الثلاثاء، 5 أبريل 2022

استراتيجية التعلم الإلكتروني التعاوني

 

استراتيجية التعلم الإلكتروني التعاوني

تعريف التعلم التعاوني الإلكتروني:

هو موقف تعليمي يتم فيه توزيع المتعلمين إلى مجموعات صغيرة أو كبيرة مكونة من مُتعلِمين أو أكثر يعملون معا من أجل تحقيق أهداف محددة ومشتركة وذلك من خلال تناولهم لموضوعات مصحوبة بأنشطة، واختبارات إلكترونية وذلك من خلال تفاعلهم معا عن طريق أحد المواقع التعليمية المصممة لذلك، وباستخدام أدوات الاتصال المتزامن وغير المتزامن المتاحة عبر شبكة الإنترنت ويتم ذلك وفقا لتعليمات وإجراءات محددة وتحت إشراف وتوجيه ومتابعة المعلم.

فبعد أن كان الطلاب يجلسون معا في الفصل الدراسي يستطيعون الآن أن يتعاونوا وهم جالسون في أمكان متفرقة حول العالم خلال شبكة الإنترنت، ويقوم كل متعلم بإنجاز المهام والأنشطة الموكلة إليه في أي زمان وأي مكان خلال أدوات التفاعل المتزامنة وغير المتزامنة المتاحة على الإنترنت، ومن خلال موقع تعليمي يتيح عديد من مواد ومصادر التعلم الإلكترونية ويشجع على التعاون ويقوم على استراتيجيات ومبادئ التعلم التعاوني.

ويكون التعاون عبر الويب بين الطلاب من خلال شبكة الإنترنت عن طريق الاتصال المتزامن باستخدام مؤتمرات النص والصوت والصورة والمناقشات عن بعد، أو الاتصال غير المتزامن باستخدام البريد الإلكتروني، اللوحات الإخبارية، المنتديات، نقل الملفات، صفحات الويب، وقوائم الخدمات.

فالتعلم الإلكتروني التعاوني عبر الويب هو استراتيجية تساعد المتعلمين على التعلم معاً والعمل معا.

أهمية التعلم التعاوني الإلكتروني:

يتيح للمتعلم الفرصة لكي يناقش ، يجادل ، يتفاوض ، ويشترك في بناء المعرفة من خلال عملية المناقشة والتفاعل مع الأقران والخبراء عن طريق المؤتمراتِ ، ومن خلال إتاحة الكتب والمجلات والمقالات أو مجموعات البحث .وهناك نظام لدعم للعمل التعاوني من خلال الويب يسمىBasic Support for Cooperative Work (BSCW)  يسمح بالتشارك في العمل Shared Workspace، وتحميل الملفات Document Upload على الويب، والإخطار بالأحداث Event Notification، وإدارة المجموعة Group Management.

الأهمية الأكاديمية للتعلم التعاوني  في تنمية مهارات التفكير الناقد لدى الطلاب خلال التدريب على مهارات التفكير العليا، ومساعدتهم على توضيح الأفكار من خلال المناقشة، وتعزيز بناء وممارسة المهارة وتطوير مهارات الاتصال وتحسين عملية استدعاء المحتوى النصي وذلك من خلال المناقشات التعاونية وتوفير بيئة تعليم وتعلم نشطة تشجع الطلاب على التعلم الاستكشافي وعلى إتقان المهارات وتحمل مسئولية التعلم  وعلى إدارة  المواقف بفاعلية  وتوفير استراتيجيات تدريس فعالة مع تحسين نتائج الفصول من خلال اتجاهات الطلاب الايجابية نحو موضوع التعلم والمنافسة الناجحة في أداء المهام وتزويد الطالب بمهارات إدارة الذات وتزويده بطرق حل المشكلات وذلك من خلال اشتراك الطالب ذي القدرات المنخفضة في مجموعة مع الطلاب ذوى الإنجاز الأعلى مما يساعدهم على تحسين الأداء.

الأهمية النفسية للتعلم التعاوني حيث يزيد من احترام ذات الطلاب ويساعد على انخفاض القلق ويحسن من الرضا النفسي للطالب عن خبرة التعلم ويشجع الطلاب على قبول المساعدة والإشراف من نظائرهم، ويكون اتجاهات إيجابية نحو المعلمين أو المدربين.

ويقدم التعاون على الإنترنت والمشاريع الجماعية خبرات تعليمية مهمة والاهتمام بالتعلم المتمركز حول الطالب من خلال إتاحة الفرصة له لاستخدام أساليب تعلم متعددة  والتدريب على مهارات الاتصال  وممارسة التفكير الناقد وكذلك تقسيم العمل والمشاركة في الأفكار  والمناقشات الشفوية التي تحدث أثناء عمل المشروع بين أعضاء المجموعة ذات فوائد معرفية للطلاب ويزيد من دافعية الطالب للبحث عن المعلومات واستكشاف العديد من المجالات الجديدة والصعبة بمساعدة المجموعة، وتحسين وتطوير مهارات الطالب مثل التحليل، الاتصال والتقييم.

مبادئ وأسس التعلم التعاوني الإلكتروني:

يقوم التعلم التعاوني باستراتيجياته المختلفة على مجموعة من الأسس والمبادئ التي يجب توافرها، حتى يتحقق التعلم بشكل أفضل، وهذه الأسس يمكن إيجازها فيما يلي:

1.     الاعتماد الإيجابي المتبادل:

والاعتماد الإيجابي المتبادل يعني إدراك كل عضو من أعضاء المجموعة للارتباط الوثيق بينهم، وأن نجاح أي منهم لا يتحقق إلا بنجاح الآخرين؛ إذ لابد وأن يتم العمل في صورة تحقق النفع للمجموعة كلها، وهذا من شأنه العمل على تآزر الجهود داخل المجموعة لتحقيق الأهداف، ويتحقق الاعتماد الإيجابي المتبادل من خلال مجموعة من الإجراءات هي المشاركة بالهدف، والمهمة، وأسلوب التعزيز، وفي المصادر والأدوار داخل كل مجموعة .

ويقصد بالمشاركة بالهدف اشتراك المجموعة في مهمة واحدة أو إنجاز عمل واحد ككتابة تقرير أو مقال، أو جمع معلومات حول ظاهرة من الظواهر، ويقصد بالمشاركة في التعزيز أن يحصل كل أفراد المجموعة على مكافأة مادية أو معنوية ويقصد بالمشاركة في المصادر حصول أفراد المجموعة على عدد من المصادر التي توفر المعلومات الضرورية للتعلم، والمشاركة في الدور يعني تبادل أفراد المجموعة لأدوارهم التي يقومون بها حتى يتحقق التعلم ومن الأدوار دور المشجع، والقائد، والملاحظ، والمسجل.

وتعني المشاركة في المهمة اشتراك جميع أفراد المجموعة في مهمة واحدة مهما جزئت، بحيث يحدث في النهاية تكامل لهذه المهمة.

2.     المحاسبة الفردية:

وهذا المبدأ يعني أن يتم محاسبة الأفراد داخل المجموعات بصورة فردية، فالاختبارات لا يسمح فيها بالتعاون وهذا شأنه أن يحقق عدم التكاسل من قبل بعض الأفراد اعتمادا على ما يقوم به زملاؤه، فإدراك الفرد بأن جهده الفردي يساعده على تحقيق هدفه وهدف مجموعته يدفعه إلى النشاط والعمل بشكل أفضل.

3.     التفاعل المباشر بين الطلاب:

وهو مبدأ يعمل على اشتراك أفراد المجموعة في العمل بشكل يضمن المساعدة والتشجيع لكل أفراد المجموعة، كما يعمل على توفير الأنماط والتأثيرات الاجتماعية للتفاعل مما يزيد من الدافعية للتعلم.

4.     المهارات الشخصية:

ويعني هذا المبدأ توظيف المهارات الخاصة أو الشخصية داخل المجموعة مهما كانت صغيرة، ومن المهارات الشخصية التي ينبغي امتلاكها القيادة، واتخاذ القرار، وبناء الثقة والاتصال وإدارة الصراع والنزاع.

5.     تشغيل الجماعة:

وهذا المبدأ يقوم على تحليل أعمال أعضاء الفريق لتحديد درجة استخدام أعضاء المجموعة للمهارات الاجتماعية اللازمة لتوثيق العلاقة الطبيعية بينهم، مما يسهل مهارات التواصل وعلاقات العمل السليمة التي تحقق الأهداف المنشودة.

متطلبات استخدام مدخل التعلم التعاوني الإلكتروني:

أولاً: التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات:

يعتمد العمل من خلال الويب على قدرة المتعلم على التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال الانترنت فالمتعلم يجب علية التمكن من العديد من المهارات مثل استخدام المواقع التعليمية والتجول من خلالها ـ والبحث في المواقع المختلفة واكتساب مهارات رفع وتنزيل الملفات (upload & Download) بالإضافة إلى قدرته على تفعيل أدوات التواصل من خلال الويب مثل(استخدام أدوات وبرامج الاجتماعات عبر الانترنت ـ واستخدام غرف الدردشة ـ وتوظيف تقنية الصوت والصورة في الاجتماعات الصوتية والمرئية واستخدام البريد الإلكتروني والقوائم البريدية).

ثانياً: الدافعية:

الخصائص النفسية والشخصية تعد عاملاً قويا قد يؤثر على الرغبة فى استخدام هذا النمط التعليمي وقد يمثل مشكلة كبيرة وخاصة لدى الطلاب الذين يمتلكون بعض الخصائص أو السمات مثل(الاعتزاز بالنفس وعدم قبول التوجيهات من الآخرين خاصة إذا كان "طالب مثله" ـ عدم توفر الحافز لدى البعض في العمل الجماعي ـ الميل إلى العزلة والانطواء ـ شعور الطالب بأنه يمكن أن ينجز بشكل أفضل في الحالة الفردية ـ الرغبة في الاعتماد على الذات في أداء الأعمال ـ عدم الاقتناع بعمل الغير حتى لو كان جيد ـ عدم القدرة على تحمل الخلاف في وجهات النظر مع الآخرين ـ التمركز حول الذات في التفكير والعمل ـ الأنانية والاستحواذ على جميع الأنشطة والمهام والآراء).

 

ثالثاً: إدارة العمل الجماعي عبر الويب:

إدارة العمل الجماعي من خلال الويب يعد من الأمور الهامة التي يجب مراعاتها عند استخدام نمط التعلم التعاوني القائم على الويب (القدرة على اختيار فريق العمل ـ السيطرة على انسحاب بعض أعضاء الفريق ـ عدم توفر حوافز للتعاون الجماعي عبر الويب ـ تبادل الآراء مع جميع أعضاء الفريق في وقت واحد وتقديم بعض المقترحات ـ محاولة تغطية جميع تفاصيل المحتوى ـتنمية مهارات القيادة والمبادرة لاتخاذ القرارـ تفعيل جميع أدوات الاتصال عن بعد لتحقيق التفاعل الايجابي والتواصل مع المعلم لتخطى العقبات).

رابعاً: إدارة الوقت:

يعتبر الوقت عامل هام ومؤثر في التعلم ويجب التمكن من إدارته بشكل فعال، فهناك بعض المشكلات التي تتعلق بالوقت وتؤثر سلباً على التعلم من خلال الويب مثل(عدم القدرة على إنجاز الأعمال في الوقت المطلوب وعدم توفر الوقت الكاف لأداء بعض المهارات والحاجة إلى وقت مخصص للاجتماعات وسوء تنظيم الوقت من بعض أفراد المجموعة وعدم قدرة البعض على تسليم المشاريع والمهام المطلوبة في الوقت المحدد.

خطوات استخدام التعلم التعاوني الإلكتروني:

هناك مجموعة متعددة ومتنوعة من الخطوات المتسلسلة والمترابطة والواجب اتباعها في استراتيجية التعلم التعاوني من قبل القائمين على عملية التدريس وتتمثل من خلال ما يلي:

1.   العمل على تعيين أهداف الدرس، يجب على المعلم القيام على تحديد الأهداف التعليمية الموجودة في الدرس.

2.   العمل على تعيين عدد المجموعة الواحدة، تكون المجموعة الواحدة غير متوافقة من حيث المستوى والقدرات التحصيلية للطلاب، ويكون عددها لا يتجاوز خمسة تلاميذ.

3.   العمل على تحديد المواد الضرورية والمهمة، من أجل تنفيذ أنشطة الدرس والعمل على تنظيمها بشكل يُرغّب في العمل التعاوني.

4.   العمل على توزيع الطلاب في المجموعة، وتعيين رئيس يقود المجموعة، وتحديد الدور الذي يقوم به مع معلم المادة وتلاميذه.

5.     العمل على توضيح وبيان الواجبات التعليمية، التي أوكلت إلى التلاميذ مهمة القيام على تنفيذها.

6.     العمل على تحديد المسوؤلية باتجاه المجموعة.

7.     القيام على توجيه بعض الأمور والأوامر المتعلقة بالعمل التعاوني، كالتكلم بصوت هادىء ومنخفض وغيرها.

8.     قيام المعلم بمتابعة عمل المجموعات، والعمل على تقديم العون والمساعدة لهم. 

9.     قيام معلم المادة التعليمية على تجهيز نموذج لجميع الوحد التعليمية مبين الأهداف المطلوبة من الدرس.

10.قيام المعلم بعرض الواجبات الرئيسية، مع رسوم توضيحية لها علاقة مرتبطة بهدف الدرس.

11.            قيام المعلم بعمل ملخص النتائج التي تم الوصول إليها، من خلال تقويم مستوى جميع أعضاء المجموعة وكل فرد لوحده.https://e3arabi.com/?p=387525

 

سلبيات التعلم الإلكتروني التعاوني:

1.   طريقة غير عادلة في التقييم حيث يأخذ كل عضو في المجموعة نفس علامة الآخرين دون الاعتبار لجهده ومقدرته وكفاءته.

2.     قد تحتاج إلى الوقت الطويل نوعاً ما.

3.     قد يعتمد أعضاء المجموعة على متعلم أو متعلمين اثنين ليؤديا العمل دون غيره.

4.     قد تكون مكلفة من حيث الوقت والإمكانيات.

5.     قد تتطلب وقتاً طويلاً دون تحقيق الأهداف المرجوة.

6.     بحاجة إلى الإشراف المستمر من قبل المعلم.

7.     قد تنشأ الصراعات والخلافات بين المجموعة الواحدة أو بين المجموعات تعرقل تحقيق النتائج المرجوة.

المراجع:

·       http://kenanaonline.com/users/tamer2011-com/posts/576430

·       https://sites.google.com/site/firstdegreeequationsasmaa/cognitivetripsteps

·       .https://e3arabi.com/?p=387525

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق