هذه هي الخطوة الثالثة من خطوات تصميم البحث، وفيها يقوم الباحث بتحديد
الأداة أو الأدوات التي سوف يستخدمها في جمع البيانات حول موضوع البحث، وأدوات جمع
بيانات البحث متعدِّدة، منها الملاحظة، والمقابلة، والاستفتاء، والاستبيان، والاختبارات،
والوثائـق وغيرها، تلك الأدوات تسمَّى أحيانـاً بوسائل البحث، ومهما كانت أداة جمع
البيانات فإنَّه يجب أن تتوافر فيها خصائصُ الصدق والثبات والموضوعيَّة التي
توفِّر الثقة اللازمة بقدرتها على جمع بيانات لاختبار فرضيَّات البحث والإجابة عن
أسئلته، وفيما يلي إيضاحٌ بأهم أدوات جمع
البيانات في البحوث العلمية:
الملاحظة
تعرَّف الملاحظة العلميَّة بأنها هي الاعتبار المنتبه للظواهر أو الحوادث
بقصد تفسيرِها واكتشاف أسبابها وعواملها والوصولِ إلى القوانين التي تحكمُها، وحي
ث يحتاج الباحثون في بعض أبحاثهم إلى مشاهدة الظاهرة
التي يدرسونها أو قد يستخدمون مشاهداتِ الآخرين فإنَّ ملاحظاتِ الباحثين تأخذ
عدَّة أشكال ويكون لها وظائفُ متعدِّدة تبعاً لأغراض البحث وأهدافه، فقد يقوم
باحثٌ بملاحظة بعض الظواهر التي يستطيع السيطرةَ على عناصرها كما يحدث في تجارب
المختبرات في العلوم الطبيعيَّة، وقد يقوم بملاحظة الظواهر التي لا يستطيع
التأثيرَ على عناصرها كما يحدث في علم الفلك.
مزايا الملاحظة:
1. أنَّها
أفضل طريقة مباشرة لدراسة عدَّة أنواع من الظواهر؛ إذْ أنَّ هناك جوانب لا يمكن
دراستها إلاَّ بهذه الوسيلـة.
2. أنَّها
لا تتطلَّب جهوداً كبيرة تبذل من قبل الباحث الذي يجري الملاحظة بالمقارنة مع طرق
بديلة.
3. أنَّها
تمكِّن الباحث من جمع بياناته تحت ظروف سلوكيَّة مألوفة.
4. أنَّها
تمكِّن الباحث من جمع حقائق عن السلوك في وقت حدوثها.
5. يسمح
هذا الاسلوب بتكليف أكثر من ملاحظ واحد، بتحليل السلوك واكتشاف ثبات التحليل عبر
ملاحظين أو أكثر.
6. أنَّها تسمح بالحصول على بيانات ومعلومات من الجائز ألاَّ يكون قد فكَّر بها الأفرادُ موضوعُ البحث حين إجراء مقابلات معهم أو حين مراسلتهم لتعبئة استبانة البحث.
عيوب الملاحظة:
ومع وجود المزايا السابقة فهناك عيوب للملاحظة تتَّصل بجانبها التطبيقيِّ
وبمقدرة الباحث أبرزها ما يأتي:
1. قد
يعمد الأفرادُ موضوع الملاحظة إلى إعطاء الباحث انطباعاتٍ جيِّدة أو غير جيِّدة؛
وذلك عندما يدركون أنَّهم واقعون تحت ملاحظتـه.
2. قد
يصعب توقُّع حدوث حادثة عفويَّة بشكلٍ مسبق لكي يكون الباحث ح
اضراً
في ذلك الوقت، وفي كثير من الأحيان قد تكون فترة الانتظار مرهقة وتستغرق وقتاً طويلا.
3. قد
تكون الملاحظة محكومةً بعوامل محدَّدة زمنياً وجغرافيّاً فتستغرق بعض الأحداث
عدَّة سنوات أو قد تقع في أماكن متباعدة ممَّا يزيد صعوبة في مهمَّة الباحث.
4. قد
تكون بعض الأحداث الخاصَّة في حياة الأفراد ممَّا لا يمكن ملاحظتها مباشرة.
5. قد تميل الملاحظة إلى إظهار التحيُّز والميل لاختيار ما يناسب الباحث أو أنَّ ما يراه غالباً يختلف عمَّا يعتقده.
تنويه من
أهم شروط الملاحظة العلمية أن تكون الملاحظة موضوعية، أي التجرد والبعد عن
الذاتية، وحتى يتحقق ذلك ينبغي أن يبتعد الملاحظ عن أهوائه وميوله وأفكاره؛ كي
يلاحظ الظواهر أو السلوك كما تبدو، وأن تكون الملاحظة كلية، أي عدم إهمال أي
عنصر من عناصر الموقف الملاحظ، واستخدام الأدوات العلمية في الملاحظة بعد
التأكد من سلامتها وكفايتها، وتمسك الملاحظ بالروح العلمية، وبالصفات العقلية
والخلقية، والتحلي بروح النقد والتدقيق والشجاعة مع الإيمان بالمبادئ العلمية. |
· أن
يحرص الباحث على المعلومات المسبقة والكافية عن الظاهرة موضع الدراسة.
· أن
يكون لدى الباحث هدف واضح ومحدد من إجراء الملاحظة، من أجل الحصول على كافة
المعلومات التي تساعد في تفسير سلوك الظاهرة.
· استخدام
الوسائل والأدوات المناسبة لتسجيل الوقائع والأحداث بشكل ملائم، وتحديد الأساليب
الإحصائية اللازمة في عملية التسجيل والتحليل.
· تحديد
الفئات التي سيقوم الباحث بملاحظتها لإجراء الملاحظة عليها.
· تحري
الموضوعية والدقة في الملاحظة وأساليبها، وعدم التسرع في تسجيل النتائج.
· المعرفة
التامة بأدوات وأساليب القياس، والإحاطة بها قبل استخدامها.
خطوات تنفيذ الملاحظة:
تتطلب الملاحظة
الناجحة السير وفق الخطوات الآتية:
1. تحديد
الباحث لعينة البحث ومجال الملاحظة، وبيان مكانها وزمانها طبقاً لأهداف البحث.
2. تحديد
الخصائص الاجتماعية العامة لعينة البحث؛ بغرض الحصول على البيانات والمعلومات
الضرورية عنه.
3. أن
يعد الباحث بطاقة الملاحظة لتسجيل المعلومات التي يلاحظها، وغيرها من وسائل
الملاحظة.
4. التأكد
من صدق بطاقة الملاحظة م ن
خلال عرضه على المحكمين من أهل الاختصاص، وكذلك التأكد من ثبات ملاحظته عن طريق
إعادة الملاحظة أكثر من مرة، وعلى فترات متباعدة، أو عن طريق مقارنة ما يلاحظه
باحث آخر في نفس المجال.
5. قيام
الباحث بمراقبة المبحوثين وملاحظة ما يريد ملاحظته وتدوين المعلومات اللازمة.
6. أن
يكون لدى الباحث القدرة على معالجة المشاكل التي تطرأ أثناء إجراء الملاحظة.
7. تحليل
البيانات والمعلومات التي تم جمعها، ثم النتائج النهائية ثم كتابة تقرير البحث.
المقابلة
تعرَّف المقابلة بأنها تفاعل لفظيٌّ بين شخصين في موقف مواجهة؛ حيث يحاول
أحدهما وهو الباحث القائم بالمقابلة أن يستثيرَ بعض المعلومات أو التعبيرات لدى
الآخر وهو المبحوث والتي تدور حول آرائه ومعتقداته؛ فهناك بيانات ومعلومات لا يمكن
الحصول عليها إلاَّ بمقابلة الباحث للمبحوث وجهاً لوجه، ففي مناسبات متعدِّدة يدرك
الباحث ضرورة رؤية وسماع صوت وكلمات الأشخاص موضوع البحث.
وحيث يجب أن يكون للمقابلة هدفٌ محدَّد فلهذا تقع على الباحث الذي يجري
المقابلة ثلاثة واجبات رئيسة:
1) أن
يخبرَ المستجيبَ عن طبيعة البحث.
2) أن
يحفزَ المستجيبَ على التعاون معه.
3) أن
يحدِّدَ طبيعة البيانات والمعلومات المطلوبة.
4) أن
يحصلَ على البيانات والمعلومات التي يرغب فيها.
وتمكِّن المقابلة الشخصيَّة الباحثَ من ملاحظة سلوك الأفراد والمجموعات
والتعرُّف على آرائهم ومعتقداتهم، وفيما إذا كانت تتغيَّر بتغيُّر الأشخاص
وظروفهم، وقد تساعد كذلك على تثبيت صحَّة معلومات حصل عليها الباحث من مصادر مستقلَّة
أو بواسطة وسائل وأدوات بديلة أو للكشف عن تناقضات ظهرت بين تلك المصادر.
أنواع المقابلة:
ويمكن تقسيم المقابلة وفقاً لنوع الأسئلة التي يطرحها الباحث إلى:
Ø
المقابلة
المقفلة: وهي التي
تتطلَّب أسئلتها إجاباتٍ دقيقة ومحدَّدة، فتتطلَّب الإجابة بنعم أو بلا، أو
الإجابة بموافق أو غير موافق أو متردِّد، ويمتاز هذا النوع من المقابلة بسهولة
تصنيف بياناتها وتحليلها إحصائيـّاً.
Ø
المقابلة
المفتوحة: وهي التي تتطلَّب أسئلتها إجاباتٍ غير محدَّدة مثل: ما
رأيك ببرامج تدريب الصحيين في المركز الصحي؟، والمقابلةُ المفتوحة تمتاز بغزارة
بياناتها، ولكن يؤخذ عليها صعوبة تصنيف إجاباتها.
Ø
المقابلة
المقفلة - المفتوحة: وهي التي تكون أسئلتها مزيجاً بين
أسئلة النوعين السابقين أي أسئلة مقفلة وأخرى مفتوحة فتجمع ميزاتِهما، وهي أكثر
أنواع المقابلات شيوعاً، ومن أمثلة ذلك أن يبدأ الباحث بتوجيه أسئلة مقفلة للشخص
موضوع البحث على النحو التالي: هل توافق على تنفيذ برامج تدريب الصحيين مساءً؟،
ثمَّ يليه سؤال آخر كأن يكون: هل لك أن توضِّح أسباب موقفك بشيءٍ من التفصيل؟.
وتصنَّف المقابلة بحسب أغراضها إلى أنواعٍ من أكثرها شيوعاً الأنواع
التالية:
1- المقابلة
الاستطلاعيَّة(المسحيَّة): وتستخدم للحصول على معلوماتٍ وبيانات من
أشخاصٍ يعدَّون حجَّةً في حقولهم أو ممثَّلين لمجموعاتهم والتي يرغب الباحث الحصول
على بيانات بشأنهم، ويستخدم هذا النوع لاستطلاع الرأي العام بشأن سياسات معيَّنة،
أو لاستطلاع رغبات المستهلكين وأذواقهم، أو لجمع الآراء من المؤسَّسات أو الجمهور
عن أمورٍ تدخل كمتغيِّرات في قرارات تتَّخذها جهةٌ معيَّنة منوط بها أمر اتِّخاذ
القرارات، وهذا النوع هو الأنسب للأبحاث
المتعلِّقة بالعلوم الاجتماعيَّة.
2- المقابلة
التشخيصيَّة:
وتستخدم لتفهُّم مشكلةٍ ما وأسبابِ نشوئها، وأبعادها الحاليَّة، ومدى خطورتها،
وهذا النوع مفيد لدراسة أسباب تذمُّر المستخدمين.
3- المقابلة
العلاجيَّة:
وتستخدم لتمكين المستجيب من فهم نفسه بشكلٍ أفضل وللتخطيط لعلاج مناسب لمشكلاته،
وهذا النوع يهدف بشكلٍ رئيس إلى القضاء على أسباب المشكلة والعمل على جعل الشخص
الذي تجرى معه المقابلة يشعر بالاستقرار النفسيِّ.
4- المقابلة
الاستشاريَّة:
وتستخدم لتمكين الشخص الذي تجرى معه المقابلة وبمشاركة الباحث على تفهُّم مشكلاته
المتعلِّقة بالعمل بشكل أفضل والعمل على حلِّها.
عوامل نجاح المقابلة:
وهناك عوامل رئيسة ومهمَّة تساعد على الحصول على بيانات ومعلومات دقيقة
بالمقابلة على الباحث أخذها باعتباره عند استخدامها، من أبرزها:
1.
تحديد الأشخاص الذين يجب أن تُجْرَى المقابلةُ معهم بحيث يكونون قادرين على
إعطائه المعلومات الدقيقة، وأن يكون عددهم مناسباً للحصول على بيانات ومعلومات
كافية.
2.
وضع الترتيبات اللازمة لإجراء المقابلة بتحديد الزمان والمكان المناسبين،
ويستحسن أن تُسْـبَق المقابلة برسالة شخصيَّة أو رسميَّة أو بواسطة شخص ثالث
تمهيداً للمقابلة.
3.
إعداد أسئلة المقابلة ووضع خطَّة لمجرياتها ليضمن حصوله على المعلومات
والبيانات المطلوبة، مع ضرورة الأخذ بالاعتبار مرونة بالأسئلة إذْ قد تفاجئه
معلومات لم يتوقَّعها.
4.
إجراء مقابلات تجريبيَّة تمهيداً للمقابلات الفعليَّة اللازمة للبحث.
5.
التدرُّب على أساليب المقابلة وفنونها لكي يكسب المستجيبين ولا يثير
مخاوفهم ولا يحرجهم ويحصل على إجابات
دقيقة وناجحـة.
6.
التأكُّد من صحَّة المعلومات التي توفِّرها المقابلات بتلافي أخطاء السمع
أو المشاهدة، وأخطاء المستجيب للزمن والمسافات، وأخطاء ذاكرة المستجيب، وأخطاء
مبالغات المستجيب، وخلط المستجيب بين الحقائق واستنتاجاته الشخصيَّـة.
7.
إعداد سجلٍّ مكتوبٍ عن المقابلة بأسرع وقت ممكن، فلا يؤخِّر الباحثُ ذلك
إذا لم يتمكَّن من تسجيل المقابلة في حينها، فهو عرضة للنسيان والخلط بين إجابات
المستجيبين، وعليه أن يستأذن المستجيب بتدوين إجاباته ويخبره بأهميَّتها في بحثه،
فقد يرتكب الباحث أخطاءً بعدم الإثبات أو بالحذف أو بالإضافة أو بالاستبدال بسبب
تأخير التسجيل، ولا شكَّ في أنَّ التسجيلَ بجهاز تسجيل يعطي دقَّة أكبر، ولكنَّ
استخدام ذلك قد يؤثِّر على المقابلة.
مزايا المقابلة:
تظهر للمقابلة كأداة لجمع البيانات والمعلومات لدى الباحث القدير على
استخدامها بشكلٍّ علميٍّ وموضوعيٍّ في إجرائها وتدوينها وتحليل بياناتها مزايا
أبرزها ما يأتي:
1) أنَّها
أفضل أداة لاختبار وتقويم الصفات الشخصيَّة.
2) أنَّها
ذات فائدة كبيرة في تشخيص ومعالجة المشكلات الإنسانيَّة.
3) أنَّها
ذات فائدة كبرى في الاستشارات.
4) أنَّها
تزوِّد الباحث بمعلومات إضافيَّة كتدعيمٍ للمعلومات المجموعة بأدوات أخرى.
5) أنَّها
قد تستخدم مع الملاحظة للتأكُّد من صحَّة بيانات ومعلومات حصل عليها الباحث بواسطة
استبانات مرسلة بالبريد.
6) أنَّها
الأداة الوحيدة لجمع البيانات والمعلومات في المجتمعات الأميَّة.
7) أنَّ
نسبة المردود منها عالية إذا قورنت بالاستبيان.
عيوب المقابلة:
وللمقابلة عيوب تؤثِّر عليها كأداة لجمع البيانات والمعلومات أبرزها ما
يأتي:
1) إنَّ
نجاحها يعتمد على حدٍّ كبير على رغبة المستجيب في التعاون وإعطاء معلومات موثوقة
دقيقة.
2) إنَّها
تتأثَّر بالحالة النفسيَّة وبعوامل أخرى تؤثِّر على الشخص الذي يجري المقابلة أو
على المستجيب أو عليهما معاً، وبالتالي فإنَّ احتمال التحيُّز الشخصيِّ مرتفع
جدّاً في البيانات.
3) إنَّها تتأثَّر بحرص المستجيب على نفسه وبرغبته بأن يظهرَ بمظهر إيجابيٍّ، وبدوافعه أن يستعدي أو يرضي الشخصَ الذي يجري المقابلة، فقد يلوِّن بعضُ المستجيبين الحقائق التي يفصحون عنها بالشكل الذي يظنُّونه سليماً.
الاستبيان
يُعَرَّف الاستبيانُ بأنَّه أداة لجمع البيانات المتعلِّقة بموضوع بحث
محدَّد عن طريق استمارة يجري تعبئتها من قبل المستجيب، ويستخدم لجمع المعلومات
بشأن معتقدات ورغبات المستجيبين، ولجمع حقائق هم على علمٍ بها؛ ولهذا يستخدم بشكلٍ
رئيس في مجال الدراسات التي تهدف إلى استكشاف حقائق عن الممارسات الحاليَّة
واستطلاعات الرأي العام وميول الأفراد، وإذا كان الأفرادُ الذين يرغب الباحث في
الحصول على بيانات بشأنهم في أماكن متباعدة فإنَّ أداة الاستبيان تمكِّنه من الوصول
إليهم جميعاً بوقت محدود وبتكاليف معقولة.
أنواع الاستبيان:
للاستبيان بحسب إجاباته المتوقِّفة على طبيعة أسئلة الاستبيان ثلاثةُ
أنواع، هي:
1- الاستبيان
المفتوح:
وفيه فراغاتٌ يتركها الباحثُ ليدوِّن فيها المستجيبون إجاباتهم، وهذا النوع
يتميَّز بأنَّه أداة لجمع حقائق وبيانات ومعلومات كثيرة غير متوفِّرة في مصادر
أخرى، ولكنَّ الباحث يجد صعوبة في تلخيص وتنميط وتصنيف النتائج؛ لتنوُّع الإجابات،
ويجد إرهاقاً في تحليلها ويبذل وقتاً طويلاُ لذلك، كما أنَّ كثيراً من المستجيبين
قد يغفلون عن ذكر بعض الحقائق في إجاباتهم بسبب أنَّ أحداً لم يذكِّرهم بها وليس
لعدم رغبتهم بإعطائها.
2- الاستبيان المغلق:
وفيه الإجابات تكون بنعم أو بلا، أو بوضع علامة صحٍّ أو خطأ، أو تكون
باختيار إجابة واحدة من إجابات متعدِّدة،
وفي مثل هذا النوع ينصح الباحثون أن تكونَ هناك إجابةٌ أخرى مثل: غير ذلك، أو لا
أعرف، وليحافظ الباحثُ على الموضوعيَّة يجب عليه أن يصوغ عبارات هذا النوع من
الاستبيان بكلِّ دقَّة وعناية بحيث لا تتطلَّب الإجاباتُ تحفُّظات أو تحتمل
استثناءات، ويتميَّز هذا النوع من الاستبيانات بسهولة تصنيف الإجابات ووضعها في
قوائم أو جداول إحصائيَّة يسهل على الباحث تلخيصها وتصنيفها وتحليلها، ومن ميزاته
أنَّه يحفز المستجيبَ على تعبئة الاستبانة لسهولة الإجابة عليها وعدم احتياجها إلى
وقتٍ طويل أو جهدٍ شاق أو تفكيرٍ عميق بالمقارنة مع النوع السابق، ولهذا تكون نسبة
إعادة الاستبانات في هذا النوع أكثر من نسبة إعادتها في النوع المفتوح.
3- الاستبيان
المفتوح - المغلق:
يحتوي هذا النوع على أسئلة النوعين السابقين، ولذلك فهو أكثرُ الأنواع
شيوعاً، ففي كثير من البحوث يجد الباحثُ ضرورةً أن تحتوي استبانته على أسئلة
مفتوحة الإجابات وأخرى مغلقة الإجابات، ومن مزايا هذا النوع أنَّه يحاول تجنُّب
عيوب النوعين السابقين وأن يستفيد من ميزاتهما.
مزايا الاستبيان:
1) تمكَّن
أداة الاستبيان من حصول الباحثين على بيانات ومعلومات من وعن أفراد ومفردات
يتباعدون وتتباعد جغرافيّاً بأقصر وقتٍ مقارنة مع الأدوات الأخرى.
2) يعدُّ
الاستبيان من أقل أدوات جمع البيانات والمعلومات تكلفة سواءٌ أكان ذلك بالجهد
المبذول من قبل الباحث أم كان ذلك بالمال المبذول لذلك.
3) تعدُّ
البيانات والمعلومات التي تتوفَّر عن طريق أداة الاستبيان أكثر موضوعيَّة ممَّا
يتوفَّر بالمقابلة أو بغيرها، بسبب أنَّ الاستبيان لا يشترط فيه أن يحملَ اسم
المستجيب ممَّا يحفزه على إعطاء معلومات وبيانات موثوقـة.
4) توفِّر
طبيعة الاستبيان للباحث ظروف التقنين أكثر ممَّا توفِّره له أدواتٌ أخرى، وذلك
بالتقنين اللفظيِّ وترتيب الأسئلة وتسجيل الإجابات.
5) يوفِّر
الاستبيان وقـتاً كافياً للمستجيب أو المتعاون مع الباحث للتفكير في إجاباته ممَّا
يقلِّلُ من الضغط عليه ويدفعه إلى التدقيق فيما يدوِّنـه من بيانات ومعلومات.
6) لا
يتطلب تحليل النتائج مهارة كبيرة، خاصة عندما تكون الأسئلة مغلقة، فما على الباحث
إلا تبويب الإجابات.
عيوب الاستبيان:
1) قد
لا تعود إلى الباحث جميعُ نسخ استبيانه؛ ممَّا يقلِّل من تمثيل العيِّنة لمجتمع
البحث.
2) قد
يعطي المستجيبون أو يدوِّن المتعاونون مع الباحث إجابات غير صحيحة.
3) لا
يمكن استخدام الاستبيان في مجتمع لا يجيد معظمُ أفراده القراءة والكتابـة.
4) لا
يمكن التوسُّع في أسئلة الاستبيان خوفاً من ملل المبحوث حتى ولو احتاج البحث إلى
ذلك.
5) نوعية
البيانات التي يحصل عليها الباحث قد تكون متدنية من حيث الدقة ومن حيث الاكتمال،
فقد يهمل المشاركون في البحث الإجابة عن بعض الأسئلة عمداً أو سهواً.
6) الدافع
للإجابة على الاستبيان غالباً ما يكون ضعيفاً فلا يجد المشارك في البحث سبباً
قوياً يدعوه لبذل الجهد والوقت ليجيب على الاستبيان.
7) قد
يفسر المشاركون في البحث السؤال نفسه تفسيراً مختلفاً مما يؤثر سلباً على صدق
الاستبيان.
ما يجب مراعاته عند تصميم الاستبيان
وصياغته:
ممَّا يجب على الباحث مراعاته عند تصميم الاستبيان وصياغته الآتـي:
1) أن
توضح الاستبانة أهداف البحث بحيث تعتبر كل مجموعة من الأسئلة في الاستبيان عن هدف
محدد من الأهداف المراد تحقيقها.
2) مراعاة المظهر العام لاستمارة الاستبيان، وذلك بأن تكون مطبوعة ومنسقة بشكل جيد، وخالية من الأخطاء الإملائية واللغوية والطباعية.
3) الإيجاز
بقدر الإمكان في كتابة فقرات الاستبيان.
4) استخدام
المصطلحات الواضحة البسيطة، وشرح المصطلحات غير الواضحة.
5) إعطاء
المبحوثُ مساحةً حرَّة في نهاية الاستبانة لكتابة ما يراه من إضافة أو تعليق.
6) الابتعاد
عن الأسئلة الإيحائيَّة الهادفة إلى إثبات صحَّة فرضيَّات بحثه.
7) صياغة
بدائل الإجابات المقترحة صياغة واضحة لا تتطلَّب إلاَّ اختياراً واحداً.
8) تجنُّب
الخلط بين إبداء الرأي وإعطاء الحقائق.
9) تجنُّب
الأسئلة التي تستدعي تفكيراً عميقاً من المبحوثين أو المتعاونين مع الباحث.
10) البعد
عن الأسئلة التي تتطلَّب معلومات وحقائق موجودة في مصادر أخرى؛ ممَّا يولِّد ضيقاً
لدى المبحوث أو المتعاون مع الباحث.
11) تزويد
الاستبانة بما يشرح أهداف الدراسة وقيمتها التطبيقيَّة بما يعود على الأفراد
المبحوثين أو المجتمع المبحوث بالخير.
12) تزويد
الاستبانة بتعليمات وبإرشادات عن كيفيَّة الإجابة، وحفز المبحوثين ليستجيبوا بكلِّ
دقَّة وموضوعيَّة.
13) وعد
المبحوثين بسريَّة إجاباتهم وأنَّها لن تستخدمَ إلاَّ لغرض البحث المشار إليه.
تنويه
اتِّخـاذ السبل المناسبة لحثِّ المبحوثين لمتقاعسين عن ردِّ الاستبانة إلى الباحث، ويكون ذلك برسالةٍ رسميَّة أو شخصيَّة أو باتِّصال هاتفيٍّ، ويستحسن تزويد أولئك بنسخٍ جديدة خشية أن يكون تأخُّر ردِّ النسخ التي لديهم لضياعها أو للرغبة في استبدالها لمن تعجَّل في الإجابة عليها واتَّضحت له أمورٌ مغايرة لإجابته قبل إرسالها
إخراج الاستبيان:
للجوانب الشكلية في إخراج الاستبيان أثر كبير في توفير جدية للإجابة عن
اسئلته، إذ يجب أن يبدو الاستبيان بمظهر يقنع المشارك بأن الباحث محترف ودقيق في
عمله، ولذلك على الباحث مراعات الآتي:
1.
ينبغي أن تتضمن الصفحة الأولى من الاستبيان اسم المؤسسة التي يصدر عنها،
مثل اسم الجامعة أو الكلية أو غير ذلك من المؤسسات.
2.
يجب أن تظهر في الصفحة الأولى من الاستبيان توضيحات وافية عن هدف البحث
والجهة التي تقوم به وتطمين المشاركين حول سرية المعلومات التي يقدمونها، ومعلومات
عن كيفية الإجابة عن الأسئلة، مثلاً: يرجى وضع علامة (ü) في المكان المناسب الذي
يعبر عن إجابتك عن السؤال، وحث المشاركين على الإجابة عن جميع الأسئلة وعدم ترك أي
سؤال دون إجابة، ويجب أن لا ينسى الباحث أبداً أن يشكر المشاركين على تعاونه وبذل
الوقت والجهد للإجابة عن الاستبيان.
3.
يجب
إخراج الاستبيان بشكل متقن بحيث لا تتراكم الأسئلة في مكان وتتباعد في مكان آخر،
وعندما يكون السؤال مفتوحاً، على الباحث أن يخصص فراغاً مناسباً تحت كل سؤال، كما
يجب أن تكون حروف الاستبيان مقروءة بوضوح وتسهل قراءتها دون عناء.
4.
ينبغي
ترقيم الأسئلة والإجابات وفروع الأسئلة وإجاباتها، والحرص أن يقع السؤال وإجاباته
على نفس الصفحة بحيث لا يقسم السؤال بين نهاية صفحة وبداية صفحة أخرى.
خطوات بناء الاستبيان
وتطبيقه:
يمر بناء الاستبيان بالخطوات الآتية:
1.
تحديد نوع البيانات المطلوبة، أو الهدف من الاستبيان، وذلك في ضوء مشكلة
البحث وفروضه واهداف.
2.
تقسيم الموضوع العام للاستبيان إلى عدد من الموضوعات الفرعية أو المحاور؛
حتى يتسنى للباحث تغطية كل فرع بمجموعة من الأسئلة التي تشكل في مجموعها العام
الأسئلة التي تتألف منها الاستبيان.
3.
ينبغي أن يرتبط كل سؤال من الأسئلة بجانب أو جزئية من متغيرات البحث.
4.
الصياغة الأولية للأسئلة وترتيبها بشكل منطقي مع مراعاة الشروط والقواعد
سالفة الذكر.
5.
فحص أسئلة الاستبيان وتقويمها، وذلك بالمراجعة الأولية للأسئلة؛ للتأكد من
تغطية الأسئلة لكافة الموضوعات الفرعية والعامة، ثم عرض الأسئلة على اخصائيين
لتلقي المزيد من الملاحظات.
6.
الاختبار الأولي لأسئلة الاستبيان، لتطويرها والتأكد من صلاحيتها لجمع
البيانات الميدانية الضرورية لإتمام البحث، وذلك بتوزيع الاستبيان على عدد من
المحكمين، وإجراء تطبيق استطلاعي للاستبيان على عدد من أفراد مجتمع البحث، ويفضل
هنا أن لا تقل أعدادهم عن عشرين شخصاً.
7.
إجراء التعديلات اللازمة على الأسئلة، وإعادة صياغة الاستبيان في شكلها
النهائي، في ضوء نتائج الاختبار الأولي للاستبيان وملحوظات المحكمين.
8.
اختبار صدق وثبات الاستبيان.
9.
طباعة الاستبيان بشكلها النهائي، ثم توزيعها على العينة الممثلة لمجتمع
البحث.
10.
جمع استمارات الاستبيان والبدء بتحليل البيانات الموجودة بها، وتصنيفها
وتفسير نتائجها للخروج بتوصيات مناسبة تتعلق بمشكلة البحث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق