السبت، 9 مايو 2020

تنمية مهارات التفكير الناقد

بقلم أ/ خالد مطهر العدواني

هل النقد هو نفسه التفكير الناقد؟

مفهوم التفكير الناقد:
تعددت تعريفات التفكير الناقد، ومنها:
التفكير الناقد: تقرير حقيقة المعرفة ودقتها وقيمتها والحكم على الأخبار المستندة إلى مصادر مقبولة، وفحص المواد في ضوء الدليل ومقارنة الحوادث والأخبار ثم الاستنتاج.

التفكير الناقد: الحكم الحذر والمتأني لما ينبغي علينا قبوله أو رفضه أو تأجيل البت فيه حول مطلب ما، أو قضية معينة، مع توفر درجة من الثقة لما نقبله أو نرفضه.

التفكير الناقد: عملية ذهنية يتطور فيها المتعلم من خلال عمليات التفاعل التي يشترك فيها مع المواد، والخبرات، والمواقف، والأحداث البيئية، والوصول إلى استنتاجات، وافتراضات، ومعان وتوقعات جديدة.

التفكير الناقد: فحص أو تبين الأفكار والمقترحات في ضوء الشواهد التي تؤيدها والحقائق المتصلة بها بدلا من القفز إلى النتائج . 

من التعريفات السابقة للتفكير الناقد نلاحظ أنه: (أسلوب يعتمد على التحليل والفرز والاختبار لما لدى الفرد من معلومات بهدف التمييز بين الأفكار الصحيحة والخاطئة، وإصدار حكم بناءً على عملية قياس منطقي، كما يتم فيه التوصل إلى قرار مدروس وجيد من الفرد لقبول أو رفض أو الوقوف بحيادية تجاه أمر ما – فهو يرتبط بالمنطق، والعقل، والأمانة، والانفتاح الفكري مقابل الانفعال العاطفي والكسل العقلي والانغلاق الفكري)، لذا فهو يحتاج إلى:
  • الحاجة إلى الأدلة والشواهد التي تدعم الفكرة قبل الحكم على صدقها. 
  • تحديد الأساليب المنطقية التي تساعد في تحديد موثوقية الأدلة والشواهد. 
  • مهارة توظيف الأساليب والأدلة والشواهد السابقة واستخدامها في تقويم الفكرة استخداماً منطقياً. 

تذكير:
التفكير الناقد عادة ما يكون له أكثر من إجابة صحيحة، وهذه هي طبيعة مستويات التفكير المتقدمة، فقد تملك أنت أو غيرك عدة إجابات صحيحة.

لماذا ننمي مهارات التفكير الناقد؟

أهمية تنمية مهارات التفكير الناقد:
  • التزويد بأدوات التفكير التي يحتاجها من أجل التعامل مع تحديات عصر المعلومات.
  • يعتبر ضرورة لحماية الأفراد من التأثيرات الضارة المنتشرة في المجتمع.
  • تكوين العقلية الناقدة التي تستطيع أن تحقق توازناً بين المعاصرة والعولمة والهوية القومية والثقافية.
  • يساعد في مواجهة حملات الغزو الثقافي، والحفاظ على الهوية الثقافية.
  • يساعد في التعامل مع المشكلات الاجتماعية في المجتمع بصورة تساعد على إيجاد حلول مناسبة لهذه المشكلات.
  • تكسب الفرد المرونة والموضوعية والعقلانية في مقابلة القضايا التي تواجهه.
  • يطور قدرات الفرد على حل المشكلات والتفكير في كافة مجالات المعرفة.
  • ينمي لدى الفرد مهارات الاتصال والتثقيف العلمي.
  • تعد مهارات التفكير الناقد من بين المهارات الضرورية لمواجهة التحديات في الألفية الجديدة.
  • يفيد التفكير الناقد في نقل الفرد من اكتساب المعرفة إلى استخدام المعرفة، وبالتالي الدخول إلى مجتمع إنتاجية المعرفة.
  • يفيد التفكير الناقد في العمل على مواجهة العنف والإرهاب بمستوياته الفكرية، والعقدية، والثقافية من خلال نمو استقلالية الرأي.

ماهي خصائص المفكر الناقد؟

خصائص المفكر الناقد:

  • ملاحظ جيد
  • المرونة العالية
  • القدرة على الاكتشاف
  • تجنب الأخطاء الشائعة
  • لديه القدرة على التنظيم
  • القدرة على اتخاذ القرار
  • قادر على النقد الموضوعي
  • القدرة على وضع افتراضات منطقية
  • القدرة على ربط المتغيرات
  • القدرة على تقبل أراء الآخرين
  • مهارة عالية على الحوار والاستدلال


ما هي مهارات التفكير الناقد؟

مهارات التفكير الناقد:
  • مهارة التسلسل المنطقي.
  • مهارة تحري  ازدواج المعايير.
  • مهارة قوة الدليل.
  • مهارة اكتشاف العلاقات والتشبيهات الخاطئة.


سنتناول كل مهارة بشيء مع من التفصيل مع ضرب الأمثلة حول كل مهارة.


مهارة التسلسل المنطقي:

تعريف مهارة التسلسل المنطقي:
وتعني تحليل الموقف إلى مقدمات ونتائج ثم تحري التسلسل المنطقي بينهما. 

أهمية مهارة التسلسل المنطقي:
  •  وتهدف المهارة إلى تسهيل الوصول إلى تحليل منطقي للنتائج بناء على مقدماتها أو افتراضاتها ثم الحكم على النتيجة .
  • تنمية مهارة التحليل والربط المنطقي . 
  • معرفة الخلل في عملية التقويم أو الحكم على الأمور . 

مثال تطبيقي:
ناقش منطقية العبارة التالية ؟ 
نظرا لأهمية دور المعلم في تطوير قدرات الطالب وتحقيق أهداف التعليم عليه ينبغي على المؤسسات التربوية الاهتمام المستمر بالتدريب والتطوير لقدرات  المعلمين. 

وقد تمت مناقشة العبارة السابقة من خلال طرح الأسئلة التالية: 
  • حدد المقدمات والنتائج المتضمنة في الفكرة.
  • صوب المقدمات والنتائج .
  • اكتشف التسلسل المنطقي بين المقدمة والنتيجة. أي هل تؤدي المقدمة إلى النتيجة بالضرورة ؟ 

وستكون كالآتي:
المقدمة: أهمية دور المعلم في تطوير قدرات الطالب وتحقيق أهداف التعليم.
النتيجة: ينبغي أن تهتم المؤسسات التربوية بتدريب وتطوير المعلم.
التحرير (التصويب):
المقدمة: مقدمة سليمة.
النتيجة: نتيجة سليمة.
التسلسل بين المقدمة والنتيجة: النتيجة  تتبع بالضرورة المقدمة، أي يوجد تسلسل منطقي بينهما. فهي مقدمة سليمة أدت إلى نتيجة سليمة.
منطقية الفكرة: منطقية، أم غير منطقية.   (منطقية)

مهارة تحري ازدواج المعايير:

تعريف مهارة تحري ازدواج المعايير: 
هي مهارة اكتشاف التناقض في الموقف من خلال تحديد تناقض المعايير المطبقة في الحكم. 

أهمية مهارة تحري ازدواج المعايير: 
  • تنمية القدرة على تحديد معايير الحكم على الأشياء. 
  • تعزيز الثبات (عكس التناقض) في التفكير والحكم. 

مثال تطبيقي: 
حدد في المثال التالي معيار الحكم مع توضيح مدى ثباته . 
يعترف التربويون الغربيون أن المناهج المتميزة هي التي تبنى على معتقدات وعادات المجتمع، ولكن يعدون الدول التي تبني مناهجها على معتقداتها وعاداتها دولاً نامية متأخرة.
ملاحظة:
الثبات يعني تطبيق المعيار في موقفين متشابهين بحكم واحد. 
التناقض يعني تطبيق المعيار في موقفين متشابهين بحكمين مختلفين. 
الحل:
المعيار: إعداد المناهج بناء على عادات ومعتقدات الدول .
مدى الثبات: ثابت، أم متناقض: (متناقض)
المبررات: عند تطبيق المعيار في البيئة الغربية اعتبر تميزاً، وعند تطبيقه في الدول النامية اعتبر تأخراً.


مهارة قوة الدليل:

تعريف مهارة قوة الدليل:  
تعني قوة الاستدلال أو التوظيف السليم للدليل في موطن الاستدلال. أي أن الاستدلال بالدليل يجب أن لا يحتمل إلا وجهاً واحداً . وإذا دخل الاحتمال إلى الدليل سقط به الاستدلال. 

أهمية مهارة قوة الدليل: 
  • تنمية القدرة على الاستدلال السليم . 
  • اكتشاف مواطن القوة والضعف في الدليل.

خطوات مهارة قوة الدليل:
1-ما مواطن الخلاف بين الأفكار؟
2- هل يوجد دلالات أخرى محتملة للدليل؟
3-من خلال ورود الاحتمالات على الدليل هل الاستدلال صحيح أم لا؟ 
4-ما النتيجة المبررة لصحة أو عدم صحة الاستدلال؟  


مهارة اكتشاف العلاقات والتشبيهات الخاطئة: 

مفهوم مهارة اكتشاف العلاقات والتشبيهات الخاطئة:  
هي طريقة لتسهيل اكتشاف العلاقات بين المتشابهات والحكم على صحة العلاقة. 

 أهمية مهارة اكتشاف العلاقات والتشبيهات الخاطئة: 
  • كثرة طرح الأمثلة التشبيهية في واقع الناس يحتم وجود مهارة لتسهيل عملية تحديد العلاقة التشبيهية والحكم عليها.
  • تنمية القدرة على تحديد العلاقة التشبيهية. 
  • تنمية القدرة على الحكم على العلاقة التشبيهية.

خطوات مهارة اكتشاف العلاقات والتشبيهات الخاطئة: 
  • تحديد العلاقة التشبيهية بين المتشابهين. 
  • الحكم على منطقية العلاقة. 

المراجع التي تم الرجوع إليها:
أسوان حيدرة منصور حيدرة (2007م).  أثر استخدام العروض العملية على التحصيل وتنمية التفكير الناقد لطالبات الصف الثاني الثانوي في مادة الأحياء (محافظة عدن) ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة عدن.

جون لانغريهر(2002).  تعليم مهارات التفكير ،ط1 ،  دار الكتاب الجامعي، العين، الإمارات العربية المتحدة.

رشيد بن النوري البكر(1423هـ ). تنمية التفكير من خلال المنهج المدرسي، ط1، مكتبة الرشد، الرياض.  

صالح أبو جادو وآخرون(2006).  تعليم التفكير بين النظرية والتطبيق،ط1،عمان .
 
عائض ضيف الله الثبيتي (2006م). تنمية مهارات التفكير الناقد لدى طلاب المرحلة المتوسطة من خلال تدريس مقرر التاريخ وفق نموذج التعلم البنائي ، مجلة كلية التربية ، جامعة المنصورة ، العدد (61) ، الجزء الثاني. 

عمر الشريوفي، فهد الرحيلي، محمد شيخ(1426هـ). حقيبة دليل المعلم لتنمية مهارات التفكير ، الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمدينة المنورة. 

محمود محمد علي (1423هـ) تنمية مهارات التفكير من خلال المناهج التعليمية، ط1، دار المجتمع، جدة. 

وزارة التربية والتعليم "التطوير التربوي"(2004).  دليل المعلم لتنمية مهارات التفكير، المملكة العربية السعودية.

تنمية مهارات التفكير الإبداعي

بقلم أ/ خالد مطهر العدواني
        
تمهيد:

التفكير الإبداعي أحد أهم أنواع التفكير التي من شأنها تطوير التفكير وتنميته حيث يعتمد وبصورة مباشرة على إطلاق العنان للفكر والذهن ليرقى في عالم الخيال ويصطاد منه عالم الأفكار ليرسم من عالمها عوالم على الحقيقة ويستلهم من أفكارها أفكاراً يصنع بها الواقع. 

والتفكير الإبداعي من أفضل الوسائل المعينة على النجاح في الحياة بإذن الله حينما يتحقق في الأشخاص الاستفادة من مهارات التفكير الإبداعي وأساليبه وأسسه.

إن امتلاك ملكة التفكير الإبداعي بعد التعرف عليه والتدرب على مهاراته تكون مع الاستمرار والإصرار على استخدام هذه المهارات في الحياة اليومية في العمل وخارجه.

تنويه:
قد يظن البعض أن الإبداع ينحصر في المعدات أو المواد أو السلع وطرق تسويقها فقط أو يقتصر على مجال العلوم الطبيعية والهندسية ولكن الحقيقة أن الإبداع يمتد إلى جميع حقول المعرفة والأنشطة الإنسانية.

فلسفة العملية الإبداعية:

يستدعي التفكير الإبداعي مزج مجموعة من المكونات (مثل: السمات الشخصية المناسبة للإبداع، التفكير التباعدي، التفكير الناقد ، عناصر الإبداع، الحصول على منتج إبداعي)  في نمط معين مناسب لتحقيق عملية التفكير الإبداعي، وهذا يعني أن التفكير الإبداعي ليس مجرد مهارات أو أدوات تعمل بصورة فردية بل هو نتيجة لتركيب مجموعة من الأدوات لتعمل بصورة جماعية مبرمجة، فالإبداع هو: عملية مزج عناصر في قالب جديد يحقق فائدة معينة. 

الإبداع هو: "النظر إلى المألوف بطريقة أو زاوية غير مألوفة، ثم تطوير هذا النظر ليتحول إلى فكرة ثم إلى تصميم ثم إلى إبداع قابل للتطبيق أو الاستعمال".

وعلى أية حال فإن "الإبداع" نقيض للتقليد والمحاكاة والمسايرة، والعمل الإبداعي يعني في حقيقته، ابتكار شيء جديد عن الموضوع الذي يُبدع فيه، فهو شيء مختلف عما اعتاد عليه الذهن أو التفكير السائد ..." إنه يتميز بالتعامل مع الأشياء والمواقف بمنظور جديد غير مألوف، ويمتاز بالقدرة على الإتيان بحلول متميزة للمشكلات.

فما هي المعالم الرئيسة للإبداع؟

المعالم الرئيسة للإبداع:
  • للإبداع أربعة جوانب وهي: الشخص المبدع -الإنتاج الإبداعي -العملية الإبداعية -البيئة الإبداعية. 
  • التفكير الإبداعي يعتمد الأسلوب العلمي في البحث من الشعور والإحساس بالمشكلة والقدرة على الملاحظة وجمع المعلومات ووضع الفروض واختبارها والتحقق من صحة النتائج حتى الوصول إلى التعميم.
  • التفكير الإبداعي يعني اكتشاف أو إنتاج شيء جديد، لذلك فإن التفكير الإبداعي يتضمن الأصالة والجدة، ويعني أن الشيء المكتشف يكون جديداً وحديثاً سواء أكان فكرة أم اختراعاً.
  • يتصف التفكير الإبداعي بالفائدة وقبول المجتمع للإنتاج الإبداعي.
  • تفاعل الفرد مع البيئة، فالبيئة الإيجابية تهيئ الظروف المناسبة للشخص كي ينتج ويظهر إبداعه وبالتالي تفجر الطاقة الكامنة لديه بما يفيد المجتمع، بينما قد يكون تأثير البيئة سلبياً على الفرد فتحد من إظهار قدراته وتثبطه مما قد ينعكس على الفرد المبدع بشكل سلبي فتدفعه البيئة المحبطة إلى الانهيار والابتعاد عن المجتمع. 
  • لذا يقوم الإبداع على مجموعة من المحركات التي تجعل الشخص مبدعاً.

فما هي محركات الإبداع؟

محركات الإبداع:

1) الحاجة.   
2)  تحقيق الذات.     
3) ترك الأثر.     
4) اتخاذ القرار.   
5) حل المشكلات.      
6) تحقيق الهدف.     
7) التفوق على الأخرين.  
8) الحب (إسعاد الأخرين).   
9) ترك الأثر.

تعريف التفكير الإبداعي:

التفكير الإبداعي: هو العملية الذهنية التي نستخدمها للوصول إلى الأفكار والرؤى الجديدة، أو التي تؤدي إلى الدمج والتأليف بين الأفكار أو الأشياء التي يعتبر سابقاً أنها غير مترابطة.

التفكير الإبداعي: هو نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل إلى نواتج أصيلة لم تكن معروفة سابقاً. ويتميز التفكير الإبداعي بالشمولية والتعقيد ؛ لأنه ينطوي على عناصر معرفية وانفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل حالة ذهنية فريدة . ويستخدم الباحثون تعبيرات متنوعة تقابل مفهوم ( التفكير الإبداعي) وتلخصه من الناحية الإجرائية مثل (التفكير المنتج) و(التفكير المتباعد ) و (التفكير الجانبي).

التفكير الإبداعي: هو عملية ونشاط ذهني يحدث طوال حياة الإنسان، كما يُعد من أرقى أنماط التفكير، ويتطلب قدرات ذهنية عالية الكفاءة والفعالية خاصة في إيجاد الحلول والأفكار غير العادية.

خلاصة التعريفات:
إن أهم ما يمكن أن نستنتجه من التعريفات  أنه طريقة في التفكير تجمع بين أساليب ومهارات عديدة  يحصل من اجتماعها التفكير الإبداعي، فهو نوع من التفكير يوضع في نمط معين بحيث يؤدي إلى نتائج إبداعية. 

تنويه:
كل طفل يولد مبدعاً والوالدين يقضون على الإبداع، وتكمل المدرسة ذلك، وتتلذذ الجامعة بالقضاء على البقية.

الافتراضات الأساسية للتفكير الإبداعي:
1. الإبداع مهارة يمكن لكل فرد لديه الاستعداد أن يتعلمها من خلال مادة تعليمية أو تدريبية (موقف، نص، درس...).

2. الإبداع ليس حكراً على الطلبة المتفوقين، أو الأشخاص ذوي الذكاء العالي، كما أنها تعتمد على أهداف الفرد وعملياته الذهنية وخبراته، وخصائصه الشخصية.

3. الإبداع يعني التحرر من الخوف والمنع لذلك فإن إيجاد الفرد المبدع يعتمد على الوسط البيئي المناسب والمعلم الجيد.

4. الفكرة المبدعة فكرة ضعيفة هشة، لا تصمد للنقد في بدايتها، وإذا أصدرت عليها حكماً سريعاً فإنك ستقتلها.

5. الفرد المبدع يفترض أن الآخرين مبدعون.

إضاءة:
إن تربية العقول المفكرة وتنمية قدرات الموهوبين والمبدعين أصبحت مطلباً من مطالب الحياة العصرية، فالموهوبون والمبدعون ركائز ضرورية للمجتمع المتقدم، لأنهم ينتجون المعرفة الإنسانية ويطوعونها للتطبيق.


فما هي مهارات التفكير الإبداعي؟

مهارات التفكير الإبداعي:

توجد أربع مهارات أساسية للتفكير الإبداعي هي:
  • مهارة الطلاقة.
  • مهارة المرونة.
  • مهارة الأصالة.
  • مهارة التوسع.


سنتناول كل مهارة بشيء مع من التفصيل مع ضرب بعض الأمثلة لكل مهارة.

مهارة الطلاقة:
الطلاقة: هي القدرة على توليد عدد كبير من البدائل أو المترادفات أو الأفكار أو المشكلات عند الاستجابة لمثير معين، والسرعة والسهولة في توليدها.

وتتميز الأفكار المبدعة بملاءمتها لمقتضيات البيئة الواقعية، وبالتالي يجب أن تُستبعد الأفكار العشوائية الصادرة عن عدم معرفة أو جهل كالخرافات.

وعليه كلما كان المتعلم قادراً على إنتاج عدد أكبر من الأفكار أو الإجابات في وحدة الزمن، توفرت فيه الطلاقة أكثر.

تنويه:
تتضمن الطلاقة الجانب الكمي في الإبداع، ويُقصد بالطلاقة تعدد الأفكار التي يمكن أن يأتي بها المتعلم المبدع.

والطلاقة على ثلاثة أنواع:
  • الطلاقة اللفظية (طلاقة الكلمات).
  • الطلاقة الفكرية (طلاقة المعاني).
  • طلاقة الأشكال.

أ) الطلاقة اللفظية (طلاقة الكلمات):
وتعني القدرة على إنتاج الكلمات والوحدات التعبيرية المنطوقة واستحضارها بصورة تناسب الموقف التعليمي التعلمي. 

مثال:
  • هات أكبر عدد ممكن من الكلمات المؤلفة من أربعة حروف وتبدأ بالحرف واو .
  • (وادي، وردي، واهم، وحشي، وفاء، واجب، وطني، وهلة، وردة، وقفة، ورطة، .).
  • أكتب أكبر عدد ممكن من الكلمات التي تبدأ بحرف (ص)، وتنتهي بحرف (ع).
  • (صنائع، صناع، صدع، صداع، صفع، صافع، صقيع، صلع، صوامع، صنع، صانع، ...).
  • أكتب أكبر عدد ممكن من الكلمات التي تضم الأحرف الثلاثة: (ك، أ، ن).
  • كون من الحروف التالية (ع، ن، ي، م، أ) أكبر عدد ممكن من الكلمات، ليس من الضروري أن تحتوي الكلمة على جميع الأحرف.
  • اختر أربعة أحرف من الحروف الهجائية وكون منها أكبر عدد ممكن من الكلمات.
  • تخيل مكتب مدير المدرسة، وأذكر أكبر عدد ممكن من الأشياء الممكن توافرها فيه.
  • أذكر أكبر عدد ممكن من الأشياء الواجب توافرها في مزرعة نبات.

ب) الطلاقة الفكرية (طلاقة المعاني):
وتعني القدرة على التوصل إلى أعداد كبيرة من الأفكار في وقت محدد وشروط معينة، وذلك بصرف النظر عن نوع هذه الأفكار أو مستوياتها أو جوانب الجدة فيها.

مثال:
- هات أكبر عدد من العناوين (للدرس، للصورة، للقصة،...الخ).
- أذكر أكبر عدد من الاستخدامات لزجاجة عصير.
- هات أكبر عدد من النتائج المترتبة على تناول السكريات.

ج) طلاقة الأشكال:
وتعني القدرة على تغيير الأشكال بإضافات بسيطة، كما تعني القدرة على الرسم السريع لعدد من الأشكال أو الأشياء في الاستجابة لمثير وضعي أو بصري.

مثال:
1. كون أقصى ما تستطيع من الأشكال الجديدة ذات المعنى 
التي يمكن أن تخرج بها من خلال الشكل الآتي: (أي شكل)
2. كوّن أقصى ما تستطيع من الأشكال أو الأشياء باستخدام الدوائر المغلقة.

تُقاس الطلاقة بأساليب مختلفة منها على سبيل المثال:
  • سرعة التفكير بإعطاء كلمات في نسق محدد، كأن تبدأ أو تنتهي بحرف أو مقطع معين (هراء، جراء..) أو التصنيف السريع للكلمات في فئات خاصة. (كرة، ملعب، حكم ..).
  • تصنيف الأفكار وفق متطلبات معينة، كالقدرة على ذكر أكبر عدد ممكن من أسماء الحيوانات الصحراوية أو المائية، أو أكبر قدر من الاستعمالات للجريدة، أو الحجر، أو العلب الفارغة .. الخ.
  • القدرة على إعطاء كلمات ترتبط بكلمة معينة، كأن يذكر المتعلم أكبر عدد ممكن من التداعيات لكلمة نار، أو سمكة، أو سيف، أو مدرسة .. الخ.
  • القدرة على وضع الكلمات في أكبر قدر ممكن من الجمل والعبارات ذات المعنى.

مهارة المرونة:
المرونة: القدرة على توليد أفكار متنوعة ليست من نوع الأفكار المتوقعة عادة، وتوجيه أو تحويل مسار التفكير مع تغير المثير أو متطلبات الموقف.

وتتضمن المرونة الجانب النوعي في الإبداع، ويُقصد بالمرونة تنوع الأفكار التي يأتي بها المتعلم المبدع، وبالتالي تشير المرونة إلى درجة السهولة التي يغير بها المتعلم موقفاً ما أو وجهة نظر عقلية معينة. 

أي أنها القدرة على تغيير الحالة الذهنية بتغيير الموقف، فهي عكس الجمود الذهني، وتمثل الجانب النوعي للإبداع.

فالمتعلم على سبيل المثال، الذي يقف عند فكرة معينة أو يتصلب فيها، يُعتبر أقل قدرة على الإبداع من متعلم مرن التفكير قادر على التغيير حين يكون ذلك ضرورياً.

والمرونة على نوعان:
المرونة التلقائية.
المرونة التكيفية.

أ) المرونة التلقائية:
وتعني قدرة الفرد على إنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار أو الاتجاهات أو الاقتراحات التي ترتبط بمشكلة أو موقف.

مثال:
تعطلت الحافلة التي تنقلكم للمدرسة في منتصف الطريق، ما هي الخيارات المتنوعة التي يمكن أن تفعلها لتصل للمدرسة في أسرع وقت.

ب) المرونة التكيّفية:
وتعني القدرة على تكيف الفرد مع أوضاع المشكلة ومع الصور التي تأخذها أو تظهر بها المشكلة، وكلما ازدادت لدى الفرد القدرة على تغيير استجاباته لكي يتلاءم مع المواقف الجديدة تطورت لديه المرونة التكيفية الإبداعية.

مثال:
فكر في طرق متنوعة يفعلها رجل ذهب للمحيط المتجمد الشمالي حتى يستطيع أن يعيش بدون أن يؤثر عليه الطقس الجليدي.

مهارة الأصالة:

الأصالة: هي التجديد أو الانفراد بالأفكار. 

وتعني القدرة على الإتيان بفكرة جديدة، أو التوصل إلى منتج غير مسبوق، سواء كان المنتج مادة مكتوبة أو مجسمة أو مرئية، وتتميز الاستجابات الأصيلة في أحيان كثيرة بالطرافة والغرابة وبعد المدى في التفكير.

كأن يأتي المتعلم بأفكار جديدة متجددة بالنسبة لأفكار زملائه. وعليه تشير الأصالة إلى قدرة المتعلم على إنتاج أفكار أصيلة، أي قليلة التكرار بالمفهوم الإحصائي داخل المجموعة التي ينتمي إليها المتعلم. أي كلما قلت درجة شيوع الفكرة زادت درجة أصالتها. ولذلك يوصف المتعلم المبدع بأنه الذي يستطيع أن يبتعد عن المألوف أو الشائع من الأفكار.

مثال:
- فكر بطرق غير مسبوقة لجذب الجمهور لحفلكم المدرسي.
- أصنع أفكاراً جديدة باستخدام ورق الجرائد.

 تختلف الأصالة عن مهارتي الطلاقة والمرونة فيما يلي:
  • الأصالة لا تشير إلى كمية الأفكار الإبداعية التي يعطيها الفرد، بل تعتمد على قيمة ونوعية وجدة تلك الأفكار، وهذا ما يميز الأصالة عن الطلاقة.
  • الأصالة لا تشير إلى نفور المتعلم من تكرار تصوراته أو أفكاره هو شخصياً كما في المرونة، بل تشير إلى النفور من تكرار ما يفعله الآخرون، وهذا ما يميزها عن المرونة. 
  • وعليه يمكن قياس الأصالة عن طريق:
  • كمية الاستجابات غير المألوفة والتي تُعتبر أفكاراً مقبولة لمشاكل محددة مثيرة.
  • اختيار عناوين لبعض القصص القصيرة المركزة في موقف مكثف قد يكون درامياً أو فكاهياً. ويُطلب من المتعلم أن يذكر لها عناوين طريفة أو غريبة بقدر ما يستطيع في وقت محدد، مع احتمال استبدال القصة بصورة أو شكل.

مهارة التوسع:

التفاصيل أو التوسع: هي عملية إثراء الأفكار، وتنمية أفكار جديدة، بإضافة تفاصيل جديدة ومتنوعة لفكرة، أو حل لمشكلة. 

يُقصد بالتفاصيل (أو الإكمال أو التوسيع) البناء على أساس من المعلومات المعطاة لتكملة (بناء) ما من نواحيه المختلفة حتى يصير أكثر تفصيلاً أو العمل على امتداده في اتجاهات جديدة. أو هو قدرة المتعلم على تقديم إضافات جديدة لفكرة معينة، كما يمكنه أن يتناول فكرة بسيطة أو رسماً أو مخططاً بسيطاً لموضوع ما ثم يقوم بتوسيعه ورسم خطواته التي تؤدي إلى كونه عملياً.

مثال:
  • - أضف على اللوحة التشكيلية التي رسمها (زميلك) أكبر كم من الإضافات الممكنة حتى تبدو أكثر إبداعاً وأكثر جمالاً.
  • - أذهب لمركز مصادر التعلم أو لمكتبة المدرسة ثم دون أكبر عدد من الأفكار التي تجعل من المركز أو المكتبة أكثر فائدة وأكثر تشويقاً وأكثر جمالاً.
  • أضف إلى المعادلات الحسابية التالية، كي تجعلها معادلات مختلفة بنفس الأرقام وتؤدي لنفس النتيجة. (مثال 3+3=6، 1+3+3-1=6).

اضاءة:
أشارت بحوث الإبداع إلى أن التلاميذ الصغار الأكثر إبداعاً يميلون إلى زيادة الكثير من التفصيلات غير الضرورية إلى رسوماتهم وقصصهم.

تنويه:
اكتشف بنفسك المقدرة الأدبية لدى طفلك، بتحفيزه على إعادة ما قرأه من قصص واستدعائها من ذاكرته أمام كل أفراد الأسرة، فإذا استطاع سرد القصة من تلقاء نفسه، فلك البشرى؛ لأن طفلك يخطو على طريق الإبداع الأدبي.

ختاماً:
إن تربية العقول المفكرة وتنمية قدرات الموهوبين والمبدعين أصبحت مطلباً من مطالب الحياة العصرية، فالموهوبون والمبدعون ركائز ضرورية للمجتمع المتقدم، لأنهم ينتجون المعرفة الإنسانية ويطوعونها للتطبيق.


المراجع التي تم الرجوع إليها:
جون لانغريهر(2002).  تعليم مهارات التفكير ،ط1 ،  دار الكتاب الجامعي، العين، الإمارات العربية المتحدة.

حسن أحمد عيسى (1993). سيكولوجية الإبداع بين النظرية والتطبيق. الطبعة الأولى. طنطا، جمهورية مصر العربية: مكتبة الإسراء.

رشيد بن النوري البكر(1423هـ ). تنمية التفكير من خلال المنهج المدرسي، ط1، مكتبة الرشد، الرياض.  

صالح أبو جادو وآخرون(2006).  تعليم التفكير بين النظرية والتطبيق،ط1،عمان . 
عمر الشريوفي، فهد الرحيلي، محمد شيخ(1426هـ). حقيبة دليل المعلم لتنمية مهارات التفكير ، الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمدينة المنورة. 

فتحي عبد الرحمن جروان ( 2002 ). الإبداع : مفهومه، ومعاييره، ومكوناته، ونظرياته، وخصائصه، ومراحله، وقياسه، وتدريبه. الطبعة الأولى. عمان، الأردن: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.

محمود محمد علي (1423هـ) تنمية مهارات التفكير من خلال المناهج التعليمية، ط1، دار المجتمع، جدة. 

ناديا هايل السرور (2002م). مقدمة في الإبداع، ط1،دار وائل للنشر، الأردن.
وزارة التربية والتعليم "التطوير التربوي"(2004).  دليل المعلم لتنمية مهارات التفكير، المملكة العربية السعودية.

وليد عبد الكريم صوافطة ( 2008 ). تنمية مهارات التفكير الإبداعي واتجاهات الطلبة نحو العلوم. الطبعة الأولى. عمّان: دار الثقافة للنشر والتوزيع.


كتاب: الجودة في التعليم العام


عنوان الكتاب: الجودة في التعليم العام
إعداد: خالد مطهر العدواني.
         فائزة أحمد حسن.
        نادية سالمين الحضرمي
نوعه: برنامج محاضرات.
الناشر: ملتقى الجودة.
البرنامج:  برنامج (أسبوع جودة التعليم) الذي نفذ في "ملتقى الجودة" خلال الفترة 22-26 يناير 2017م.
البلد: الجمهورية اليمنية. 
سنة النشر: 2017

مقدمة الكتاب:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله الصادق الأمين     وبعد:

ضمن فعاليات وأنشطة ملتقى الجودة الأسبوعية قدم فريق الجودة في التعليم برنامج متكامل في جودة التعليم العام خلال الفترة 22-26 يناير 2017م، شمل البرنامج عدد من المحاور والعناصر الفرعية والمداخلات والنقاشات والحوارات البناءة حول جودة التعليم العام، قام الفريق بتجميعها وتنسيقها ووضعها في ملف متكامل حتى يستفيد منه الجميع.

وقد اشتمل البرنامج على المحاور والموضوعات الآتية: 

المحور الأول: مدخل الجودة في التعليم العام:
العناصر الفرعية:
  • مفهوم الجودة في التعليم العام.
  • مبررات تطبيق الجودة في التعليم العام.
  • أهمية تطبيق الجودة في التعليم العام.
  • أهداف تطبيق الجودة في التعليم العام.
  • المبادئ التي تقوم عليها الجودة في التعليم العام.
  • مجالات الجودة في التعليم العام.
  • مراحل تطبيق الجودة في التعليم العام.
  • معوقات تطبيق الجودة في التعليم العام.

المحور الثاني: استراتيجيات للتحول من المدرسة التقليدية إلى مدرسة الجودة:
العناصر الفرعية:
  • نتائج الأداء التقليدي للمدرسة.
  • استراتيجية التحول من الإدارة التقليدية إلى إدارة الجودة الشاملة.
  • استراتيجية التحول من حركات الاصلاح التربوي التقليدية إلى تطبيق المعايير التربوية.
  • استراتيجية التحول من العشوائية إلى التخطيط الاستراتيجي.
  • استراتيجية التحول من الإدارة إلى القيادة في مدرسة الجودة.

المحور الثالث: برنامج التطوير المدرسي كمدخل للجودة والاعتماد المدرسي:
العناصر الفرعية:
  • مفهوم التطوير المدرسي.
  • رؤية ورسالة ومهمة التطوير المدرسي.
  • أهداف التطوير المدرسي.
  • فريق التطوير المدرسي.
  • مهام فريق التطوير المدرسي.
  • الخصائص العامة للمدرسة المطورة.
  • القيم الحاكمة للتطوير المدرسي.
  • مجالات التطوير المدرسي.
  • ضمان الجودة والتحسين المستمر في المدرسة المطورة.

المحور الرابع: معايير الجودة والاعتماد المدرسي:
العناصر الفرعية:
المعايير في التعليم العام:
  • مفهوم المعايير التربوية.
  • فلسفة بناء المعايير التربوية. 
  • خصائص المعايير التربوية.
  • أهمية المعايير في النظام التعليمي. 
  • مجالات المعايير. 
  • معايير الجودة الواردة في الاطار المرجعي لبرنامج التطوير المدرسي.

الاعتماد المدرسي:
  • مفهوم الاعتماد المدرسي.
  • مراحل الاعتماد المدرسي.
  • العلاقة بين الجودة والاعتماد والتطوير المدرسي.
  • أدوار ومسؤوليات الأطراف المعنية بتطبيق الجودة والاعتماد والتطوير المدرسي.


المحور الخامس: بعض النماذج الإقليمية والعالمية في تطبيق الجودة في التعليم العام:
العناصر الفرعية:
  • التجربة السعودية في جودة التعليم.
  • نظام التعليم في فيلندا.
  • نموذج الاعتماد المدرسي (الصادر عن مكتب التربية العربي لدول الخليج).
  • اطار ضمان الجودة في مدارس وكالة الغوث الدولية.
  • نموذج الاعتماد المدرسي في جمهورية مصر.
  • نموذج هيئة الاعتماد الدولي (سيتا) بالولايات المتحدة.
  • الرؤية الاستراتيجية لمدرسة المستقبل (مكتب التربية العربي لدول الخليج العربي).
  • التجربة اليمنية في مجال تطبيق الجودة في التعليم.


وفيما يأتي تفاصيل لتلك المحاور، متمنين للجميع الفائدة.


وفي الأخير نتوجه بالشكر لإدارة ملتقى الجودة وعلى رأسهم 
المهندس حسين علي زعبل والأستاذ/ ياسر نور، 
على متابعتهم وإشرافهم وإحيائهم لأنشطة الملتقى.
كما نشكر جميع أعضاء وعضوات الملتقى على تفاعلهم
في اسبوع جودة التعليم ومداخلاتهم القيمة ومتابعتهم واهتمامهم.
متمنين للجميع التوفيق والسداد لما فيه الخير،،،

فـــريـــق جــــــودة الـتـعـلـيــم

26/1/2017م



-----------------------
لمن يرغب بالحصول على نسخة pdf   مجانية يمكن تنزيلها من حسابي  على تيليجرام..
https://t.me/kadwany


الجمعة، 8 مايو 2020

إعداد وتدريب المعلمين وتأهيلهم قبل وأثناء الخدمة

بقلم أ/ خالد مطهر العدواني

تولي الأنظمة التربوية في شتى البلدان اهتماماً خاصاً بمهنة التعليم وعمليات إعداد المعلمين وتدريبهم ورعايتهم مع اختلاف المستوى والفاعلية لرفع مستوى أداء العاملين بالقطاع التربوي، وزيادة فاعليتهم وتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، وذلك كاستراتيجية لإصلاح الأنظمة التعليمية(عيسى شويطر، 2009: 39).

فأصبح دور المعلم اليوم ليس فقط نقل المعرفة من الكتب الدراسية المقررة إلى أذهان المتعلمين، وإنما أصبح المعلم مسئولاً عن العديد من الأدوار التي يجب أن يقوم بها في سبيل إتاحة خدمات تعليمية ثرية لهؤلاء المتعلمين في أي مستوى دراسي . 

ومن أكثر هذه الأدوار وضوحاً وتميزاً دوره كمصدر رئيسي للثقافة العامة والعملية وبناء على ذلك يجب على المعلم أن يمتلك حداً مناسباً من المعرفة والوعي بأمور علية عامة تتعلق بشتى مجالات الحياة وجوانبها، والتي كثيراً ما تشغل فكر أي إنسان يمتلك قدرا من التفتح والتنوير العقلي، بل والتي كثيراً ما تفرض نفسها على عقول الأبناء، ويستشعرون حاجاتهم إلى إجابات وافية شافية ومقنعة سواء من خلال معلم قادر على إشباع حاجاتهم إلى هذه الإجابات، أو قادر على توجيههم إلى مصادر المعرفة اللازمة، على الأقل إعطاء بدايات للتفكير تعمل للوصول إلى الإجابات المطلوبة، لذا فإن على كليات التربية وإعداد المعلمين الاهتمام بالإعداد الثقافي للطالب المعلم سواء عن طريق وجود بعض المقررات الدراسية الثقافية، أو عن طريق الأنشطة الطلابية المختلفة(علي راشد، 2001: 8).

وتتمثل عملية إعداد وتأهيل المعلمين في جانبين هما: إعداد وتأهيل المعلم قبل الخدمة، وإعداده وتأهيله أثناء الخدمة، وذلك على النحو الآتي:

مفهوم إعداد المعلمين قبل الخدمة:

أوردت (الشميري) عددا من التعريفات لمفهوم إعداد المعلمين قبل الخدمة منها(إصباح الشميري، 2009: 61): 
يعرف بأنه مجموعة المعارف والمفهومات والخبرات المتنوعة التي تقدمها مؤسسة ما لمجموعة من المعلمين بقصد احتكاكهم بها وتفاعلهم معها بشكل يؤدي تعلمهم، أي تعديل سلوكهم، وتحقيق الأهداف التربوية التي ينشدونها من وراء ذلك بطريقة شاملة متكاملة.

أنها ذلك النسق النظم من الخبرات الثقافية والأكاديمية والمهنية التي تقدمها الكليات إلى طلابهم بقصد إعدادهم لمهنة التعليم.

كما عرف بأنها مجموع الخبرات المعرفية والمهارية والوجدانية المتنوعة التي توفرها الكليات لطلبتها خلال المقررات المتخصصة والتربوية ومقررات الثقافة العامة، وفعاليات الجانب التطبيقي، بما يمكنهم من القيام بتدريس في مراحل التعليم العام.

أهمية إعداد المعلمين قبل الخدمة:
تعد عملية إعداد المعلمين إحدى الموضوعات التي تشغل المتخصصين المهتمين بشؤون التربية والتعليم، حيث يعتبر المعلم من أهم العوامل المساهمة في تحقيق أهداف التعليم، وقد استثمرت أموال كثيرة في العديد من البلدان في محاولة للكشف عن خصائص وأنشطة المعلم الفعال، وأصبح المربون أكثر اقتناعاً أن التحسين الجذري لنوعية تربوية يتوقف إلى حد كبير على نوعية التعليم الذي يوفره المعلمون وعلى فاعليتهم، ومهاراتهم في خلق المناخ المناسب لنجاح عمليتي التعلم والتعليم الفعالتين(عبد السلام، 2006: 417). 

ويحتل المعلم مكانه في النظام التعليمي، ويعد عنصراً فاعلاً في تحقيق أهداف التربية، وحجر الزاوية في إصلاح أو تطوير تربوي، ولهذا فقد أصبح من الضروري إعادة النظر في أعمال المعلمين ووظائفهم باستمرار، والعمل على  جعلهم واعين لتطور أدوارهم، ومستعدين للقيام بأدوارهم ووظائفهم باستمرار، وتتضح أهمية إعداد المعلم من خلال الجهود التي بذلت في الماضي ولا زالت تلقي الاهتمام حتى هذه الأيام، فعقدت العديد من المؤتمرات الدولية والمحلية بخصوص إعداد المعلمين، ويمكن إيجاز أهم ما توصلت إليه نتائج هذه المؤتمرات وتوصياتها فيما يلي(عيسى شويطر، 2009: 59):
  • ضرورة إعداد النظر في برامج إعداد المعلم بوجه عام.
  • ضرورة تخطيط وبناء برامج إعداد المعلمين على أساس الكفايات، أو الأدوار.
  • التركيز على جوانب التعلم الثلاثة المعرفية، و المهارية، والوجدانية.
  • اتخاذ التعليم الذاتي أسلوباً رئيسياً للتعلم. 
  • تدريب معلمي المستقبل والمعلمين في الثناء الخدمة على أساليب ومداخل التعليم والتعلم الحديثة.
  • التأكيد على التعلم المستمر وتدريب المعلمين في أثناء الخدمة.
  • ضرورة وأهمية البدء في تعديل نظم إعداد المعلمين، وإعداد معلم متخصص وذات نوعية خاصة. 

مفهوم التأهيل أثناء الخدمة في ضوء الكفاية:
يشير مصطلح "أثناء الخدمة" إلى وجود شبكة شاملة تكمل العنصر التربوي المهني وذلك بتقديم البدائل لتحقيق النمو والتطوير في الجوانب المهنية والمعرفية والشخصية، وتمثل هذه البدائل الطرق والأساليب المتوفرة أمام الأطر المهنية المدرسية لتوسيع وتنمية المهارات الفردية المتعلقة بالمهنة ولإعدادهم لأدوارهم ومهماتهم المهنية الجديدة بعد فترة الإعداد الأولية، فالنشاطات المهنية أثناء الخدمة تعتبر ضرورية لبقاء المهنة والاستمرار فيها. 

ويعرف الـتأهيل أثناء الخدمة عموماً بأنه أي نوع من النشاط الذي يقدم للمشترك فيه أفكاراً جديدة ونمواً وفهماً وتأهيلاً وتحسناً أثناء العمل. 

وتعرف عملية التأهيل التربوي أثناء الخدمة بأنها: ذلك النمو الذي يحدث أثناء العمل، فهو استمرار للتطور المهني الذي ابتدأ قبل الخدمة خلال فترة الإعداد، فالتأهيل التربوي أثناء الخدمة عملية موجودة في داخل أي برنامج مخطط ومصمم لجعل المعلم أكثر فعالية. 

وهذا النوع من التعليم يجب أن يكون جزءاً أساسياً من أي برنامج دراسي(محمد فالوقي، 2001: 180-181). 

وظائف التأهيل التربوي أثناء الخدمة: 

للتأهيل التربوي أثناء الخدمة وظائف وأنواع عديدة، فبرامجه وأنشطته تساعد المعلم والمهتم بالعملية التعليمية على التنمية الشاملة في جميع الجوانب الشخصية والمهنية والمعرفية.

 ولقد تحددت هذه الوظيفة وهذا التعدد والتنوع في العناصر التالية(محمد المقرحي، 1983): 
  •  الانتقال من الأعداد قبل الخدمة إلى مرحلة الخدمة. 
  •  تطوير المحتوى والمهارات الخاصة.
  •  النمو الشخصي. 
  •  استمرارية التربية على المستوى العالي. 
  •   التنمية المهنية العامة. 
  •  التقدم في الوظيفة. 

أهمية التأهيل في أثناء الخدمة: 

تهتم مختلف الدول في الوقت الحاضر بتربية المعلمين أثناء الخدمة من الناحيتين: الأكاديمية، والتخصصية. 

فقد لوحظ أن المعلمين الذين ينتهي إعدادهم بالتخرج من كليات ومعاهد المعلمين مهما ارتفع مستوى هذا الإعداد ولا يزودون بدراسات جديدة تتفق والتغيير المستمر الذي يطرأ على العلوم المختلفة الأكاديمية والتربوية في مهنتهم، يؤدون عملهم بصورة آلية وروتينية مملة. 

ولهذا السبب تقوم السلطات التعليمية، ومعاهد التربية، ومدارسها، وهيئات المعلمين، وروابطهم المختلفة بتقديم برامج منوعة تجعل المعلمين أكثر اتصالاً وتعرفاً بالتطورات الحديثة في تلك العلوم(نبيل عامر، 1979: 115). 

الأسس العامة لبرامج التأهيل التربوي أثناء الخدمة:

أ – الغرضية: أن يكون التأهيل التربوي أثناء الخدمة هادفاً وملبياً للاحتياجات التدريبية وتحديد الاحتياجات ينطلق ويعتمد على تحديد احتياجات المتدربين. 

ب _ الاستمرارية: أن يكون التأهيل التربوي أثناء الخدمة مستمراً باستمرار المعلم في مهنة التعليم وبداية من التحاقه بالخدمة الوظيفية.

جـ - الواقعية: أن يكون التأهيل التربوي أثناء الخدمة مستهدفاً إكساب المعلمين المهارات والخبرات اللازمة التي تساعد على حل المشكلات الفعلية التي تواجه المعلمين في الصف وخلال عملهم اليومي.

د – الشمولية: أن يكون التأهيل التربوي أثناء الخدمة مهتماً بتطوير وتنمية كافة جوانب شخصية المعلم ومناحيها المتعددة من ذاتية ومهنية وتخصصية، كما يجب أن يكون التدريب شاملاً لجميع فئات العاملين بحقل التعليم ومن له علاقة بالعملية التعليمية.

هـ - الملائمة: أن يكون التأهيل التربوي أثناء الخدمة ملبياً لاحتياجات المعلمين ومناسباً لقدراتهم وميولهم وموازناً بين حاجات المعلمين الفردية واحتياجات المجتمع الفعلية(محمد فالوقي، 2001: 199-200). 

المرجع:
عیسى محمد نزال شویطر(2009). إعداد وتدريب المعلمین ، دار ابن الجوزي، عمان.

علي راشد(٢٠٠١). اختیار المعلم وإعداده ودلیل التربیة العملیة ، دار الفكر العربي، القاھرة.

إصباح عبدالقوي الشميري(2009م). تقويم برنامج الاعداد المهني للمعلم في الكلية العليا للقران الكريم بالجمهورية اليمنية، كلية التربية، جامعة صنعاء، رسالة ماجستير غير منشورة .

عبدالسلام مصطفى عبدالسلام(2006م). أساسيات التدريس والتطوير المهني للمعلم، دار الجامعة الجديدة، الاسكندرية.

 محمد هاشم فالوقي(2001) اتجاهات حديثة في التربية ، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان.   

محمد المقرحي(1983م). المعلم إعداده وتدريبه، طرابلس، ليبيا، جريدة المعلم.  
  
نبيل عامر(1979م). بناء وظيفي جديد لمهنة التعليم، قدمت إلى حلقة (متطلبات استراتيجية التربية العربية في إعداد المعلم العربي) المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم . مسقط 24/2-1/1/3/1979م ، ص ص111- 190.    

محاضرات WhatsApp في تنمية مهارات التفكير


عنوان الكتاب: محاضرات  WhatsApp في تنمية مهارات التفكير
إعداد: خالد مطهر العدواني. 
نوعها: محاضرات.
الناشر: مجموعة التنمية البشرية وتطوير الذات عبر الوآتس آب.
سنة النشر: 2017


مقدمة المحاضرات:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله الصادق الأمين     وبعد:
ضمن فعاليات وأنشطة مجموعة التنمية البشرية وتطوير الذات عبر الوآتس آب أقيمة محاضرات تدريبية في تنمية مهارات التفكير المختلفة، خلال الفترة 25/4/2017م وحتى 18/5/2017م، شمل البرنامج عدد من المحاضرات المتضمنة عدد من المحاور والعناصر الفرعية والمداخلات والنقاشات والحوارات البناءة والأنشطة والتمارين والتطبيقات، حول تنمية مهارات التفكير، ولقد تم تجميعها وتنسيقها ووضعها في ملف متكامل حتى يستفيد منه الجميع.

وقد اشتمل البرنامج على المحاضرات والمحاور والموضوعات الآتية: 

المحاضرة الأولى: تنمية مهارات التفكير الإبداعي
           25/4/2017م
وتناولنا من خلالها المحاور الرئيسة الآتية:
1) مفهوم الإبداع والتفكير الإبداعي.
2) المعالم الرئيسية لإبداع.
3) محركات الإبداع.
4) الافتراضات الأساسية للتفكير الإبداعي.
5) مهارات التفكير الإبداعي، وتتمثل في:
          1- مهارة الطلاقة.
          2- مهارة المرونة.
          3- مهارة الأصالة.
          4- مهارة التوسع.

المحاضرة الثانية: تنمية مهارات التفكير الناقد 
         3/ 5/ 2017م
وتناولنا من خلالها المحاور الرئيسة الآتية:
1) مفهوم التفكير الناقد.
2) الفرق بين النقد والتفكير الناقد.
3) أهمية تنمية مهارات التفكير الناقد.
4) خصائص المفكر الناقد.
5) مهارات التفكير الناقد، وتتمثل في:
          1- مهارة التسلسل المنطقي.
          2- مهارة تحري ازدواج المعايير.
          3- مهارة قوة الدليل.
          4- مهارة اكتشاف العلاقات والتشبيهات الخاطئة.

المحاضرة الثالثة: تنمية مهارات التفكير ما وراء المعرفي    11/ 5/ 2017م
وتناولنا من خلالها المحاور الرئيسة الآتية:
  • مفهوم التفكير ما وراء المعرفي.
  • الفرق بين التفكير المعرفي والتفكير ما وراء المعرفي.
  • أهمية تنمية مهارات التفكير ما وراء المعرفي.
  • علاقة التفكير ما وراء المعرفي بالتفكير الناقد والتفكير الإبداعي.

مهارات التفكير ما وراء المعرفي:
  • مهارة التخطيط.
  • مهارة المراقبة.
  • مهارة التقييم.

المحاضرة الرابعة: تنمية مهارات التفكير البصري
          18/ 5/ 2017م
وتناولنا من خلالها المحاور الرئيسة الآتية:
1) مفهوم التفكير البصري.
2) أهمية تنمية مهارات التفكير البصري.
3) خصائص التفكير البصري.
4) مستويات قراءة الأشكال البصرية.
5) أدوات التفكير البصري.
6) مهارات التفكير البصري:
    1. مهارة القراءة البصرية.
    2. مهارة التمييز البصري.
    3. مهارة إدراك العلاقات المكانية.
    4. مهارة تحليل المعلومات.
    5. مهارة تفسير المعلومات.
    6. مهارة استنتاج المعنى.

وكانت المحاضرات من خلال التدريبات العملية على المجموعة حتى يكتسب المشاركون مهارات التفكير المختلفة واستيعاب كيفية تنفيذها وتطبيقها من خلال إجراء بعض الأنشطة؛ بحيث يستفاد منها في تنمية التفكير بأنواعه سواء لأنفسهم أو لأبنائهم بالبيت أو لطلابهم في المدارس.


وفيما يأتي المادة النظرية لتلك المحاضرات
متمنين للجميع التوفيق والسداد لما فيه الخير،،،
2017م

أخوكم / خالد مطهر العدواني
ماجستير في المناهج وطرق التدريس
مدير إدارة الجودة والاعتماد بمكتب التربية والتعليم بمحافظة المحويت- الجمهورية اليمنية
مدرس بكلية الريادة للعلوم الطبية والتقنية والهندسية
مدرب في مهارات التفكير وجودة التعليم
مؤلف وباحث في مجال التربية وإدارة الجودة الشاملة

-----------------------
لمن يرغب بالحصول على نسخة pdf   مجانية يمكن تنزيلها من حسابي  على تيليجرام..
https://t.me/kadwany

الخميس، 7 مايو 2020

فاعلية وحدة مطورة باستخدام الأفلام الوثائقية في تحصيل طلبة الصف الأول الثانوي لمفاهيم الكوارث الطبيعية وكيفية مواجهتها بالجمهورية اليمنية

عنوان الدراسة: فاعلية وحدة مطورة باستخدام الأفلام الوثائقية في تحصيل طلبة الصف الأول الثانوي لمفاهيم الكوارث الطبيعية وكيفية مواجهتها بالجمهورية اليمنية.

إعــداد: خالد مطهر حسين العدواني

المشرف الرئيس: أ.د. أحمد علوان المذحجي، أستاذ المناهج وطرق التدريس، كلية التربية - جامعة صنعاء.         
المشرف المشارك:  د. عبد الباقي محمد النهاري، أستاذ المناهج وطرق التدريس المساعد، كلية التربية - جامعة صنعاء                            
نوعها: رسالة ماجستير.
التخصص: مناهج الدراسات الاجتماعية وطرائق تدريسها.
الجامعة: جامعة صنعاء.
الكلية: كلية التربية.
سنة النشر: ديسمبر 2012
                                       
 
ملخص الدراسة
هدفت الدراسة إلى معرفة أثر وحدة دراسية مطورة عن الكوارث الطبيعية وكيفية مواجهتها واستخدام الأفلام الوثائقية في تدريسها على تحصيل طلبة الصف الأول الثانوي لمفاهيم الكوارث الطبيعية وتنمية قدرتهم على كيفية مواجهتها.

ولتحقيق أهداف الدراسة تم إعداد قائمة بمفاهيم الكوارث الطبيعية وتحليل مقرر الجغرافيا للصف الأول الثانوي في ضوئها، وبناء تصور مقترح لتضمين مفاهيم الكوارث الطبيعية في الوحدة المطورة في ضوء قائمة المفاهيم ونتائج التحليل.
ومن ثم إعداد وحدة دراسية مطورة في الكوارث الطبيعية وكيفية مواجهتها في ضوء التصور المقترح، وإعداد دليل المعلم الخاص بها، وقام الباحث بإعداد وجمع الأفلام الوثائقية المستخدمة في تدريس الوحدة المطورة.

ولجمع البيانات تم إعداد اختبارين: اختبار تحصيل مفاهيم الكوارث الطبيعية في المستويات الثلاثة الأولى (التذكر – الفهم – التطبيق)، مكون من (39) فقرة، واختبار كيفية مواجهة الكوارث الطبيعية يقيس مهارات الطلبة في قدرتهم على مواجهة الكوارث الطبيعية عند حدوثها، مكون من (40) فقرة، وتم التحقق من صدقهما وثباتهما.

واستُخدم المنهج الوصفي بغرض تحليل مقرر الجغرافيا للصف الأول الثانوي؛ للتعرف على مدى تضمنه لمفاهيم الكوارث الطبيعية،  واستُخدم المنهج التجريبي لدراسة أثر المتغير المستقل الأول (الوحدة المطورة) والمتغير المستقل الثاني (استخدام الأفلام الوثائقية في تدريس الوحدة المطورة) على المتغير التابع الأول (تحصيل مفاهيم الكوارث الطبيعية) والمتغير التابع الثاني (كيفية مواجهة الكوارث الطبيعية)، وطُبقت التجربة على عينة تكونت من (116) طالباً وطالبة،  اختيرت بطريقة عشوائية من طلبة الصف الأول الثانوي (ذكور – إناث) في مدارس مدينة المحويت، موزعة على مجموعات الدراسة: (39) طالباً وطالبة يمثلون المجموعة التجريبية الأولى دُرِّست الوحدة المطورة باستخدام الأفلام الوثائقية، و(38) طالباً وطالبة يمثلون المجموعة التجريبية الثانية، دُرِّست الوحدة المطورة بدون أفلام، و(39) طالباً وطالبة يمثلون المجموعة الضابطة، دُرِّست المقرر المدرسي، ودُرِّست جميع المجموعات لمدة شهر ونصف وبمعدل حصتين أسبوعياً، وطُبقت الاختبارات قبل التجربة وبعدها.

ولتحليل البيانات والتحقق من صحة فرضيات الدراسة استُخدمت التكرارات والمتوسطات الحسابية والنسب المئوية، ومعادلة هولستي، ومعامل ارتباط بيرسون، ومعادلة سيبرمان – براون، وتحليل التباين الأحادي (ANOVA)، واختبار شيفية (Scheffe)، واختبار (T-Test) لعينتين مترابطتين، ومربع (إيتا) لحساب حجم الأثر، ومعادلة بلاك للكسب المعدل.

وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:
  • يتناول مقرر الجغرافيا للصف الأول الثانوي لمفاهيم الكوارث الطبيعية بدرجة ضعيفة.
  • توجد فاعلية للوحدة الدراسية المطورة "وحدة الكوارث الطبيعية وكيفية مواجهتها" في زيادة تحصيل مفاهيم الكوارث الطبيعية لدى طلبة الصف الأول الثانوي، وتنمية قدرتهم على كيفية مواجهتها.
  • هناك زيادة في الفاعلية عند استخدام الأفلام الوثائقية في تدريس الوحدة المطورة على تحصيل مفاهيم الكوارث الطبيعية لدى طلبة الصف الأول الثانوي، وتنمية قدرتهم على كيفية مواجهتها.
  • توجد فروق ذات دلالة إحصائية (عند مستوى دلالة 0,05) بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية الأولى، والمجموعة الضابطة في تحصيل مفاهيم الكوارث الطبيعية واختبار كيفية مواجهتها ولصالح المجموعة التجريبية الأولى.
  • توجد فروق ذات دلالة إحصائية (عند مستوى دلالة 0,05) بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية الثانية، والمجموعة الضابطة في تحصيل مفاهيم الكوارث الطبيعية واختبار كيفية مواجهتها ولصالح المجموعة التجريبية الثانية.
  • توجد فروق ذات دلالة إحصائية (عند مستوى دلالة 0,05) بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية الأولى ، والمجموعة التجريبية الثانية في تحصيل مفاهيم الكوارث الطبيعية واختبار كيفية مواجهتها ولصالح المجموعة التجريبية الأولى.
  • توجد فروق ذات دلالة إحصائية (عند مستوى دلالة 0,05) بين متوسطات درجات طلبة جميع مجموعات الدراسة، في التطبيق القبلي والبعدي لاختبار تحصيل مفاهيم الكوارث الطبيعية واختبار كيفية مواجهتها ولصالح التطبيق البعدي.

  • وأوصى الباحث عدداً من التوصيات من أهمها:
  • ضرورة تضمين مفاهيم الكوارث الطبيعية وكيفية مواجهتها في مقرر الجغرافيا للصف الأول الثانوي، وتدعيمها بالصور والأشكال التوضيحية والخرائط المفاهيمية.
  • ضرورة تنمية مفاهيم الكوارث الطبيعية لدى الطلبة وتدريبهم على كيفية مواجهتها والتصرف السليم عند حدوثها وذلك من خلال موضوعات الجغرافيا، وأن يكون ذلك بتنويع أساليب التدريس والأنشطة التعليمية المختلفة واستخدام الوسائل التعليمية مثل: الأفلام الوثائقية وغيرها.
  • تضمين الوحدة الدراسية المطورة "وحدة الكوارث الطبيعية وكيفية مواجهتها" ضمن الوحدات الدراسية لمقرر الجغرافيا للصف الأول الثانوي لما أثبتت من فاعلية في تنمية مفاهيم الكوارث الطبيعية وكيفية مواجهتها لدى الطلبة، واستخدام الأفلام الوثائقية في تدريسها.

-----------------------
لمن يرغب بالحصول على نسخة pdf   مجانية يمكن تنزيلها من حسابي  على تيليجرام..
https://t.me/kadwany






استخدام الأفلام الوثائقية في التدريس


عنوان الدراسة: استخدام الأفلام الوثائقية في التدريس
Documentaries’ Usage in teaching
إعداد: خالد مطهر العدواني.
نوعها: بحث محكم.
المجلة: مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية.
العدد: 92
الناشر: مركز جيل البحث العلمي.
البلد: الجزائر. 
سنة النشر: مارس 2020

ملخص:
يتميز الفيلم الوثائقي بخصائص عدة تجعله وسيلة تعليمية مناسبة وناجحة، تنقل الواقع كما هو، وتقرب الزمان والمكان، وتوفر الجهد والوقت، وتحتاج إلى مهارة عند استخدامها في التدريس، حيث يمر استخدامها بعددً من الخطوات بدأً باختيار الفيلم المناسب، والتخطيط لاستخدامه قبل العرض واثناء العرض وبعد العرض، وينبغي للمعلم استخدام الأفلام الوثائقية في التدريس لما لها من فوائد تربوية عدة.

كلمات مفتاحية: الأفلام الوثائقية – الأفلام التعليمية – التدريس.

Abstract:
Documentary film has several characteristics that make it an appropriate and successful educational means, which transmits the reality as it is, approximates time and space, saves effort and time, and you need skill when using it in teaching. Since its use passes through a number of steps, starting with choosing the appropriate movie, and planning to use it before, during and after the presentation. The teacher should use documentaries in teaching because of its many educational benefits.
Key words:
 documentaries - educational films - teaching.



-----------------------
لمن يرغب بالحصول على نسخة pdf   مجانية يمكن تنزيلها من حسابي  على تيليجرام..
https://t.me/kadwany


قائمة المراجع:

1.  إبراهيم زرقاني: مدارس واتجاهات في الفيلم الوثائقي: الواحد و المتعدد، المجلة الوثائقية، مجلة إلكترونية فصلية متخصصة في الفلم الوثائقي، موقع قناة الجزيرة الوثائقية، العدد(3) يوليو- أيلول 2009م، على الرابط: http://doc.aljazeera.net/magazine.html

2.   أحمد بوغابة: الفيلم الوثائقي بين وهم الموضوعية وواقع الذاتية، المجلة الوثائقية، مجلة إلكترونية فصلية متخصصة في الفلم الوثائقي، موقع قناة الجزيرة الوثائقية، العدد(2) إبريل- يونيو2009- على الرابط: http://doc.aljazeera.net/magazine.html

3.    انشراح الشال: السينما التسجيلية والفنان التسجيلي، دار الإيمان للطباعة، مصر، 2006.

4.    بشير عبد الرحيم الكلوب: التكنولوجيا في عملية التعلم والتعليم، دار الشروق، عمان، ط(2)، 1993.

5.    بشير عبد الرحيم الكلوب: الوسائل التعليمية التعلمية إعدادها وطرق استخدامها، مكتبة المحتسب، عمان، ط(5)، 1989.

6.    حسين حمدي الطوبجي: وسائل الاتصال والتكنولوجيا في التعليم، دار القلم، الكويت، ط(9)، 1987.

7.  سالم عبد الله الموسوي: أثر استخدام كل من الأفلام التعليمية والمجسمات في تحصيل طلاب الصف الثالث المتوسط في مادة الأحياء، رسالة ماجستير، غير منشورة، كلية التربية، جامعة بغداد، 1989.

8.   سيد سعيد: الفيلم الوثائقي حدود الموضوعية والذاتية بين الوثيقة والحقيقة، المجلة الوثائقية، مجلة إلكترونية فصلية متخصصة في الفلم الوثائقي، موقع قناة الجزيرة الوثائقية، العدد(2) إبريل- يونيو 2009،  على الرابط: http://doc.aljazeera.net/magazine.html

9.    صباح محمود، وإبراهيم القاعود، ومحمد أحمد عقلة المومني: طرائق تدريس الجغرافيا، دار الأمل، الأردن، ط(1)، 1996.

10.   صفوت عبد الحميد علي: دور الكاميرا الوثائقية التليفزيونية وجهاز عرض البيانات في حل مشكلات أجهزة العروض الضوئية التعليمية التقليدية، علوم وفنون، المجلد العشرون، العدد الثالث، 2008.

11.      صلاح بن مبارك الدباسي: أثر استخدام الفيلم التعليمي المسجل على شريط الفيديو في تعليم مناسك الحج، مركز البحوث التربوية، كلية التربية، جامعة الملك سعود، 1992.

12.      عبد الحافظ محمد سلامة: وسائل الاتصال والتكنولوجيا في التعليم، دار الفكر، عمان، ط(6)، 2006.

13.   عبد الكريم عبد الله يحيى البكري: بناء برنامج فيديو تعليمي في مادة التاريخ ومعرفة أثره في التحصيل والاحتفاظ لدى طلبة الصف السادس الأساسي في الجمهورية اليمنية، رسالة دكتوراه، غير منشورة، كلية التربية، جامعة بغداد، 2003.

14.   عمر سيف أحمد ردمان: أثر استخدام مشاهد فيديو تعليمية على تحصيل تلامذة الصف السادس من التعليم الأساسي في مجال السيرة النبوية، رسالة ماجستير، غير منشورة، كلية التربية، جامعة صنعاء،2011.

15.   قيس الزبيدي: فيلم المعارف والعلوم مقدمة تاريخية ، المجلة الوثائقية، مجلة إلكترونية فصلية متخصصة في الفلم الوثائقي، موقع قناة الجزيرة الوثائقية ، العدد (7) يوليو- أيلول 2010م، على الرابط: http://doc.aljazeera.net/magazine.html

16.   كمال بن سعد عطية العدواني الزهراني: تأثير استخدام أشرطة الفيديو التعليمية في تعلم بعض مهارات كرة القدم لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة أم القرى، 2002.

17.      ماجي الحلواني حسين: تكنولوجيا الإعلام في المجال التعليمي والتربوي، دار الفكر العربي، القاهرة، 1987.

18.      محمد إبراهيم قطاوي: طرق تدريس الدراسات الاجتماعية، دار الفكر، عمان، الأردن، ط(1)، 2007.

19.   محمد أحمد صالح ثوابه: أثر استخدام الفيديو في تدريس الأحياء العملية بالمدارس الثانوية في الجمهورية اليمنية، رسالة ماجستير، غير منشورة، جامعة أم درمان الإسلامية، معهد بحوث ودراسات العالم الإسلامي، قسم تقنيات التعليم، 2004.

20.      محمد السيد علي: تكنولوجيا التعليم والوسائل التعليمية، دار ومكتبة الإسراء، طنطا، 2009.

21.      محمد محمود الحيلة: تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق، دار المسيرة، عمان، ط(5)، 2007.

22.      محمد نجيب بن حمزة أبو عظمة: المدخل إلى الوسائل التعليمية وتقنياتها، مكتبة أبو عظمة للكتب والقرطاسية، المدينة المنورة، ط(2)، 2003.

23.      منى الحديدي: الأفلام الوثائقية والبرامج التسجيلية، مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح، مصر، 2002.

24.      منى سعيد الحديدي، وسلوى إمام علي: أسس الفيلم التسجيلي اتجاهاته واستخداماته في السينما والتلفيزيون، دار الفكر العربي، القاهرة، 2004.