استراتيجية الرسومات التعليمية الرقمية
إذا كانت لغة التعليم هي مختارات توافق بين اللغة اللفظية الفونيمية
الشكلية واللغة البصرية الحسية الحاصلة عن المشاهدة . فهذا يؤكد بما لا يدع مجالا
للريبة على أنه من الضروري أن يكون الاهتمام بها ( أي بتكنولوجيا الرسم
الرقمي)محاكيا الأهمية التي تحظى بها اللغة الشكلية من تنظيم وتأسيس ، ذاك لأن
الرسوم الرقمية يمكنها أن تقوم بدور رئيس في توجيه الرسالة التعليمية وتنظيم
الشبكة المعرفية ، بحيث يغدو التعليم والتعلم مهارتين فاعلتين وظيفتين داخل الحقل
التربوي ، وذلك لأنها تتميز بخاصيات تنفرد بها وهي :
1- إنها عامل تشويق يثير اهتمام المتعلم.
2-تميزها بالدقة والوضوح أكثر من اللفظ.
3-قدرتها على إثارة نفسية المتعلم والتأثير فيه نفسيا وعقليا.
4- قدرتها على تقريب البعيد مكانا و زمانا والغوص في اللازمن.
5- تشجيع المتعلم على استثمار ملكته العقلية من ملاحظة وتأمل وتفكير. وبذلك
تتحقق له المعارف وينقل المعلومات وتتوضح لديه الأفكار.
ما هي الرسوم التعليمية الرقمية ؟
هي تلك المواد
أو الرموز الخطية
البصرية أو المرئية
المرسومة بأدوات رقمية
تستخدم فيها الكمبيوتر كوسيط
وأداة رسم , ونستبدل
الألوان الحقيقة بالألوان
الرقمية , والتي
تم تصميمها من
أجل تلخيص المعلومات
وتفسيرها والتعبير عنها
بأسلوب علمي والتي تستخدم
كوسائل تعليمية تخدم
عملية التعليم والتعلم
, خصوصاً تلك
الموضوعات التي يصعب
فهمها باللغة اللفظية
فقط , كموضوعات العلوم.
الرسم الرقمي هو الرسم بالأدوات الرقمية الحديثة، للحصول على نتائج
وتأثيرات مشابهة للرسم التقليدي، مثل ما نراه من رسم زيتي أو مائي أو أكريليك أو
حتى رسم الفحم أو الباستيل وغير ذلك من أنواع الرسم التقليدية.
الفن الرقمي ومهارة المعلم :
إن تعميق أثر العملية التربوية التعليمية ونجاحها يحتاج إلى تنمية قدرات
المعلم ومهاراته لكي يحسن انتقاء واستخدام الوسيلة التعليمية التي تمده بآليات
تساعده في تقديم المادة وتوجيه الرسالة الخطابية إلى المرسل إليه( أي المتعلم) داخل
قاعة التدريس المجال الأنجع للتدريس . وبذلك لا تحدث الفجوة بين المادة النظرية
والمستقبل . .
إن الثورة التكنولوجية التي نعيشها اليوم فرضت الرسوم الرقمية وصيرتها أداة
للتبليغ تمتلك سائر مقومات التأثير الفعال في مستقبليها
نظام الرسوم الرقمية في التعليم (خصائصها):
الرسوم والذاكرة :
إن التعليم يعتمد بشكل أساسي على الذاكرة - في مختلف أطواره- سواء أكانت
الذاكرة لفظية أم بصرية . فالذاكرة هي الميزة التي تترك للمعارف المكتسبة آثارا تقوم
بها التجربة ويتعدل السلوك . وترتبط الرسوم التعليمية المتحركة ( الأفلام ، صور تلفزيونية
، شفافيات ) بالذاكرة التي تستطيع تحريك المخزن وإحياء ما بات راكدا بمجرد
استثارتها بموقف أو صورة أو حدث أو كلمة .
تناسق الفن الرقمي مع حاستي السمع والبصر :
إن الصورة تخاطب حاستي السمع والبصر في آن واحد . وهذا سر نجاحها في تحقيق
الأهداف التعليمية بسبب الطبيعة التلازمية لهذه الثنائية، إذ لا يمكن تصور فصل
الصورة عن الكلمة في الصورة المتحركة ( أفلام ، أشرطة ، فيديو إلخ) .
فالوسائط السمعية البصرية لا بد أن تتلاحم ( يمكن أن تكتسب مفاهيم ومبادئ
جديدة على العرض المرئي ، لكنه لا يكون مجديا إذا اعتمدنا عليه كليا في الدراسة
والتعليم . فالكلمات تؤدي دورا في التوجيه إلى الدلائل وتفسير الإشارات ، لهذا
الغرض يجب استخدام الكلمات ضمن الوسائل البصرية).
توحد الرسوم الرقمية بالحركة :
تتميز الرسوم الرقمية التعليمية بحاجتها للحركة والدينامكية مما يصيرها ذات
خصائص نفسية وجمالية ومعرفية ، تستطيع أن تترجم مختلف الأنشطة المعرفية .
وقد استثمر الدراميون هذا الأمر في تفسير وتوضيح دلائل الرسوم الرقمية في
الإنتاج السينمائي وآليات قراتها من طرف المشاهد . وتوصلوا إلى وضع قاموس بصري
حركي هو :
·
الحركة الرأسية الصاعدة تعبر عن الأمل و التحرر.
·
الحركة الرأسية الهابطة تعبر عن الاختناق والدمار والحروب.
·
الحركة المائلة تعبر عن الفرح والنفس المستبشرة.
مقومات الرسوم الرقمية التعليمية:
إن الحركة في الفن الرقمي التعليمي تستهدف الجانب المعرفي بالدرجة الأولى
وليس الجانب النفسي الجمالي عكس الأنواع الأخرى . وهي تشمل مقومات هي:
·
الحركة الطبيعية للشيء المرسوم رقميا.
·
الحركة الأسرع من الواقع.
·
الحركة البطيئة.
·
كثافة الحركة.
فالحركة الطبيعية هي التي نشاهدها في الرسوم الرقمية التعليمية ، إذ تحافظ
على الخصائص الذاتية الزمانية والمكانية للمادة المصورة . وقد تعرض في أحايين أسرع
أو أبطأ بحسب الأغراض التي يقصدها المنتج و المخرج . وأما الحركة الكثيفة فيراد
بها تكثيف الزمن لأجل استثمار معارف عدة في الدرس التعليمي التربوي. وعلى المعلم
أن يحدد تخطيط العرض وينظمه بحيث يكون واعيا باللحظة الاستراتيجية المناسبة التي
يقدم فيها الرسوم.
الفن الرقمي والتأثير الفوري :
وهي خاصية تتميز بها الرسمة الرقمية الموضوع /الهدف . فهي تشعر المشاهد /
المستقبل أنه يمر بالخبرة نفسها التي تعرض أمامه ، وهذا يساعده على تسريع تثبيت
المعرفة ، والتدقيق في ملاحظته . كما أنها تزيده إحساسا بأهمية ما يشاهده وبحداثته
. فهذه أمور تجذب انتباه المستقبل وتدفعه دفعا للتعرف عليها . وحسبنا مثالا على
ذلك الأشرطة التي تنقل حياة الشخصيات أو تصور الحروب التاريخية .
إن الرسوم الرقمية التعليمية هي من الفنون الحديثة ، فن واقعي ، تقوم على
ارتباط وتآلف الأبعاد الثلاثة التالية : المرسل - الخطاب - المستقبِل .
فالمرسل هو المعلم الذي يحسن انتقاء التقنية التعليمية التي يتخذها وسيلة
تعليمية لتوجيه خطابه المعرفي وجعله مشوقا .
والمستقبل هو المتعلم الذي يستجيب للبرنامج التعليمي المشاهد وينفعل به
والمعلم يوجد فجوات في العرض حتى يحرك خبرة المشاهِد ، فيشارك ذهنيا في
صياغة الرسوم الرقمية من خلال استنتاج الفجوة واستكمالها . وهذا النوع من العرض
يسرع في عملية توصيل المعرفة ، ما دام المشاهد يشارك في صياغتها.
الرسوم الرقمية التعليمية والزمن:
إن الزمن في الرسوم الرقمية التعليمية المتحركة المعروضة له أبعاد هي :
-زمن العرض
-زمن الحدث الذي تدور فيه التجربة المراد رسمها - وزمن الإدراك أي إحساس
المتلقي بما يشاهد وتفاعله بأحداث التجربة ومن ثم استخلاصه للنتائج المتوسمة من
العرض بكيفية سريعة ، متكاملة ودقيقة .
أدوار الرسوم الرقمية في التعليم :
إن للرسوم الرقمية التعليمية سواء أكانت تتمثل على شكل فيلم تليفزيوني
سنيمائي، أقراصا مضغوطة أو أنترنيت أهمية كبرى في مسار الدورة التعليمية التربوية
. فهي كما يؤكد فيرث:
1. تقدم الحقائق العلمية في صورة معلومات بصرية
سمعية.
2. تقدم للمتعلم فرص المقارنة والتأمل ، وتمده
بسبل التفكير الاستنتاجي فضلا عن كونها أساسا معرفيا لغير القادرين على الاستنتاج
انطلاقا من القراءة المباشرة فقط.
3. إنها عنصر تشويق ، تحمل مضامين الخطاب وتوضح
أفكاره وتيسر فهمه وتبسط المعلومات للأطفال. ولذلك ، لابد من الاهتمام بالرسوم
الرقمية التعليمية المنشورة في الكتب المدرسية والتجارية التربوية الموجهة للأطفال
نظرا لدورها التعليمي الخطير (فمهمة تكنولوجيا التعليم ليس تقديم المادة فحسب
وإنتاج المعلومات بل تعليم المادة وضمان وصولها للمستقبل).
4. إن الرسوم الرقمية بهذه الأدوار التي تضطلع
بها تستطيع أن تجدد النشاط الذهني للمتلقي . فأثناء العرض يغدو المستقبل على وعي
بالمعلومات السابقة المخزنة سلفا في ذاكرته، فيستدعيها ويقارنها بالمشاهد الحديثة
. فالرسوم إذا ( هي عملية ربط المعارف المتتابعة في حياة الفرد الاجتماعية
والثقافية والنفسية والجمالية.
5. كما أن للرسوم الرقمية- وهي وظيفة تنفرد
بها- دورا في تنمية القدرات العقلية للمتعلم / المستقبِل من إبداع وإدراك وتفكير
وتذكر على المدى البعيد . هذا التذكر الذي يتوقف على عوامل عديدة منها زمن عرض
الرسمة، نصاعة الضوء ،واللون ، وإثارة المشاهد وتشويقه حتى تتمكن الذاكرة لاحقا من
إعادة إحياء واستدعاء المعلومات عبر الزمن.
شروط استخدام الرسوم الرقمية في التعليم:
لكي تصل الرسوم الرقمية إلى تحقيق أدوارها الوظيفية ، يشترط فيها أن تكون :
1.
واضحة.
2.
أن تساعد على بلوغ الهدف من الدرس وتيسره.
3.
أن تنمي معلومات المتعلم وتفتح آفاقه المعرفية.
4.
أن تمكنه من التركيز على الجوانب المهمة منها.
5.
أن تكون حديثة ، دقيقة لافتة للانتباه ، مثيرة للنقاش ، حاملة للمعلومات
الرئيسية ، أي متضمنة محتوى الرسالة الخطابية.
المراجع:
·
http://graphic-photo526.blogspot.com/2010/12/blog-post_9631.html
·
http://seince3.blogspot.com/2015/03/blog-post_52.html
·
https://qafilah.com/ar/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82%D9%85%D9%8A/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق