استراتيجية التعليم المدمج (المختلط)
مفهوم التعليم المدمج:
هو أحد أنواع أو
مستويات التعليم الإلكتروني، وهو" التعلم الذي يتم من خلاله استخدام وسائل
اتصال مختلفة تتضمن الإلقاء المباشر والتعلم الذاتي والتواصل عبر الإنترنت، فهو
يمزج بين التعليم الاعتيادي وبين استخدام التقنيات التعليمية المتنوعة مما يعطي
الحرية للمعلم في است خدام تقنيات الاتصال في غرفة الصف" (الشهري، ٢٠٠٨ : 67). ويعرف بأنه توظيف
المستحدثات التكنولوجية ودمجها بالأهداف والمحتوى ومصادر وانشطة التعلم وطرائق
توصيل المعلومات من خلال اسلوبي التعلم وجها لوجه، لإحداث تفاعل بين عضو هيئة
التدريس كونه معلما ومرشدا للطلبة(الغريب، 2009، 100). ويعرف بأنه احدى صيغ التعلم
التي يندمج فيها التعلم الالكتروني مع التعلم الصفي التقليدي في اطار واحد، حيث
توظف فيها الحواسيب وشبكات الانترنيت والاتصالات، ويلتقى فيها المعلم مع الطالب
وجها لوجه معظم الاحيان(زيتون، 2005، 54).
ويمكن تعريفه بأنه استخدام
وسائل الاتصال الحديثة، كالحاسوب، والوسائط المتعددة، وبوابات الانترنيت في قاعة
الدرس، بحيث تتكامل فيها اساليب التدريس، ويتفاعل الطلبة والمعلمين معا، باستخدام
المواد الالكترونية، سواء كانت بصورة فردية او جماعية، دون التخلي عن الواقع
التعليمي المعتاد وحضور الطلبة، وبعيدا عن قيود الزمان وحدود المكان، وباقل كلفة
ممكنة، بصورة تمكن من ادارة العملية التعليمية وضبطها، وقياس وتقويم اداء الطلبة.
ويعتمد على الجمع بين أساليب التعليم الصفي
التقليدي والتعلم الإلكتروني داخل حجرة الدراسة، أو في معمل الحاسوب أو في مركز
مصادر التعلم، أو في الصفوف الذكية أي الأماكن المجهزة في المدرسة بأدوات التعلم
الإلكتروني القائمة على الحاسوب أو على الشبكات. ويمتاز هذا النموذج بالجمع بين
مزايا كلا النوعين من التعليم مع التأكيد على أن دور المعلم ليس الملقن بل الموجه والميسر
والمدير للموقف التعليمي، ودور المتعلم هو الأساس فهو يلعب دورا إيجابيا في عملية
تعلمه.
وتأخذ عملية الجمع بين التعلم الإلكتروني والتعليم الصفي أشكال عديدة منها
أن يبدأ المعلم بالتمهيد للدرس ثم يوجه طلابه إلى تعلم الدرس بمساعدة برمجية
تعليمية ثم التقويم الذاتي النهائي باستخدام اختبار بالبرمجية (تقويم إلكتروني) أو
اختبار ورقي (تقويم تقليدي)، وقد تبدأ عملية التعلم بالتعلم الإلكتروني ثم التعليم
الصفي، وقد يتم التعليم الصفي لبعض الدروس التي تتناسب معه والتعلم الإلكتروني
لدروس أخرى تتوفر له أدوات التعلم الإلكتروني ثم يتم التقويم بأحد الشكلين
(التقليدي أو الإلكتروني).
مكونات التعلم المدمج:
· الأحداث الحيّة: حيث يقدم المعلم أحداثا متزامنة يشارك فيها كل
المتعلمين في نفس الوقت وصولا إلى ما يمكن أن يسمى الفصل الافتراضي.
· التَعَلّم ذو الخطو الذاتي: وذلك بتقديم خبرات تعليمية يستطيع المتعلم إنجازها
بمفرده وبما يتناسب مع سرعته في التعلم وفيما يناسبه من وقت.
· التعاون: وذلك من خلال توفير بيئات تعليمية يستطيع المتعلم فيها أن يتواصل مع
الآخرين عن طريق البريد الإلكتروني أو الدردشة على الإنترنت.
· التقييم: وذلك حيث يتم تقييم معارف الطالب سواء تلك التي لديه قبل المرور بخبرات
التعلم عن طريق التقييم القبلي أو تلك التي اكتسبها نتيجة المرور بالخبرات
التعليمية عن طريق التقييم.
·
المواد الداعمة للأداءِ: وهي تلك المواد التي
تدعم عملية التعلم في التعلم المدمج (مصطفى، 2008: 7).
مميزات التّعلّم
المدمج
من مزايا التّعلّم
المدمج تتمثّل فيما يلي:
v
خفض نفقات التّعلّم
بشكل كبير بالمقارنة مع التّعلّم الإلكتروني وحده.
v
توفير الاتصال وجها
لوجه؛ مما يزيد من التفاعل بين الطالب و المدرب، وبين الطلاب نفسهم، و بين الطلاب
والمحتوى.
v
تعزيز الجوانب
الإنسانية والعلاقات الاجتماعية بين المتعلمين فيما بينهم وبين المعلمين أيضاً.
v
المرونة الكافية
لمقابلة كافّة الاحتياجات الفرديّة وأنماط التّعلّم لدى المتعلمين باختلاف
مستوياتهم وأعمارهم وأوقاتهم.
v
الاستفادة من التقدم
التكنولوجي في التصميم والتنفيذ والاستخدام.
v
إثراء المعرفة
الإنسانية ورفع جودة العملية التّعليمية ومن ثم جودة المنتج التّعليمي وكفاءة
المعلمين.
v
التواصل الحضاري بين
مختلف الثقافات للاستفادة والإفادة من كل ما هو جديد في العلوم.
v كثير من الموضوعات العلمية يصعب للغاية تدريسها إلكترونياً بالكامل، وبصفة
خاصة المهارات العالية واستخدام التّعلّم الخليط يمثل أحد الحلول المقترحة لحل مثل
تلك المشكلات.
v
الانتقال من التّعلّم
الجماعي إلى التّعلّم المتمركز حول الطلاب، والذي يصبح فيه الطلاب نشيطين
ومتفاعلين.
v
يعمل على تكامل نظم
التقويم التكويني والنهائي للطّلاب والمعلّمين.
v
يُثري خبرة المتعلّم
ونتائج التّعلّم، ويحسّن من فرص التّعلّم الرسمية وغير الرسمية.
v يوفر المرونة من حيث التنفيذ على مستوى البرنامج، وتدعيم التوجهات
الاستراتيجية المؤسّسية الحاليّة في التّعلّم والتّعليم، بما في ذلك فرص تعزيز
التخصّصات، وتدويل المناهج الدراسية.
يتطلب التّعليم
الإلكتروني بشكل عام إحداث تغييرات كثيرة في الفصول التقليديّة. لذا تحتاج المدارس
للاستثمار ليس فقط في التكنولوجيا، ولكن أيضاً في التنمية المهنيّة.
المتطلّبات التقنيّة:
1-
توافر البنية التحتية
واحتياجات المتعلم من مصادر التّعلّم المختلفة.
2-
توافر الفصول
الافتراضية بجانب الفصول التقليديّة، بحيث يكمل كل منهما الآخر.
3-
توافر البرمجيّات
الخاصّة بإدارة التّعلّم الإلكتروني.
4-
توافر الأدوات
والوسائل التي تستخدم في التدريب العملي.
المتطلّبات البشريّة:
أ- المتعلم لديه
القدرة على:
1- المشاركة بفاعليّة في العمليّة التّعليميّة.
2- التواصل الإلكتروني أو وجهاً لوجه.
3- التعامل مع تكنولوجيا المعلومات.
4- التعاون والتفاعل مع المعلم ومع زملائه وخاصة في الأوراش التدريبية.
5- تحقيق الأهداف التّعليمية.
6- الحوار والنقاش أثناء المحاضرات.
7- التعامل مع مصادر التّعلّم المختلفة المطبوعة والإلكترونية.
ب- المعلم لديه القدرة
على:
1- الاتصال الفعال وجهاً لوجه.
2- التعامل مع تكنولوجيا المعلومات.
3- التفاعل المباشر مع المتعلمين.
4- تصميم الاختبارات وأدوات التقييم المطبوعة والإلكترونية.
5- البحث عن المعلومات في المصادر المطبوعة وغير المطبوعة.
6- التحول من التّعليم التقليدي إلى التّعليم الإلكتروني.
7- تقديم التغذية الراجعة المباشرة للمتعلم.
خطوات يمكن للمعلّم
اتّبعاها لدعم تعلّم الطلاب في التّعليم المدمج:
1- فهم التكنولوجيا التي سيستخدمها الطّلاب.
2- التخطيط بعناية للأنشطة.
3- تعزيز التّعلّم والتحقق من الفهم.
4- تعليم الطلاب المهارات ما وراء المعرفية والتنظيم الذاتي.
5- جعل التّعلّم ذا صلة.
6- مراقبة البيانات.
7- تقديم ردود فعل إيجابية للطّلاب والاحتفال بالنجاح.
8- تشجيع المناقشة على الإنترنت.
عيوب التعليم المدمج:
· الاعتماد التكنولوجي القوي –يجب أن تكون الموارد والأدوات التقنية موثوقة
وسهلة الاستخدام ومحدثة حتى يكون لاستخدام الإنترنت تأثير مفيد على تجربة التعلم.
· نقص المعرفة بتكنولوجيا المعلومات –يمكن أن يكون محو الأمية في مجال
تكنولوجيا المعلومات بمثابة حاجز كبير للطلاب الذين يحاولون الوصول إلى مواد
الدورة التدريبية؛ بل أن توافر الدعم الفني أمر لا بد منه.
· إمكانية تخلف الطلاب –يمكن أن يؤدي استخدام تقنيات تسجيل المحاضرات إلى
تخلف الطلاب عن المواد؛ سينتظر ما يقرب من نصف الطلاب ويشاهدون مقاطع فيديو تصل
إلى عدة أسابيع في جلسة واحدة، بدلاً من مشاهدة مقاطع فيديو بشكل منتظم.
·
صعوبة العمل الجماعي
–حيث يحدث العمل الجماعي بسبب الصعوبات مع الإدارة في البيئة عبر الإنترنت.
· الوصول إلى البنية التحتية للشبكة –على الرغم من تضييق الفجوة الرقمية مع تزايد انتشار الإنترنت، إلا أن العديد من الطلاب لا يتمتعون بوصول واسع النطاق إلى الإنترنت، حتى في فصولهم الدراسية؛ أي محاولة لدمج استراتيجيات التعلم المدمج في الاستراتيجية التربوية للمؤسسة يجب أن تأخذ في الحسبان ذلك، وهذا هو سبب بناء مراكز التعلم باتصالات wi-fi جيدة للتأكد من معالجة هذه المشكلة.
معوقات التّعلّم
المدمج:
لا يخلو نمط التّعلّم
المدمج من بعض المشكلات والمعوقات في تطبيقه، ومنها:
1. نقص الخبرة الكافية لدى بعض الطلاب أو المتدربين في التعامل مع أجهزة
الكمبيوتر والشبكات وهذا يمثل أهم عوائق التّعلّم الإلكتروني.
2. عدم تكافؤ الأجهزة الموجودة لدى المتعلمين أو المتدربين في منازلهم أو في
أي أماكن التدريب التي يدرسون بها، واختلافها من حيث القدرة والسرعة والتجهيزات
وصلاحية المحتوى المنهجي للمساق.
3. نقص في الأطر (الكوادر) المؤهلة لهذا النوع من التّعلّم والافتقار إلى
النماذج العلمية المدروسة لدمج التّعلّم التقليدي بالتّعلّم الإلكتروني.
·
الشهري، بندر بن عبدالله .(٢٠٠٨ م). تقويم مستوى أداء أ عضاء هيئة التدريس
التعليمي في بيئة التعليم الإلكتروني بالجامعة العربية المفتوحة.، جامعة الملك
سعود، الرياض، السعودية، (رسالة ماجستير غير منشورة)
·
مصطفى, جمال (2008). صيغ التعلم الحديثة في التعليم الجامعي المُوَلَّف,
ورقة عمل مقدمة للمؤتمر الثاني لكلية التربية, جامعة الأزهر, القاهرة, 18-19 مايو.
·
الغريب، زاهر اسماعيل.(2009).التعليم الالكتروني من التطبيق الى الاحتراف
والجودة، القاهرة: عالم الكتاب، 100.
·
زيتون، حسن حسين.(2005). رؤية جديدة في التعليم الالكتروني: المفهوم،
القضايا، التطبيق، التقييم. الرياض: الدار الصوتية للتربية.
·
https://www.thaqfya.com/disadvantages-blended-learning/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق