصادر متنوعة.
  • يتعلم الطالب كيفية توظيف المعلومات بدلاً من الاقتصار على حفظها.
  • تمكين الطالب من حل المشكلات مما يسهم في تقدمه وتقدم مجتمعه ووطنه وأمته.
  • الإسهام في تخريج طلاب مفكرين ومنتجين وذوي مهارات تمكنهم من التفاعل مع حاجات سوق العمل وتلبيتها.
  • تمكن الطالب من التكيف الإيجابي مع بيئته.
  • تنمي قدرة الطالب على التعامل مع مواقف الحياة بشكل أفضل. 

إن امتلاك المتعلم لمهارات التفكير يُنمي وعيه الفكري، ويُمكنه من التعامل مع المتناقضات الفكرية والعلمية والأخلاقية في المجتمع، بشكل إيجابي وفعال، دون أن يتأثر بالآراء السلبية التي تُقال أو تثار حولها، ذلك لأنه بامتلاكها يكون قادراً على مزج قدراته التفكير الناقد والإبداعي ليصل لأفضل أداء.

تنويه:
طريقة البحث عن الأفكار تزود أولادنا بالقوة وتجعل منهم مفكرين لامعين بحيث تشحذ فضولهم وقدراتهم على الملاحظة والوعي، فيركزون ويصغون ويفكرون عن أنفسهم ويعبرون عن آرائهم بوضوح، مما يساعدهم على فهم الأمور وحل المشاكل واتخاذ قرارات واعية ذكية.

إضاءة
يحتاج المتعلمين أن يفكروا ليتعلمو وأن يتعلموا ليفكروا، وعلينا نحن المعلمون والآباء أن نقيم تفكيرهم وفضولهم ونثَّمن جهودهم الرامية للفهم.


والسؤال الآن:
هل يمكن تعليم مهارات التفكير؟

لتتعرف على ذلك نفذ النشاط الآتي:
نشاط:
شاهد الصورة الآتية ثم أجب عن الأسئلة التي تليها:


1) ماذا تلاحظ على الصورة؟

2) لو كان المهندس الذي خطط الشارع في الصورة هو نفسه من يخطط شوارع مدينتك؟ كيف ستكون؟

3) ما الشيء الذي من خلاله تستطيع توصيل فكرة للآخرين؟

4) ما الأخطاء الموجودة في الصورة؟

5) ماذا نستنتج من الصورة؟

6) بماذا تفسر الخلل الموجود في الصورة؟


المراجع التي تم الرجوع إليها:
جون لانغريهر(2002).  تعليم مهارات التفكير ،ط1 ،  دار الكتاب الجامعي، العين، الإمارات العربية المتحدة.

رشيد بن النوري البكر(1423هـ ). تنمية التفكير من خلال المنهج المدرسي، ط1، مكتبة الرشد، الرياض.  

صالح أبو جادو وآخرون(2006).  تعليم التفكير بين النظرية والتطبيق،ط1،عمان . 

عمر الشريوفي، فهد الرحيلي، محمد شيخ(1426هـ). حقيبة دليل المعلم لتنمية مهارات التفكير ، الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمدينة المنورة. 

محمود محمد علي (1423هـ) تنمية مهارات التفكير من خلال المناهج التعليمية، ط1، دار المجتمع، جدة. 

وزارة التربية والتعليم "التطوير التربوي"(2004).  دليل المعلم لتنمية مهارات التفكير، المملكة العربية السعودية.




العلاقة بين التفكير ومهارات التفكير



بقلم أ/خالد مطهر العدواني

يمثل التفكير أعقد أشكال السلوك الإنساني، لأنه عملية غير ملموسة وغير مرئية.

فالتفكير " عملية أساسية من عمليات السلوك الذي يتسم بالذكاء فهو يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الأخرى، وبه يتمكن الإنسان من تعديل سلوكه بما يتفق وظروف الحياة الاجتماعية التي يوجد بها ".

 وأكثر ما يعيق تفكيرنا الحالي هو أننا استسلمنا لمبادئ وتقاليد قديمة، واستمر السير عليها ، مما أفقدنا فرصة الإبداع والخروج عن المألوف، وفي الرسم أعلاه قد يتبادر إلى ذهن الأغلبية ممن لا يعرفون الطريقة لحل السؤال السابق أن الهدف أن نصل المستقيمات بطريقة دقيقة جدًا، وفي الحدود المحددة لهذه النقاط، والواقع أن التفكير يكره القيود، ويؤمن بالحرية، أطلق عنان تفكيرك وابدأ الانطلاق لحل هذا السؤال، كرر المحاولة، بالتأكيد أنك مفكر ، ولذلك قد تجد صعوبة في البداية ، لكن سرعان ما تصل إلى هدفك بعد الممارسة.

ماذا نعني إذا بالتفكير؟ وما هو الفرق بين التفكير ومهارات التفكير؟ وما العلاقة بينهما؟


مفهوم التفكير ومهارات التفكير:

لتتعرف على مفهوم التفكير ومهارة التفكير والفرق بينهما بإمكانك تنفيذ النشاط الآتي:
بين يديك نشرة علمية حول مفهومي التفكير ومهاراته، أقرأ النشرة بتمعن ثم حدد المكونات المشتركة بين تعريفات مفهوم التفكير والمكونات المشتركة بين تعريفات مهارات التفكير؟ 

التفكير:
  • سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض إلى مثير ما.
  • المعالجة العقلية للمدخلات الحسية بهدف تشكيل الأفكار .

مهارات التفكير:
  • عمليات محددة نمارسها و نستخدمها عن قصد في تحسين معالجة المعلومات مثل : مهارات حل المشكلات، و فرض الفروض و  مهارات توليد الحلول  وتقييمها .  
  •  تنظيم النشاط العقلي لإظهار نتائجه في الواقع .
والآن ماذا يقد بالتفكير؟ وما نعني بمهارات التفكير؟

 
تنويه:
لقد أكدت أبحاث علم النفس التربوي المعاصر أن التفكير ينمو بالممارسة والتدريب تماماً كما تنمو عضلات الجسم بالتدريب العضلي، فكلما زاد التدريب على التفكير كلما نما وتحسن.


مفهوم التفكير:
تباينت وجهات نظر العلماء والباحثين التربويين حول التعريف العام للتفكير، إذ قدموا تعريفات مختلفة استنادا إلى أسس واتجاهات نظرية متعددة. ومن تلك التعريفات:
  • سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض إلى مثير ما.
  • العملية التي يمارس الذكاء من خلالها نشاطه على الخبرة، أي يتضمن القدرة على استخدام الذكاء الموروث، وإخراجه إلى أرض الواقع. 
  • المعالجة العقلية للمدخلات الحسية بهدف تشكيل الأفكار. 
  • مجموعة من العمليات/ المهارات العقلية التي يستخدمها الفرد عند البحث عن إجابة لسؤال أو حل لمشكلة أو بناء معنى أو التوصل إلى نواتج أصيلة لم تكن معروفة له من قبل وهذه العمليات والمهارات قابلة للتعلم من خلال الممارسات التي يقوم بها المعلم لتنمية التفكير لدى طلابه. 

مفهوم مهارات التفكير:
بما أن التفكير عملية كلية تقوم بمعالجة عقلية للمدخلات الحسية والمعلومات المسترجعة لتكوين الأفكار أو الحكم عليها. فإن مهارات التفكير تعد عمليات محددة نمارسها ونستخدمها عن قصد في  تحسين معالجة المعلومات مثل: مهارات حل المشكلات، وفرض الفروض ومهارات توليد الحلول  وتقييمها.

العلاقة بين التفكير ومهارات التفكير:
  • بما أن التفكير هو سلسلة من النشاطات العقلية فإن مهارات التفكير تعد طرقاً  لتنظيم تلك النشاطات العقلية وتمثيل نتائجها العقلية في الواقع.
  • ويمكن التمييز بين تعليم التفكير، وتعليم مهارات التفكير، حيث تعتبر تعليم التفكير محاولة لتهيئة الفرص، والمواقف، وتنظيم الخبرات، التي تتيح الفرصة للمتعلم للتفكير الفعال، وتوظيف العمليات الذهنية المختلفة.

تنويه:
عندما يفكر عقلك بشيء ما، عليه أن يبحث ضمن الكلمات، والصور، والأفكار، والحقائق، وأشياء أخرى قد خزنتها في ذاكرتك، وهذا يشبه البحث عن ورقة في ملف، وهذا الملف مخبأ في خزانة الملفات، وكلما كانت خزانة الملفات أكثر فوضى واقل تنظيماً، زادت صعوبة إيجاد الملف المطلوب وإخراج الورقة التي تبحث عنها منه، وهذا ما هو قائم فعلاً في دماغك (خزانة الملفات العقلية) الخاصة بك.


خصائص التفكير ومهارات التفكير: 
  • يعد التفكير محورا لكل نشاط عقلي يقوم به الإنسان ويؤثر في طبيعة عمله وسلوكه، فالأفكار تولد الأعمال. 
  • التفكير مهارة يمكن أن تطور وتحتاج إلى جهود عقلية متأنية. 
  • التفكير سلوك هادف.
  • التفكير الفعال هو التفكير الذي يستند إلى  المعلومات الصحيحة الممكن توافرها ، والخبرة التي يجمعها الإنسان. 
  • الكمال في التفكير أمر غير ممكن في الواقع. 
  • التفكير لا ينفصل عن طبيعة الشخصية الإنسانية فهو يتأثر بجملة التصورات والمفاهيم والطرائق التي يحملها الإنسان.

خصائص مهارات التفكير : 
  • قابل للتعلم.
  • قابل للنقل والممارسة.
  • قابلة للتوظيف في مواقف جديدة.
  • تتحسن بالتدريب والممارسة.

أهمية التفكير والحاجة إليه:
أولا: مطلب شرعي:
قال تعالى {وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}الرعد 3.

 وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم قام يصلي فأتاه بلال يؤذنه بالصلاة فرآه يبكي، فقال: يا رسول الله أتبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فقال: يا بلال أفلا أكون عبدا شكورا ،  ولقد أنزل الله علي الليلة آية : {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب...}، ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها.(رواه ابن حبان في صحيحه) .

تنويه:
يدعو القرآن الكريم للنظر العقلي: بمعنى التأمل - والفحص - وتقليب الأمر على وجوهه لفهمه وإدراكه:
  • 129 آيـة تدعو للنظر
  • 148 آيـة تدعو للتبصر
  • 4 آيات تدعو للتدبر
  • 16 آيــة تدعو للتفكر
  • 7 آيات تدعو للاعتبار
  • 20 آيــة تدعو للتفقـه


ثانياً: مطيــة الذكـاء :
الذكاء قدرة تعبر عن نفسها بواسطة مهارات التفكير.     
    
ثالثاً: تعزيز الموهبة والتفوق:
يدعم تعلم مهارات التفكير عناصر الموهبة ومكوناتها من خلال رفع القدرات العقلية للمتعلم، ومن خلال زيادة وتنظيم عمليات الإبداع، ورفع جانب الدافعية التي تعد الأساس في مجال الالتزام.

تنويه:
التفكير مثل: القدرة على تسلق الجبال - رمي القرص - الجري لمسافات طويلة. يحتاج إلى تدريب وممارسة للتطوير ، ولكي تتحول المهارة إلى  عادة عقلية  عند المتعلم.


والأن هل بإمكانك مشاركتنا برأيك حول كيف يمكن تنمية مهارات التفكير من خلال المناهج الدراسية؟

المراجع التي تم الرجوع إليها:
جون لانغريهر(2002).  تعليم مهارات التفكير ،ط1 ،  دار الكتاب الجامعي، العين، الإمارات العربية المتحدة.

رشيد بن النوري البكر(1423هـ ). تنمية التفكير من خلال المنهج المدرسي، ط1، مكتبة الرشد، الرياض.  

صالح أبو جادو وآخرون(2006).  تعليم التفكير بين النظرية والتطبيق،ط1،عمان . 
عمر الشريوفي، فهد الرحيلي، محمد شيخ(1426هـ). حقيبة دليل المعلم لتنمية مهارات التفكير ، الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمدينة المنورة. 

محمود محمد علي (1423هـ) تنمية مهارات التفكير من خلال المناهج التعليمية، ط1، دار المجتمع، جدة. 

وزارة التربية والتعليم "التطوير التربوي"(2004).  دليل المعلم لتنمية مهارات التفكير، المملكة العربية السعودية.

الأحد، 10 مايو 2020

تنمية مهارات التفكير البصري

بقلم أ/ خالد مطهر العدواني

ماذا نعني بالتفكير البصري؟

مفهوم التفكير البصري:
التفكير البصري عملية عقلية تعتمد على حاسة البصر ويتم بمقتضاها تركيز الطاقة العقلية للفرد في عدد قليل ومحدود جداً من المثيرات البصرية للموقف أو المشكلة.

ويعرف التفكير البصري بأنه نمط من انماط التفكير الذي ينشأ نتيجة استثارة العقل بمثيرات بصرية ويترتب على ذلك إدراك علاقة أو أكثر تساعد على حل مشكلة ما أو الاقتراب من الحل.

ويعرف بأنه منظومة من العمليات تترجم قدرة الفرد على قراءة الشكل البصري وتحويل اللغة البصرية الذي يحمله ذلك الشكل إلى لغة لفظية مكتوبة أو منطوقة، واستخلاص المعلومات منه.

نشاط:
كثير من آيات القرآن الكريم تدعو إلى النظر حيث قال تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت) (الغاشية 17-20).
وقوله تعالى (أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون) (الأعراف185).

ما علاقة هذه الآيات بالتفكير البصري؟

تعقيب على النشاط:
إن هذا النظر المتفكر في خلق الله هو الذي يقود إلى الاكتشافات والمعارف الجديدة، فعندما تمر الظاهرة على الإنسان دون التوصل إلى معرفة فهي نظرة عابرة لا معنى لها بينما عند التوصل إلى المعرفة الجديدة فتعد هنا نظرة المتأمل المتفكر. قال تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت) (الغاشية 17-20).
وقوله تعالى (أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون) (الأعراف185) وهذا النظر المصحوب بالتدبر والتفكير هو الذي تتولد من خلاله المعارف والمعلومات والاكتشافات ومعرفة القوانين.

تنويه:
لقد نشأ هذا النوع من التفكير أساساً في مجال الفن وقد أظهرت الدراسات أن هناك علاقة وثيقة بين التفكير البصري والنجاح في مجال الفن فعندما يرسم الفنان لوحة ما فإنه يرسل رسالة ما على لوحته الفنية، وعندما يعجب شخص ما بهذه اللوحة الفنية فإنه قد فكر تفكيراً بصرياً وفهم الرسالة التي تتضمنها اللوحة الفنية التي قام بها الفنان إرسالها من خلال لوحته الفنية حتى أعجب بها.

يجمع التفكير البصري بين أشكال الاتصال البصرية واللفظية في الأفكار، بالإضافة إلى أنه وسيط للاتصال والفهم الأفضل لرؤية الموضوعات المعقدة والتفكير فيها، مما يجعله يتصل بالآخرين، وهو نوع من الاستنتاج القائم على استخدام الصور العقلية التي تحوي المعلومات المكتسبة من الأشياء المرئية.

أي أن الرؤية هي الإدراك البصري للأجسام ثنائية وثلاثية الأبعاد، وارتباط هذه التصورات بالتجارب الماضية للمشاهد، فالاستعمال البصري لأي نوع يمكن ان يزودنا بمعنى ملموس للكلمات ويمكننا من رؤية العلاقات والاتصال والتواصل بين الأفكار.

تنويه:
يعد التفكير البصري إحدى الوسائل المرنة والعملية للمداخل المتنوعة والمتطورة في طريقة التفكير النشط وهو عملية تستند على التفكير الفعال بدرجة كبيرة، وتعتبر طريق سهله لتوسيع إمكانياتنا وقدراتنا على التفكير.

ما الفائدة إذاً من تنمية مهارات التفكير البصري؟

أهمية تنمية مهارات التفكير البصري:
  • يناسب كافة المراحل العمرية من رياض الأطفال وحتى التعليم الجامعي.
  • قد يعكس البنية أو الحصيلة المعرفية لدى الفرد.
  • يعمل على بقاء أثر المعلومات في الذاكرة لفترة أطول.
  • يساعد على إدراك البيئة المحيطة بسهولة ويسر.
  • زيادة القدرة العقلية، وفهم المثيرات البصرية المحيطة بالفرد.
  • جعل الأفكار المجردة منظورة وعيانية.
  • الاحتفاظ طويل المدى بالمعلومات.
  • الفهم القرائي للأشكال.
  • يتذكر الفرد المعلومات على نحو أفضل عندما يتم تمثيلها وتعلمها بصرياً ولفظياً.
  • تقديم بناء للتفكير، الكتابة، المناقشة، التحليل، والتخطيط.

ما هي خصائص التفكير البصري؟

خصائص التفكير البصري:
  • يقدم معلومات منظمة ومرئية عبر الرموز.
  • يعتمد على الاحساسات في التعلم وتكوين رؤية متسعة حول الظاهرة.
  • يبلور الفهم الشخصي.
  • مناسبة لكل الأفراد.
  • تقديم المعرفة.
  • تقدم معلومات متنوعة.

أدوات التفكير البصري:
تعرف الأدوات البصرية بأنها رموز تصويرية تستخدم لتكوين نموذج للمعلومات حول فكرة أو موضوع ما، وهي تحسن من أداء الفرد.

والسؤال الأن:
ماهي الأدوات البصرية التي تسهم في تنمية التفكير البصري؟

الرسومات التخطيطية




الصور التوضيحية والمخططات
 
 

النماذج والمجسمات



الرسوم البيانية



الصور الفوتوغرافية




مستويات قراءة الأشكال البصرية:
هناك مستويات لقراءة الأشكال البصرية، من أهمها:
  • التعرف (العد): يعني التعرف على محتويات الشكل البصري، وعدها، وتسميتها.
  • الوصف: يعني وصف تفاصيل الشكل البصري، وتحديد التفاصيل الرئيسة والفرعية، وإعطاء التفسيرات المناسبة والمقبولة.
  • التحليل: يعني تصنيف عناصر الشكل البصري، لتحديد موقعها في شبكة التفكير البصري المعرفية، واستدعاء الخبرات السابقة المرتبطة بها.
  • الربط والتركيب: يعني ربط عناصر الشكل البصري ببعضه البعض، ثم ربطه بالمعلومات السابقة، ووضع فروض للمعاني التي يمكن استخلاصها من مكونات عناصر الشكل البصري ككل متكامل.
  • استخلاص المعاني وتفسيرها: تعني الوصول إلى المعنى المستخلص من الشكل البصري، أو المفهوم الذي يقدمه الشكل البصري.
  • الإبداع: يعني توظيف المعنى الذي تم التوصل إليه من الشكل البصري في مواقف متعددة.
  • النقد: يعني تحديد جوانب القوة وجوانب الضعف في الشكل البصري، وتقديم مقترحات لتطوير الأشكال البصرية.

ما هي مهارات التفكير البصري؟

مهارات التفكير البصري:

1. مهارة القراءة البصرية:
 وتتمثل في القدرة على تحديد أبعاد وطبيعة الشكل أو الصورة المعروضة، وهي أدنى مهارات التفكير البصري.

2. مهارة التمييز البصري:
وتتمثل في القدرة على التعرف على الشكل البصري المعروض وتمييزه عن الأشكال الأخرى، وأن الشكل البصري يمثل المعلومات التي وضح من أجلها سواء كان هذه الشكل البصري عبارة عن رموز، صور، رسوم بيانية، منظومات، مسائل مرسومة.

3. مهارة إدراك العلاقات المكانية:
وتتمثل في القدرة على رؤية العلاقات في الشكل، وتحديد خصائصه والربط بين أبعاده.

4. مهارة تحليل المعلومات:
وتتمثل في القدرة على التركيز على التفاصيل الدقيقة والاهتمام بالبيانات الجزئية والكلية، بمعنى القدرة على تجزئة الشكل البصري إلى مكوناته الأساسية.

5. مهارة تفسير المعلومات:

وتتمثل في القدرة على تفسير كل جزئية من جزئيات الشكل البصري المعروض حيث أن الشكل البصري يحتوي على رموز وإشارات توضح المعلومات المرسومة وتفسيرها.

6. مهارة استنتاج المعنى:
وتتمثل في القدرة على استخلاص معاني جديدة والتوصل إلى مفاهيم ومبادئ عملية من خلال الأشكال المعروضة مع مراعاة تضمنها للمهارات السابقة.


المراجع التي تم الرجوع إليها:
إبراهيم، عبد الله علي ( ٢٠٠٦ ). فاعلية استخدام شبكات التفكير البصري في العلوم لتنمية مستويات جانييه المعرفية ومهارات التفكير البصري لدى طلاب المرحلة المتوسطة ، مجلة التربية العلمية ، م1،ع10.

جبر، يحيى(2010). أثر توظيف إستراتيجية دورة التعلم فوق المعرفية على تنمية المفاهيم  ومهارات التفكير البصري في العلوم لدى طلبة العاشر الأساسي " رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، الجامعة الإسلامية، غزة.

حماده، فايزة أحمد محمد(2006). استخدام الألعاب التعليمية بالكمبيوتر لتنمية التحصيل والتفكير البصري في الرياضيات لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، المجلة التربوية، العدد(22)، يناير2006، كلية التربية بسوهاج، ص ص 222-271.

الشوبكي، فداء(2010). أثر توظيف المدخل المنظومي في تنمية المفاهيم ومهارات التفكير البصري بالفيزياء لدى طالبات الصف الحادي عشر، رسالة ماجستير، غير منشورة، كلية التربية، الجامعة الإسلامية، غزة.

طافش، إيمان أسعد عيسى(2011).أثر برنامج مقترح في مهارات التواصل الرياضي على تنمية التحصيل العلمي  ومهارات التفكير البصري في الهندسة لدى طالبات الصف الثامن الأساسي بغزة. رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية،جامعة الأزهر بغزة.

عامر، طارق عبد الرؤوف، والمصري، إيهاب عيسى(2016). التفكير البصري مفهومه مهاراته إستراتيجياته، المجموعة العربية للتدريب والنشر، القاهرة، مصر.

عبد المولا، أسامة(2010). فاعلية برنامج قائم على البنائية الاجتماعية باستخدام التعلم الخليط في تدريس الدراسات الاجتماعية على تنمية المفاهيم الجغرافية والتفكير البصري والمهارات الحياتية لدى التلاميذ الصم بالحلقة الإعدادية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة سوهاج.

الكحلوت، آمال عبد القادر أحمد(2012). فاعلية توظيف إستراتيجية البيت الدائري في تنمية المفاهيم ومهارات التفكير البصري بالجغرافيا لدى طالبات الصف الحادي عشر بغزة، رسالة ماجستير، غير منشورة، كلية التربية، الجامعة الإسلامية بغزة.

السبت، 9 مايو 2020

تنمية مهارات التفكير ما وراء المعرفي

بقلم أ/ خالد مطهر العدواني

ماذا نعني بالتفكير ما وراء المعرفي؟

مفهوم التفكير ما وراء المعرفي
التفكير ما وراء المعرفي:  هو وعي الفرد بالعمليات المعرفية التي يقوم بها أثناء التفكير والتحكم فيها وكيفية معالجته للمعلومات للاستفادة منها في مواقف الحياة المختلفة، فهو يهتم بعمليات المعرفة بدلاً عن المعرفة.

التفكير ما وراء المعرفي: هو المعرفة بالأنشطة والعمليات الذهنية وأساليب التعلم والتحكم الذاتي التي تستخدم قبل وأثناء وبعد التعلم للتذكر والفهم والتخطيط والإدارة وحل المشكلات وباقي العمليات المعرفية الأخرى. 

التفكير ما وراء المعرفي: هو تفكير الأفراد في تفكيرهم وقدراتهم على استخدام استراتيجيات معينة على نحو مناسب.

خلاصة القول إن التفكير ما وراء المعرفي: يمثل قدرتنا على صياغة خطة عمل ومراجعتها ومراقبة تقدمنا نحو تنفيذ هذه الخطة، وتحديد أخطاء العمل والقيام على معالجتها والتأمل في تفكيرنا قبل إنجاز العمل وفي اثنائه وبعده، ومن ثم تقييم تفكيرنا من اوله لآخرة.

إن الوعي بالتفكير أو التفكير في التفكير أو توجيه التفكير هو ما يسمى: التفكير ما وراء المعرفي.

فعندما نتحدث عما يتم في عقولنا قبل عمليات التفكير وإثنائها وبعدها، فإننا نكون منخرطين في عمليات التفكير ما وراء المعرفي.

تنويه:
تقوم مهارات التفكير ما وراء المعرفي بمهمة السيطرة على جميع نشاطات التفكير العامة الموجهة لحل المشكلة واستخدام القدرات المعرفية للفرد بشكل فاعل في مواجهة متطلبات مهمة التفكير.

إذن:
ما هو الفرق بين التفكير المعرفي 
والتفكير ما وراء المعرفي؟

الفرق بين التفكير المعرفي والتفكير ما وراء المعرفي:

يختلف التفكير المعرفي عن التفكير ما وراء المعرفي:
التفكير المعرفي يهدف إلى فهم ما يصل إلى الدماغ عن طريق الحواس من مدخلات، ووضع معنى لها.

بينما التفكير ما وراء المعرفي يهدف إلى التحكم في هذا المعنى، وحفظه في الذاكرة.

ويمكن التمييز بين المفهومين من خلال تحديد كيفية استعمال المعلومات، فالتفكير المعرفي يستعمل المعلومات للوصول إلى هدف معين، بينما التفكير ما وراء المعرفي هو الكيفية التي نستخدم بها تلك المعلومات للوصول إلى الهدف.

تنويه:
إن مهارات التفكير ما وراء المعرفة هي مهارات عقلية معقدة تعتبر من أهم مكونات السلوك الذكي في معالجة المعلومات وتنمو مع التقدم في العمر والخبرة.

ما الفائدة من التفكير ما وراء المعرفي؟

أهمية تنمية مهارات التفكير ما وراء المعرفي:
  • تساعد على نقل الخبرات والأنشطة المعرفية من مرحلة الحفظ قصير المدى، إلى الفهم العميق والذاكرة طويلة المدى، وبالتالي القدرة على نقل هذه الخبرات إلى مرحلة التوظيف في حل مشكلات أخرى، ومواقف جديدة.
  • تدريب الفرد على مهارات التفكير ما وراء المعرفي حتى تصبح عمليات آلية يوديها بسهولة وسرعة (عادة عقلية) يسهل من استخدامها أثناء مواجهة المشكلات في مواقف الحياة المختلفة.
  • تنظم مهارات التفكير ما وراء المعرفي عملية الإدراك الداخلي للمعلومات، ويساعد ذلك على إبعاد الفرد عن العشوائية والتشعب إلى جوانب غير مرتبطة بموضوع التفكير، وينمي لديه القدرة على شرح كيفية حله للمشكلات التي يواجهها.
  • تنمي لدى الفرد القدرة على تقييم قدراته، وتحديد نقاط القوة وتنميتها، ونقاط الضعف وتعديلها ومن شأن ذلك أن يرفع من مستوى تحصيله، كما أنها تساعده على تجنب تكوين تصورات بديلة خاطئة لما يكتسبه من مفاهيم وذلك باستمرار مراقبة عمليات الفهم وتقييمها.
  • تسهم في زيادة الثقة في القدرات، كاتخاذ القرارات، إصدار الأحكام، وتقويم الأعمال، وهذه الثقة والاستقلالية في العمل تؤثر تأثير إيجابي على قدرة الفرد في التعامل مع المشكلات.
  • اكتساب الفرد لمهارات التفكير فوق المعرفي يرفع مستوى العمليات المعرفية لديه، وينمي القدرة على التطوير الذاتي الذي يعتبر أحد مهارات القرن الواحد والعشرين، ويشمل ذلك تنمية القدرة على إصدار الأحكام الذاتية على عمله، واتخاذ قرارات التحسين.
  • قدرة الفرد على الحديث الداخلي عن أفكاره ينمي لديه القدرة على الحديث الخارجي، والتعبير عن آرائه وأفكاره بشكل واضح وصحيح.
  • الحديث الداخلي والأسئلة الذاتية التي يطرحها الفرد على نفسه أثناء حل المشكلة، وعملية إصدار الأحكام تساعد الفرد على الإمساك بزمام عمليات التفكير وجعله أكثر مرونة، الأمر الذي يسهل توليد الأفكار والإبداع، وينمي القدرة على التفكير الناقد.

تنويه:
ترتبط مهارات التفكير ما وراء المعرفية بنظريات الذكاء والتعلم، واستراتيجيات حل المشكلة واتخاذ القرار.

ما هي مهارات التفكير ما وراء المعرفي؟

مهارات التفكير ما وراء المعرفي: 
مهارات التفكير ما وراء المعرفي هي مهارات تنفيذية تعتبر عمليات تحكم يتم من خلالها التخطيط والمراقبة والتقويم لما يجري في ذهن الفرد من عمليات تفكير أثناء حل المشكلة، وتتضمن هذه المهارات المعرفة بكل أنواعها من حقائق، مفاهيم، مبادئ، ونظريات.

اتفاق أغلب الباحثين على ثلاث مهارات رئيسية هي التخطيط والمراقبة والتقويم، ويندرج تحت كلاً منها عدد من المهارات الفرعية.

التخطيط:
مهارات التخطيط هي القدرة على إعداد خطة لإنجاز مهمة معينة، بحيث يقوم الفرد بأداء المهمة بشكل منظم وذلك من خلال تحديد الهدف منها، استراتيجية تنفيذها، ترتيب خطواتها، الصعوبات المحتمل مواجهتها، وخطط التغلب عليها، وتتضمن المهارات الفرعية التالية:
  • تحديد الهدف من المهمة.
  • تحديد استراتيجية تنفيذ المهمة.
  • تحديد نقطة البدء في تنفيذ المهمة.
  • تحديد الصعوبات التي قد تظهر أثناء تنفيذ المهمة.
  • تحديد أساليب مواجهة الصعوبات.
المراقبة:
مهارات المراقبة هي عمليات ضبط وإدارة ذاتية لما يجري في ذهن الفرد من عمليات تفكير أثناء تنفيذ المهمة، وتتطلب وعي الفرد وتركيزه على توجيه تفكيره لاتباع خطوات الخطة التي وضعها سابقاً، وتتضمن المهارات الفرعية التالية:
  • التركيز على الهدف أثناء تنفيذ المهمة.
  • الحفاظ على تسلسل الخطوات.
  • اكتشاف الأخطاء والصعوبات التي قد تظهر أثناء تنفيذ المهمة.
  • القدرة على مواجهة الصعوبات.

التقويم:
مهارات التقويم هي عمليات مقارنة ما تم التوصل إليه من نتائج بما كان متوقع من نتائج موضحة في الخطة المُعدة سابقاً، وإصدار الحكم على فاعلية الاستراتيجية المستخدمة، وأساليب مواجهة الصعوبات، وما تم تحديده في الخطة، ثم وضع المعالجة اللازمة لاستخدامها في المستقبل، وتُزامن مهارات التقويم مهاراتي التخطيط والمراقبة، وتتضمن المهارات الفرعية التالية:
  • تقويم النتائج النهائية للتأكد من تحقق الهدف أو الأهداف من المهمة.
  • تقويم فاعلية الاستراتيجية المستخدمة لتحقيق الهدف من المهمة.
  • تقويم فاعلية طرق مواجهة الصعوبات.
  • تقويم فاعلية خطة تنفيذ المهمة.